“مصدر دبلوماسي”- المنية الضنية وعكار- مارلين خليفة:
يلفح هواء الضنية بنقاوته وجوه الزائرين الآتين من بيروت، ويجتمع الهواء المنعش مع نقاوة وجوه شمالية إجتمعت في ساحات بلدات القضاءالغنية بغابات شاسعة من الأرز واللزاب والصنوبر والسنديان وسواها، وتزينت الطرق باليافطات المرحبة، فالمناسبة إستثنائية: زيارة لسفير الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد سعيد الشامسي لافتتاح وتدشين مشاريع للبنى التحتية في الضنية بتمويل من “مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان”، وعبر جهود “ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية” في سفارة الإمارات العربية المتحدة بإدارة المستشار مسلّم المنصوري.
كان الموكب الدبلوماسي والإعلامي يشق الطرق المؤدية الى القرى والبلدات في المنية والضنية ثمّ في قضاء عكار الشاسع حيث تم افتتاح أكثر من 33 مشروعا تفيد منها 71 بلدة لبنانية قابعة بهدوء وسط طبيعة غنّاء وطقس ربيعي صاف.
في تلك القرى والبلدات الحدودية النائية هيأت المجالس البلدية والأهالي الدروع التكريمية وصواني الورود لنثرها على الضيوف الإستثنائيين، وجهّزوا الخراف لنحرها على شرف القادمين، ومدّوا موائد الترحيب وهم مشهود لهم بكرم الضيافة، وكيف لا يكونون كذلك وقد فاق عدد النازحين السوريين الموجودين في قضاء عكّار لوحده الـ500 ألف، وحيث يزيد عدد السوريين في بعض القرى والبلدات عن أعداد سكانها اللبنانيين.
كانت أجواء الإستقبالات الشعبية ملأى بالسرور والأهازيج اللبنانية والخطب التي تشكر الإمارات على تفكيرها بأبناء الأطراف، وصدح نشيدا البلدين لبنان والإمارات في كل البلدات الشمالية، وتراقصت الأعلام اللبنانية والإماراتية في أكثر من موقع.
وحضرت الدولة اللبنانية عبر ممثل لرئيس الحكومة سعد الحريري، هو وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي الذي رافق السفير الإماراتي في محطات الجولة الطويلة بأكملها، وحضر أيضا النائب قاسم عبد العزيز من “تيار المستقبل” وأعداد من القياديين في “التيار الأزرق” كانوا يغدقون عبارات الشكر على السفير الشامسي وعلى قيادة الإمارات العربية المتحدة التي فكّرت في رفع جزء من الضيم الذي يعاني منه أبناء تلك القرى والبلدات الحدودية منذ الإستقلال، من دون أن تسعى الدولة اللبنانية فعليا الى إنصافهم بأبسط حقوقهم وهي: طرق للوصول الى منازلهم والى سهولهم الزراعية وشبكات للصرف الصحي وآبار أرتوازية وقنوات للري، ومستشفيات وسواها من أبسط حقوق الإنسان.
شملت جولة السفير الإماراتي التي رافقه فيها أركان السفارة و”ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية” وعدد من المهندسين الذين تابعوا المشاريع بلدات عدّة توزعت بين قضاءي المنية الضنية وعكار أبرزها: كفرشلان، بخعون، عاصون،القطين، عين التينة، السفيرة، المنية، حرار، ببنين العبدة،تلحياة،عرقة، مشحا،كوشا،الدوسة، بينو وعكار العتيقة ، وشملت أيضا مستشفى خلف الحبتور في حرار الذي يتسع لـ60 سريرا وقد تبرّع السفير الشامسي بالدّم.
بدأت الجولة في الثامنة صباحا وانتهت عند العاشرة ليلا بمأدبة عشاء أقامها الوزير معين المرعبي في دارته الأثرية في عكار العتيقة حضرته فاعليات من “تيار المستقبل”، وشخصيات دينية مسيحية ومسلمة الى فاعليات إجتماعية وإعلامية أجمعت على شكر دولة الإمارات لأياديها البيضاء في مناطق حرمت من أبسط حقوق المعيشة الكريمة.
