أبو ظبي- مارلين خليفة:
برعاية ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان تنظم جائزة الشيخ زايد للكتاب حفلها السنوي لتكريم الفائزين في دورتها الحادية عشرة، وذلك يوم الأحد في 30 نيسان الجاري في مركز أبوظبي للمعارض.
ويتضمن برنامج التكريم حفل استقبال يبدأ الساعة السابعة مساء يتخلله عرض موسيقي منفرد لعازفة القيثارة، ليديا ستانكولوفا وعازف آلة «الهاندبان» الفنان المصري شريف مغازي.
ويشارك في الحفل حشد من كبار المسؤولين والشخصيات الاجتماعية والثقافية والإعلامية محلياً ودولياً، حيث سيتم توزيع ثماني جوائز هذا العام وهي: جائزة الشيخ زايد للتنمية وبناء الدولة، الآداب، أدب الطفل، الفنون والدراسات النقدية، الترجمة، الثقافة العربية في اللغات الأخرى، النشر والتقنيات الثقافية، وجائزة شخصية العام الثقافية.
ويستمر معرض أبو ظبي الدولي للكتاب في دورته السابعة والعشرين والذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في مركز أبوظبي الوطني للمعارض “أدنيك” لغاية الثاني من أيار.
تفاصيل الإفتتاح
إفتتح المعرض افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وحضر الدكتور سلطان أحمد الجابر وزير الدولة رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، ومعالي الدكتور أحمد مبارك المزروعي الأمين العام للمجلس التنفيذي في أبوظبي، ومعالي عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الشؤون البلدية والنقل، وسعادة محمد خليفة المبارك رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وسعادة سيف غباش مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، وسعادة منصور المنصوري، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، وسعادة الدكتور علي بن تميم، مدير عام شركة أبوظبي للإعلام، ومستشار الثقافة والإعلام في مكتب سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وحشد من المثقفين ومحبي الأدب والكتاب.
ودشن الشيخ سيف بن زايد جناح جمهورية الصين الشعبية، ضيف الشرف في هذه الدورة، والذي يقام لأول مرة ضمن فعاليات المعرض وذلك تحت شعار” الصين تقرأ” يرافقه شانغ تشي نائب وزير إدارة الدولة للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون الصيني وعدد كبير من المسؤولين من البلدين الصديقين.
واطلع سموه على منصة الرئيس الصيني في الجناح والتي تعرض مجموعة من نسخ كتاب حول حكم وإدارة الرئيس الصيني جين بينغ والذي قدم الكثير من الأفكار والنظريات والاستنتاجات الجديدة وأجاب على المسائل النظرية والواقعية الهامة حول تطور الصين المعاصرة، كما اطلع على جهود الصين في الطباعة وهي أول دولة في العالم تخترع الطباعة، وقد قدمت الطباعة الصينية إسهامات كبيرة للحضارة الإنسانية وتطورت مع مواكبتها عصر التكنولوجيا الرقمية لتدخل حقبة جديدة من منتجات طباعة كافة وسائل الإعلام الرقمية والمحتوى والتكامل الوظيفي، كما اطلع سموّه على إصدارات الكتب الصينية الحديثة ونشأة وتطور الرموز الصينية واختراع وتطور صناعة الورق والنقش على البرونز والحفر على الحجر.
وتلقى هدية في الجناح الصيني عبارة عن مطبوعة ملفوفة بالطريقة الصينية القديمة، ثم قام سموه بجولة في أجنحة المعرض يرافقه وو شانغ تشي وزير إدارة الدولة للصحافة والنشر والراديو والسينما والتلفزيون في جمهورية الصين الشعبية.
