“مصدر دبلوماسي”- لندن- مارلين خليفة:
وجّه الناخبون البريطانيون “صفعة إنتخابية” قوية لحزب المحافظين الذي وإن نال غالبية في المقاعد البرلمانية فإنها لن تكون كافية ليشكّل الحكومة البريطانية وحيدا، بل سيضطر الى الإئتلاف مع حزب العمّال. هذا ما بدأت مراكز الإستفتاءت الأولية أو ما يسمّى في بريطانيا
Exit Polls
بتداوله في الساعات الأولى لإقفال صناديق الإقتراع عند العاشرة ليل أمس، حيث قالت الـ”بي بي سي” بحسب ما رصدته من آراء الناخبين عند إقفال صناديق الإقتراع بأنّ حزب المحافظين سينال في أفضل الأحوال 344 مقعدا وحزب العمال 266 مقعدا، وقد أثبتت هذه الأرقام صحتها منذ بدء هذه الإستفتاءات عام 2005 والتي تجريها الـ”بي بي سي” والـ”آي تي في”.
تأكيد هذه التوقعات ينتظر انتهاء عمليات الفرز اليدوي، لكنّها باتت شبه نهائية مع ساعات الفجر الأولى، ما يطرح أكثر من علامة استفهام: هل تمكّنت العمليات الإرهابية التي وقعت أخيرا في بريطانيا (عند جسر وستمنستر وفي مانشستر وفي لندن بريدج) من تغيير وجهة الناخبين البريطانيين؟ هل حاسب هؤلاء ماي على سياساتها الأمنية في وزارة الداخلية التي رئستها سابقا على مدى 6 أعوام ثم في رئاستها للجكومة منذ قرابة السنة؟ كيف ستقود بريطانيا التفاوض مع الإتحاد الأوروبي ببرلمان بدءا من الأسبوع المقبل ببرلمان معلّق بين حزبين لا يتوافقان في وجهات النظر على التفاصيل المتعلقة بالـ”بركسيت”؟ ماذا عن العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية ورئيسها المثير للجدل دونالد ترامب، وقد تلقت انتقادات ماي أخيرا انتقادات لإحجامها عن الردّ على التهكّم المباشر لدونالد ترامب على عمدة لندن صادق خان إثر هجوم “لندن بريدج” الإرهابي يوم السبت الماضي، ومعروف بأن زعيم حزب العمال جيريمي كوربن يدعو الى سياسات بريطانية أكثر استقلالية عن أميركا؟ ماذا عن علاقة بريطانيا بأصدقائها من الدول الخليجية وخصوصا مجلس التعاون الخليجي حيث يطرح كوربن أسئلة مزعجة وخصوصا حول العلاقة الوطيدة بين بلاده والمملكة العربية السعودية؟ كيف ستمرّر ماي سياساتها الصحية والمعيشية والإقتصادية؟ وهل أخطأت بدعوتها الى انتخابات نيابية مبكرة مجازفة كما سلفها ديفيد كاميرون الذي دعا الى استفتاء شعبي حول أوروبا فنال صفعة مدوية في “البركسيت” لم يكن يتوقعها؟
هذه الأسئلة كلّها ستكون عناوين المرحلة السياسية المقبلة في بريطانيا، ولعلّ من أطرف ما ذكرته الـ”بي بي سي” في فقرة لرصد التغريدات على “تويتر” بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعتكف عن التغريد عبر “تويتر” طيلة اليوم الإنتخابي البريطاني الطويل!