الشامسي
وقال سفير الإمارات العربية المتحدة في لبنان حمد سعيد الشامسي لموقع “مصدر دبلوماسي”:” جلنا اليوم لتدشين مشاريع إنمائية ممولة من مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية وذلك في أقضية المنية والضنية وعكار التي تشكل خزّانا بشريا مهما للمؤسسة العسكرية في لبنان وهي خرّجت كوادر في القطاعات المختلفة، لكن هذه الأقضية ببلداتها وقراها تعاني من نسبة فقر عالية ونسبة تعليم منخفضة، والقيادة الإماراتية الرشيدة تولي اهتماما خاصا للمناطق المحرومة وخصوصا في المناطق الحدودية عند الأطراف والتي تفتقر الى الإنماء، وبالتالي فإن قيادة الدولة مستمرة في دعم المناطق اللبنانية كافّة من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب وذلك لتخفيف الأعباء عن الشعب اللبناني الشقيق قدر المستطاع”.
وعن الرسالة التي سينقلها الى القيادة الإماراتية قال السفير الشامسي:” إن رسالة دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى العالمي هي الإسهام في القطاعات التنموية والإنسانية، وثمة تركيز في لبنان على قطاعات التعليم والصحة والبنى التحتية، وقيادتنا واعية لأهمية هذه القطاعات ونحن لن نألو جهدا في نقل احتياجات الشعب اللبناني الصديق ومساعدته لتجاوز أية صعوبات”.
المنصوري
من جهته، قال مدير ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية في سفارة الإمارات العربية المتحدة في لبنان المستشار مسلّم المنصوري لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن “مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية موّلت حوالي 33 مشروعا في المنية والضنية وعكار تفيد منها 71 بلدة لبنانية شمالية”. ولفت المنصوري الى أن “دولة الإمارات تعي تماما العبء الذي يتكبّده لبنان والشعب اللبناني بسبب وجود أعداد كبيرة من النازحين، من هنا التركيز على تمويل إنشاء مشاريع بنى تحتية ترفع بعض الثقل عن اللبنانيين والسوريين معا وتخفف من معاناة الطرفين”.
أبرز المشاريع
*بدأ تدشين السفير الشامسي للمشاريع في بلدة كفرشلان قضاء الضنية، حيث دشن بئرا أرتوازية في بلدة يبلغ تعداد سكانها 2800 نسمة وتضم أكثر من ألف نازح سوري، وتعاني كفرشلان من النقص والحاجة الى المياه، ويعتبر مشروع البئر ملحا وضروريا لسد نقص مياه الشفة إضافة الى ري المزروعات حيث يبلغ عمق البئر 305 أمتار.
*القطين: حيث مولت مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد حفر وتوسيع طريق داخلية في القطين التي تعدّ 1200 نسنة يعمل معظم السكان في الزراعة وتشتهر البلدة بزراعة الفواكه من إجاص ودراق وتفاح.
وقد تمّ حفر وتزفيت طرق بمساحة 1079 متر مربع، وبناء حائط دعم دبش وباطون بطول 60 متر، وحائط دعم باطون مسلح الى قناة مياه بطول 60 متر. وسيمكّن تنفيذ الطريق الداخلي الأهالي من الوصول الى أراضيهم الزراعية ومدافن العائلات الى تدعيم الأراضي ومنع إنزلاق التربة، ومنع تسرب المياه بسبب شق القناة.
*عين التينة: (قضاء المنية الضنية): إنشاء شبكة صرف صحي حيث يبلغ الطول الإجمالي 1200 متر، علما بأن عدد السكان يبلغ ألفي نسمة ولتنفيذ هذا المشروع أهمية كبرى حيث يوفر الشروط البيئية ويحافظ على الصحة العامة ويمنع تلوث المياه في البلدة والبلدات المجاورة لا سيما مياه الشرب.
*مراح السفيرة:تقع البلدة في قضاء الضنية ويبلغ عدد سكانها ألفي نسمة ويعتاش 85 بالمئة من سكانها من الأراضي الزراعية. تمّ حفر بئر أرتوازي وتجهيزه. وتعاني البلدة من حاجة الى إعادة تأهيل أقنية الري الموجودة بسبب تسرب مياه الري مما يحول دون وصولها الى الأراضي الزراعية مما يؤثر على الزراعة في القرى حيث أن بعض البساتين الزراعية هي دون أقنية.
*المنية: وضع السفير الشامسي حجر الأساس لملعب رياضي مكشوف في بلدة المنية وقد أطلقت عليه تسمية “ملعب الإمارات”.
*في حرار القرية التي تقع في قضاء عكار حيث تجمع للقرى يسمّى جرد عكار ويبلغ عدد سكانها 5300 نسمة تم
تزفيت طريق بطول ألف متر، يمكن تأهيل هذه الطريق الأهالي من الوصول الى المستشفى (يخدم حوالي 500 ألف نسمة) وساحة البلدة، إضافة الى مواقف للسيارات.
*في فنيدق قضاء عكار يبلغ عدد السكان 31 ألف نسمة تم تعبيد طريق بطول 1450 متر ما يؤمن وصول حوالي 50 وحدة سكنية الى منازلها.
*الحويش: في قضاء عكار، يعيش فيها 4 آلاف نسمة وهي قرية فقيرة تعاني من نقص في الخدمات في شبكات الصرف الصحي وطرق وقنوات المياه، وقد تمّ تزفيت طريق بطول 700 متر وتعتبر هذه الطريق رئيسية تربط مختلف حارات البلدة ببعضها البعض ومع القرى والبلدات المجاورة.
*بزال:تقع في قضاء عكار، ويبلغ عدد سكانها 3400 نسمة معظمهم يعمل في السلك العسكري والباقي في الزراعة البعلية من لوز وتين وقمح، وتبلغ مساحة الأراضي 28 كلم مربع ويوجد فيها صنوبر وسنديان وأشجار حرجية. في بزال تمّ تعبيد طريق بطول 1100 متر، وعرض 4 أمتار، وتكمن أهمية المشروع في أنه أصبح بالإمكان الوصول الى 20 عقار والإفادة من حوالي 400 ألف متر مربّع من الأراضي للإعمار وتشجيرها بأشجار مثمرة.
*ببنين: قضاء عكار، تعد البلدة 45 ألف نسمة بالإضافة الى وجود 22 ألف نازح سوري، وقد تم تعبيد طرقات بمساحة إجمالية هي 11577 متر مربع، وتكم أهمية المشروع في تسهيل التنقل داخل البلدة، حيث سهّل عملية الوصول الى أماكن ومدارس ومرفق عامّة كالبلدية إضافة الى المسلخ وسوق الخضرة.
*القرقف: قضاء عكار، فيها ما يارب الـ50 ألف نسمة يعمل أهلها في زراعة الزيتون واللوز وفي عمالة الباطون ويلتحق البعض الآخر في السلك العسكري. وقد تم تزفيت طرقات بطول 7320 متر، تكمن أهمية المشروع في تسهيل التنقل داخل البلدة، وخصوصا في فصل الشتاء، حيث يجد السكان صعوبة في الوصول الى منازلهم فكانت الحاجة ملحّة الى تزفيت الطرق لتسهيل حركة الناس، كما أن البلدة بحاجة الى بنى تحتية لتنميتها.
*برج العرب: في قضاء عكار، حيث تم حفر قناة مياه لبلدة يبلغ عدد سكانها 6500 نسمة. تكمن أهمية القناة في تأمين حماية السكان من الطوفان وإيصال المياه الى الوحدات السكنية وتغذيتهم بمياه نظيفة.
