“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
كيف ينظر الغرب الى الإشتباك الخليجي الخليجي بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة من جهة وقطر من جهة ثانية؟
لا يبدو الغرب منغمسا في العمق في هذه الحرب المستعرة بين دول مجلس التعاون الخليجي وهو يكتفي بموقع المتفرّج.
هذا ما أوردته أوساط دبلوماسية غربية رفيعة المستوى تعمل في نيويورك لموقع “مصدر دبلوماسي”، فوصّفت الوضع على أنه “صراع بين الإسلام السياسي ممثلا بقطر وبتركيا وبين أنظمة السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر من جهة ثانية، أمّا الغرب فيضع نفسه في موقع “النائي بنفسه” عن خلاف “سّني سنّي” بحسب تعبير الأوساط المذكورة.
يقسم الغرب مواقع الصراع في الشرق الأوسط اليوم الى أربعة: المحور الشيعي ممثلا بإيران، المحور السني ممثلا بالدول السنية الفاعلة، المحور الإرهابي ممثلا بالمنظمات الإرهابية كـ “داعش” والقاعدة والأنظمة الديموقراطية العلمانية التي باتت أقلية لا يزال الغرب يدعمها وأبرزها في تونس والمغرب ولبنان هو من ضمن هذا المحور أيضا.
ويحتدم الصراع السني- السني اليوم بحسب شرح هذه الأوساط “لأن عملية إعادة رسم لوحة المنطقة تذهب قدما منذ عام 2011، وقد باتت الخطوط العريضة للوحة التي لم تكتمل بعد تمسّ مواقع السلطة ومن سيدير الدول في المنطقة التي يعاد رسمها على وقع التوترات والحروب”.
وبالتالي يعاد طرح السؤال بقوة اليوم: ” هل من دور سيلعبه الإسلام السياسي في مستقبل المنطقة؟ وتبدو الإجابة قطعا لا عند دول مثل مصر والإمارات العربية المتحدة ثمّ السعودية التي لعبت أبو ظبي منذ فترة طويلة جدّا دورا لإقناعها بـ”قصقصة” أجنحة قطر نظرا لتمويلها منظمات إرهابية، إلا أن السعوديين آثروا التريث طويلا واللجوء الى الإقناع بالحسنى، ولم يتبدل هذا الوضع إلا بعد أن نالوا الضوء الأخضر من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد أن زار السعودية أخيرا، في لفتة غير إعتيادية لبلد عربي إسلامي”.
وتشير الأوساط الغربية الفاعلة في نيويورك الى أن هذه الزيارة “سببت في الوقت ذاته نقزة لدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظرا الى الموقع الريادي لمصر في العالم العربي والذي تبدّى بأن الرياض تنافسها عليه بشكل أساسي”. وتشير الأوساط الى أن “المصريين ربما يكونوا شعروا بنوع من الغيرة نسبيا” من أن وجهة الزيارة الأميركية كانت للرياض عوضا عن القاهرة، مع العلم بأن النظام المصري كان من أوائل من حاربوا الإسلام السياسي وحذروا من تمويله من قبل الأتراك خصوصا والآن من قبل قطر سابقين السعودية بأشواط.
ولم تنف الأوساط الغربية الواسعة الإطلاع أن الإطاحة بأمير قطر تميم أمر لا يمكن شطبه من الحساب، “لكنّ ذلك يتعلق بمدى قدرة الدول الخليجية أي الإمارات والسعودية من حشد دعم دولي ضدّ الدور القطري”. وهذا لا يبدو أمرا سهلا بنظر الأوساط الغربية التي تتابع هذا الملفّ مباشرة من نيويورك، تقول لـ”مصدر دبلوماسي”:” لغاية الآن لدينا بضعة بلدان تصطف الى جانب السعودية والإمارات هي ليبيا الشرقية ومصر وموريتانيا والأردن جزئيا في حين أن لبنان ينأى بنفسه بطبيعة الحال، حتى المغرب لم يتم استدراجه مع أنه حليف تاريخي للسعودية أما الكويت فتفضل دور الوسيط، وبالتالي لغاية الآن لا يبدو حصار قطر أمرا يسيرا بعد”.
وتصف الأوساط الغربية الدور الذي تلعبه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الصراع الجديد الذي أضيف الى الصراعات الموجودة في المنطقة بأنه “هامشي”، تشرح:” كل ما فعله ترامب هو إعطاءه الضوء الأخضر للدولتين الخليجيتين أي السعودية والإمارات من أجل استئصال الحركات الإرهابية، لكنّه لن يتدخّل مباشرة في الصراع الخليجي الدّائر، إلا أن السعوديين يفيدون من هذا الضوء الأخضر لحذف عدّوهم الآخر المتمثل بإيران أيضا”.
وختمت الأوساط الدبلوماسية بقولها الى أن هذا الصراع سيؤول حتما الى عالم عربي سنّي جديد”.