وقال سعادة محمد خليفة المبارك رئيس هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة “لقد بات المعرض اليوم أكثر دولية واحترافية، والأسرع نمواً في الشرق الأوسط، وذلك بفضل استراتيجية تطويره، حيث أنه ليس مجرد سوق لبيع الكتب، وإنما يعد تظاهرة فكرية ثقافية رائدة تهدف للتعريف بالجديد في مجال التأليف والنشر والترجمة، ولقاء الجمهور مباشرة بالمؤلفين والناشرين وغيرهم من عناصر الصناعة المعرفية. نؤمن في معرض أبوظبي للكتاب بأن الآداب والفنون، هي أفضل مدخل للتعرف على ثقافات العالم. ومن هنا نسعى في كل دورة إلى مد جسور التواصل الثقافية والمعرفية مع واحدة من أكبر ثقافات وحضارات العالم، حيث تحل الصين ضيف شرف هذه الدورة لما تمثله من تنوع ثقافي ومعرفي مذهل وعميق”
وأشار سيف سعيد غباش مدير عام هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: “تلعب أبوظبي دوراً مهماً في دعم النشر والأدب والثقافة، ويمثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب ملتقى لجميع المهنيين في مجال النشر ووسائل الإعلام الرقمية والخدمات الالكترونية، والكُتّاب والأدباء من جميع أنحاء العالم، وفرصة هامة لنا لاطلاعهم على نتاجنا الأدبي الإماراتي من خلال استضافة أبرز الكتاب والمثقفين الإماراتيين ودور النشر. وبخاصة أنّ يستضيف المعرض نخبة متميزة من المواهب الأدبية والثقافية على مستوى العالم، من خلال الاحتفالية الخاصة بتكريم الفائزين بكلٍ من الجائزة العالمية للرواية العربية وجائزة الشيخ زايد للكتاب التي تصاحب فترة انعقاد المعرض وهو ما يُؤكد مكانة أبوظبي على خارطة الثقافة”.
وتابع غباش “وإذ تعمل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة لأن تكون أبوظبي واحدة من الوجهات السياحية العالمية الرئيسة، فإننا نأخذ في الاعتبار ما لدى أبوظبي لتقدّمه للعالم، انطلاقاً من تنوّع الخدمات السياحية وارتقاء معاييرها، وليشمل ذلك أيضاً الجانب الثقافي، من تراث غنيّ وتقاليد عريقة ومعالم أثرية متفرّدة وملامح حضارية مُشرقة”.
الإحتفاء بالصين
ويحتفي المعرض بالصين كضيف شرف هذا العام حيث تم تخصيص جزء كبير من البرنامج المصاحب للمعرض لإلقاء الضوء على انتاجها الأدبي من خلال مجموعة هامة من الجلسات الحوارية التي يشارك بها مؤلفون وشعراء وأكاديميون مرموقون من هذا البلد، كما وتُعرض أهم الإصدارات الأدبية والعلمية في جناح خاص يشارك به أهم الناشرين في الصين.
وعبر جلسات نقاشية وحوارية متنوعة سيتم الإضاءة على حياة وسيرة ومنجز الفيلسوف ابن عربي من خلال جناح مخصص له. كما يتضمن المعرض برنامجاً ثقافياً غنياً يشارك مئات المثقفين والكتاب من كافة أرجاء العالم يطرحون مواضيع متنوعة تتعلق بالمشهد الثقافي العربي والعالمي، أما البرنامج المهني فيركز على تمكين الناشرين من خلال سلسلة من الورشات المتخصصة التي تؤهل المشاركين الحصول على شهادات تمكنهم من بدء مشاريع خاصة في عالم صناعة النشر.
إلى جانب ذلك يعرض 24 رساماً نتاجهم الفني على الجمهور في “ركن الرسامين” والمخصص لعرض ابداعات الرسامين المتخصصين في انتاج أغلفة الكتب والرسوم التوضيحية في الكتب ورسوم الكرتون وغيرها.
كما وسجل المعرض زيادة عن العام الماضي في عدد إجمالي المساحات المحجوزة لهذا العام حيث بلغت 35148 متراً مربعاً بما يؤكد على دور معرض أبوظبي الدولي للكتاب كأحد أبرز الفعاليات الثقافية المتخصصة بالكتب والقراءة وإنتاج المعرفة، وهي مساحة تغطي كل قاعات مركز أبوظبي الوطني للمعارض، كما ويشارك في المعرض 1320 عارضاً من 65 دولة.