*المحمّرة:في قضاء عكار، يبلغ عدد سكانها 6000 نسمة وعدد النازحين اليها 11 ألف نازح سوري تمّ شق قناة للري تسهل عمل المزارعين وتمنع التسرب الى مدرسة البلدة.
*قبة شمرا، قضاء عكار، يبلغ عدد سكانها 2500 نسمة، إضافة الى 1500 نازح سوري تم تعبيد طريق بالإضافة الى قناة ري تؤمن وصول المياه الى الأاضي الزراعية كما أمّنت الطريق ربط البلدة بمدارس الإيمان وسوق الخضرة والطريق العام على البحر.
*تلحياة: (المقيطع): يبلغ عدد سكانها 7200 نسمة تم تعبيد طرق وتغيب عنها الدولة بالكامل وهي منطقة زراعية لا توجد فيها طرقات زراعية ولا رسمية. تكمن أهمية المشروع في تخفيف معاناة المزارعين والمواطنين في استخدام الطرق.
*تلمعيان: في قضاء عكار، عدد كانها 70 ألف نسمة، وقسم منهم من النازحين السوريين تم بناء قنوات للري والزراعة لتأمين المياه والووصل الى الأراضي الزراعية.
*عرقة:قضاء عكار، تم بناء قنوات ري توزّع على ما يقارب الـ300 وال،400 هكتار ما يدّعم الزراعة البلاستميية حيث تصل المياه بسهولة لري الخضراوات.
*ذوق حدارة: في قضاء عكار، يبلغ عدد سكانها 7 آلاف نسمة تم شق طرق زراعية.
*مشحا: قضاء عكار إفتتح السفير الشامسي مشروع ـأهيل طريق زراعية وتسويتها وتزفيتها.
وتكمن اهمية المشروع في ربط 3 مناطق جغرافية هي الدريب وأسطوان والجومة وخدمة ما يقارب الـ 100 ألف نسمة وتأمين وصول أصحاب الأ{اضي الى أراضيهم ليتمكنوا من إنشاء وإعمار وحدات سكنية وتحسين الوصول الى العقارات الزراعية المهملة ومزارع الدواجن وتأمين وصول سيارات الإسعاف الى مناطق كان يصعب الوصول اليها وخدمة المرافق السياحية وخصوصا نهر الأسطوان.
*الدريب الأوسط الدوسة: الدريب الأوسط هي منطقة تجمّع قرى لبنانية في قضاء عكار تضم 33 قرية فيها نهرين هما نهر الأسطوان والنهر الكبير الجنوبي ويبلغ عدد سكانها 30 ألفا معظمهم يعتاشون من الزراعة التقليدية من قمح وزيتون ويعتمدون على الأمطار الموسمية حيث لا مصادر للري. وقد مولت الإمارات ربط طرق دولية وتسويتها وتزفيتها بطول 2232 متر مربع، مع حوائط دعم. وتكمن أهمية المشروع في ربط الطريق الدولية حلبا القبيات بالطريق الدولية العبودية منجز من خلال فرش وتزفيت طريق مختصرة بين كل من بلدتي الدورة والنورة.
*وافتتح السفير الشامسي أيضا في الدوسة جسر الإمارات الذي يربط أيضا قرى وبلدات عكارية ويسهل وصول الأهالي الى سهولهم الزراعية.
*عكار العتيقة: يبلغ عدد سكانها 17 ألفا وقد تم انشاء شبكة للصرف الصحي، مما يسهم في تنظيف نهرا الأسطوان من المياه المبتذلة.
*الدورة: يبلغ عدد سكانها 4 آلاف نسمة وقد تم انشاء شبكة صرف صحي مما يحصر التلوث الحاصل الذي وصل الى الينابيع التي أصبحت غير صالحة للشرب أو للإستعمال.