“مصدر دبلوماسي”- لندن-مارلين خليفة:
هنا لندن…في 8 حزيران 2017 دقّت أجراس الإنتخابات العامة لمجلس العموم البريطاني قبل 3 أعوام من حلول موعدها الإعتيادي، فتكون هذه الإنتخابات تحمل الرقم الـ27 منذ مئة عام في أعرق ديموقراطية في الغرب.
هنا لندن، حيث مرّت أيام ثلاثة على تفجير إرهابي في “لندن بريدج” هو الثالث في 3 أشهر، إلا أن الناس أبوا ملازمة منازلهم وعدم المشاركة في استحقاق حيوي لمستقبل بلادهم فارتادوا مراكز الإقتراع في لندن (حيث 79 دائرة) منذ السابعة صباحا ولغاية العاشرة ليلا بتوقيت غرينيتش ليختاروا نوابا يبلغ عددهم في بريطانيا كلها 650 نائبا، وليشكلوا حكومة جديدة ستكون برئاسة تيريزا ماي زعيمة حزب المحافظين أو جيريمي كوربن زعيم حزب العمّال.
في جولة على بعض مراكز الإقتراع بدءا من “هامستيد” في الشمال الشرقي مرورا بـ”كوربن” في الشمال الغربي ووصولا الى “إدجوار رود” حيّ العرب، وكلها دوائر ضمن العاصمة لندن، خيّمت أجواء من الهدوء والتنظيم المحكم وهما صفتان يعرف بهما الشعب الإنكليزي بشكل عام.
في هذه المراكز كلّها، ممنوع على المصورين الدخول الى مراكز الإقتراع، أما مندوبي الأحزاب فيجلسون على بعد امتار من مكان اقتراع المواطنين، وتتم عملية الإقتراع وفق توجيهات واضحة علّقت في خارج القاعات الخاصة.
لا مندوبين للأحزاب إلا في الخارج، حيث يقف هؤلاء بهدوء وبلا جلبة يحملون مناشير تؤيد هذا الحزب أو ذاك.
شهادات
المواطنة العراقية رضية حاتم تتحدث عن إقتراعها في “هامستد”
في هذه الدوائر الثلاثة التي زرناها بمرافقة ريتشارد مايرز وهو مدربنا من مؤسسة “طومسون رويترز” ومعاونته عبير حسن ومجموعة من الزملاء اللبنانيين تبيّن لنا بأنها تصبّ في غالبيتها لمصلحة حزب العمّال.
* تعبّر مواطنة إيرانية تدعى زارا إلتقيناها في شارع “إدجوار رود” المكتظ بالمسلمين عن حبها العميق للمرشح جيريمي كوربن وتبرز بزهو واضح صورا لها معه.
تعيش زارا في لندن منذ 40 عاما، وهي تقول لموقع “مصدر دبلوماسي” (شاهد الفيديو المرفق) بأنها تؤيد حزب العمال لأن كوربن هو رجل نزيه ويساعد الناس الفقراء، وتشير الى أن كوربن يكافح من أجل تحسين برامج الصحة العامّة وهي بخطر بحسب هذه السيدة التي ترتدي اللباس الشرعي بشكل مكتمل. وتضيف:” إن البريكسيت يشكل مشكلة حقيقية بالنسبة إلينا”.
وهل من مشاكل تعرضت لها الجالية الإسلامية في تلك الدائرة بعد الحوادث الإرهابية التي وقعت في لندن؟ تقول زارا:” لم أر حصول أية مشكلة في هذه الدائرة مع أي من المسلمين، هنالك بعض اللوم على الإسلام لكن ليس الحق على المسلمين بل على البعض الذين يجنون المال لبلدانهم ويحاولون بيع الأسلحة لآخرين(…)”.
*ويقول خلوفي محمّد سعيد من المغرب وهو يخرج من قلم الإقتراع في دائرة “تشيرش ستريت”: ” أنا أقيم في بريطانيا منذ 29 عاما، وقد أعطيت صوتي لحزب العمال لأنني أثق بجيريمي كوربن اكثر من تيريزا ماي. هذا رجل صادق ويبث التفاؤل إن شكل الحكومة المقبلة”. ولفت سعيد أن “الهجومات التي وقعت في لندن أخيرا لم يقم بها مسلمون لأنه في هذا التوقيت يكون المسلمون صائمين”، يضيف مشيرا الى الإرهابيين الذين نفذوا الإعتداءات:” هؤلاء ليسوا مسلمين ولا يمثلون المسلمين (…)”.
في قلم “تشيرش ستريت” على مقربة من إدجوار رود الحي الذي يعد قرابة الـ12 ألف مسلم وعربي بحسب إحصاءات غير رسمية، تتحدث المواطنة السودانية عفاف حسن التي تعيش في لندن منذ قرابة الأعوام العشرة. تؤيد عفاف الحزب العمالي وقالت أنها تلقى منه الدعم في مجالي الصحة والتعليم (…). ونفت وجود أية مشاكل مع المسلمين مشيرة:” هنالك مساواة بين الجميع هنا في بريطانيا، (…) ونحن نتمتع بكافة الحقوق تماما كما الإنكليز الساكنين في البلد، وبالتالي إن ما حصل مؤسف جدّا، وما يحصل يؤثر فينا سلبيا ويعطي صورة سيئة جدا عنا مع أننا نلقى المعاملة ذاتها في مجالات الصحة والتعليم والدولة البريطانية لم تقصّر معنا يوما على الإطلاق”.
*في هامستد تقول المهندسة المعمارية العراقية رضيّة حاتم ردّا على أسئلة موقع “مصدر دبلوماسي”:” أنا عراقية أعيش في بريطانيا منذ 21 سنة وتركت العراق منذ أكثر من 35 عاما ،وقد أيدت حزب العمّال لأن هذا الحزب يهتم بالمحتاجين وغير متشدد مع اللاجئين الذين يقصدون بريطانيا”.
*من جهتها تقول المواطنة العراقية زينب التي أدلت بصوتها أيضا في قلم إقتراع في “هامستد” بأنها تؤيد المرشح العمالي جيريمي كوربن لأنه شخصية مستعدة لمساعدة 99 في المئة من الشعب في هذا البلد، وهي نسبة الناس الفقراء والعاديين لأن حكومة المحافظين التي شهدناها سابقا كانت حكومة أصحاب المليارات الذين لا يشكلون أكثر من 1 في المئة من الشعب البريطاني (…)”.
في المحصلة فإن نتائج الإنتخابات ستبدأ بالظهور تباعا مع ساعات الفجر الأولى، مع توقعات قوية بأن يحوز حزب المحافظين على الغالبية البرلمانية لتشكل تيريزا ماي الحكومة الجديدة، على عكس ما يشتهي المقترعون في الدوائر التي زرناها اليوم.
أشرطة “فيديو” مرافقة:
في دائرة “هامستد” تحدثت زينب المواطنة العراقية عن سبب تأييدها لحزب العمال: