“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
بدأت ليل الخميس عملية تحرير جرود عرسال ن مسلحي “جبهة النصرة” و”داعش” بعد فشل عمليات التفاوض مع زعيم “جبهة النصرة” أبو مالك التلي الذي وضع شروطا منها نقل حوالي 539 مقاتلا وعائلاتهم الى تركيا عبر مطار “رفيق الحريري الدولي” وبحوزتهم مبالغ مالية طائلة. وفي حين لم تتم أية مفاوضات مع مقاتلي “داعش” الذين يبقى عددهم مجهولا، فإن المعارك بدأت في جرود شاسعة تمتد الى مئات الكيلومترات.
وفي حين رفض مسؤولون في في “حزب الله” التعليق المبكر على مجريات المعارك، فإن “الإعلام الحربي” واكب المعارك في جرود عرسال والقلمون. وقال “الإعلام الحربي” في بيانات أن “الجيش السوري ومجاهدو المقاومة يستهدفون بالقصف المدفعي والصاروخي تجمّعات ونقاط انتشار وتحصينات ومواقع “جبهة النصرة” في ضهر الهوى وموقع القنزح ومرتفعات عقاب وادي الخيل وشعبة النحلة في جرود عرسال اللبنانية”. وأضاف بيان آخر بأن “الهجوم انطلق من محورين في اتجاهات متعددة لكل محور، الأول من بلدة فليطة السورية باتجاه مواقع النصرة في جردها في القلمون الغربي والثاني من جرود السلسلة الشرقية للبنان الواقعة جنوب جرد عرسال (مسيطر عليه منذ 2015) باتجاه مرتفعات وتحصينات ارهابيي “جبهة النصرة” شمال وشرق عرسال”. وأشار “الإعلام الحربي” نقلا عن “قيادة العمليات” ان “لا وقت محدد للعملية وهي ستتحث عن نفسها وستسير وفقا لمراحل تمّ التخطيط لها”.
وإذ نقل “الإعلام الحربي” أخبارا عن تقدم الجيش السوري في مواقع عدة على جبهات جرد فليطة في القلمون الغربي، قال بأن “حزب الله” تقدم في جرود عرسال باتجاه موقع القنزح ووادي القرية جنوب شرق جرد عرسال وسط اشتباكات مع مسلحي “جبهة النصرة” أوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم…
الى ذلك شرحت أوساط متابعة للمعارك لموقع “مصدر دبلوماسي” ما يجري ميدانيا، لافتة الى أن المعارك تدور في جرود عرسال بعيدا من المدينة قرابة الـ30 كيلومتر، وبالتالي فإن مدينة عرسال بأهلها ومخيمات النازحين فيها (عدد النازحين في عرسال 100 ألف في حين أن عدد سكان المدينة 40 ألفا) بعيدين من المعارك.
ولفتت الأوساط الى أن الجيش اللبناني أغلق المنافذ التي قد تؤدي الى تسرّب مسلحين من جرود عرسال الى المدينة، بغية منع أية مجموعات مسلحة من الهرب من الجرود في محاولة لتوريط المخيمات كما حدث عام 2014.
وأشارت الأوساط نقلا عن مسؤولين محليين في عرسال الى أن النازحين السوريين لا رغبة لديهم البتة بتكرار ما حدث عام 2014 بل هم رفعوا الأعلام اللبنانية فوق المخيمات التي يقطنونها، وأرسلوا وفدا الى “جبهة النصرة” تحثها على تجنب المعارك.
ولفتت الأوساط الى أن المعارك ستدور على مراحل ولا توقيت محددا لها، مشيرة الى أن وضع “جبهة النصرة” صعب ميدانيا وهي محصورة في بضع مناطق أبرزها الزمراني وسهل الرهوة ووادي الخيل.
يبقى أنه في ساعات المعارك الأولى عزز الجيش اللبناني تواجده في عرسال ومحيطها مستهدفا اية تحركات مشبوهة للمسلحين .
ولفتت الأوساط الى أن تحرير جرود عرسال من “جبهة النصرة” و”داعش” لا يبقي إلا منطقتين تحت سيطرة المسلحين هما رأس بعلبك وجرود القاع المحتلتين من “داعش”.
وأشارت الى أن تحرير عرسال سيسهل عودة عدد كبير من النازحين السوريين الى مناطقهم في القلمون وقد عاد جزء من هؤلاء على دفعتين وبلغ عددهم 600 نازح. وبعد أن تخسر “النصرة” مواقعها من المتوقع العودة الطوعية للنازحين الى القلمون بأكمله.