المجلس الأعلى للطفولة
ولفتت في المعرض أنشطة متنوعة منها عروض الطبخ ومنها الأنشطة التي تشجّع الأطفال على القراءة وذلك عبر تمارين عملية وترفيهية. ولفت جناح المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، واستقبل المسؤولان عن الجناح ابراهيم المنصوري وسمر السويدي الزوار المهتمين بشؤون الطفولة والتوعية حيث وزّعت منشورات تعرّف بمشكلات عدّة يعاني منها الأطفال ومنها على سبيل المثال “دليل الوالدين للحماية من التنمّر”، وكتيب حول تعديل إجازة الأمومة، فضلا عن برنامج الخطة الإستراتيجية لتعزيز حقوق وتنمية الأطفال ذوي الإعاقة. وتتضمن مشاركة المجلس أنشطة عدة منها حلقات رسم للأأطفال وقراءة القصص في الجناح الى حلقات قصصية تراثية للأطفال وهو يعمل بتوجيهات الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
سينما الصندوق الأسود
شارك سينما الصندوق الأسود في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب بدورته الـ27 للعام الرابع على التوالي، بتنظيم من المخرج الإماراتي نواف الجناحي، لتواصل تقديم تجربة فريدة للزوّار.
ويشتمل برنامج سينما الصندوق الأسود على مجموعة متنوعة من الأفلام القصيرة الإماراتيّة والعربية، موفراً منصة حصرية لتسليط الضوء على إنتاجات السينما المحلية، وصناعة الأفلام، والمواهب الإخراجيّة الصاعدة في دولة الإمارات العربية والمنطقة بشكل عام.
وتعرض سينما الصندوق الأسود هذا العام 15 فيلماً من 7 بلدان عربية هي قطر، والأردن، والإمارات العربية المتحدة، وفلسطين، ولبنان، وتونس، ومصر. وتتراوح المدة الزمنية للأفلام ما بين 9-26 دقيقة وتروي قصصاً مؤثرة بطريقة موجزة تهدف إلى ترك انطباع قوي لدى الزوار بعد مشاهدتها.
ويبدأ عرض الأفلام يومياً من الساعة 10:00 صباحاً وحتى الساعة 8:00 مساء باستثناء يوم الجمعة، حيث تبدأ العروض مع افتتاح المعرض عند الساعة 4:00 عصراً ولغاية 8:00 مساءً. وتتيح سينما الصندوق الأسود فرصة قيّمة للزوار لإلقاء نظرة على الرؤية الإبداعية لصنّاع الأفلام التي تسعى للتطرق إلى العديد من القضايا والمواضيع التي تهم المجتمع المعاصر.
وتضم قائمة الأفلام: “مبروك”، و”غرفة الانتظار”، و”الاختيار” والتي تناقش كيفية تعامل العائلات فيما بينها مع الأسرار والخسائر والفرص، بينما تتطرق أفلام “صبمارين” و”بين الآخرين” إلى جوانب أكثر شخصيّة حيث تروي قصة أشخاص وكيفية تأثرهم بالظروف الخارجية. وتسلط الأفلام الأخرى، مثل “ربيع شتوي” و”أكثر من يومين” وفيلم الرسوم المتحركة “كرومة”، الضوء على التجربة الفريدة والمميزة للشباب عبر سلسلة من القصص التي ترصد تطوّر أبطال تلك الأفلام من مرحلة الشباب حتى بلوغ سن الرشد.
ويشهد البرنامج السينمائي عرض مجموعة من الأفلام التي جاءت ثمرة تعاون مبدع وعابر للحدود من أجل تقديم تجسيد حقيقي للطابع العالمي لمعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومنها الفيلم القصير “سكون السلحفاة” الذي يناقش معنى الوطن وهو إنتاج مشترك بين قطر ولبنان وكندا، إضافة إلى الفيلم الأردني الألماني المشترك “الببغاء”، والفيلم الأردني الفلسطيني “خمسة أولاد وعجل” المستوحى من قصة قصيرة للأديب الامريكي ريموند كارفر بعنوان “دراجات هوائية وعضلات وسجائر”.
وعلى مدى أربع سنوات متتالية، نجحت “سينما الصندوق الأسود” في ترسيخ مكانتها كفعالية شهيرة تستقطب زوار معرض أبوظبي الدولي للكتاب من مختلف شرائح المجتمع والفئات العمرية، لاسيما العائلات وطلاب المدارس، وذلك للاطلاع على مختلف الآراء ووجهات نظر العقول المبدعة في المنطقة.