“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
توفي أمس الأحد في لندن المنسّق الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان (بين عامي 2008 و2011) اللورد مايكل وليامز عن عمر 68 عاما. وقد تلقّى الجسم الدبلوماسي والسياسي والإعلامي خبر غيابه بحزن، نظرا الى دماثة الدبلوماسي الإنكليزي التي عرف فيها طيلة ولايته، ومقاربته الأمور بهدوء وبلا استفزاز لأية جهة وحرصه الدائم في أحاديثه على استقرار لبنان.
وأصدر مكتب المنسق الخاص للأمين العام للأمم المتحدة سيغريد كاغ بيانا جاء فيه: “عبرت المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان السيدة سيغريد كاغ وزملاء في الأمم المتحدة عن حزنهم العميق على نبأ وفاة اللورد مايكل س ويليامز في 23 نيسان 2017 في المملكة المتحدة. كان الورد ويليامز قد شغل منصب المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان خلال الفترة الممتدة من آب 2008 الى أيلول 2011″. وختم البيان:” إن التزامه القوي والمستمر لسلام وأمن واستقرار لبنان لن ينسى أبدا”.
وأعلن مكتب منسق الأمين العام في بيروت عن فتح سجل للتعازي في مقر مكتب المنسق الخاص في اليرزة، فيلا صحناوي وذلك ايام 26 و27 و28 نيسان الجاري من الساعة 10 صباحا ولغاية الرابعة بعد الظهر.
مواقف لوليامز
زار وليامز لبنان آخر مرة عام 2014 بصفته عضوا في مجلس العموم البريطاني (لورد) وعضوا في “ماغ”، وهي منظمة دولية لنزع الألغام تعمل في لبنان والعراق وأفغانستان ودول إفريقية عدّة منها ليبيا، كما شغل في الفترة ذاتها مركز الباحث المسؤول في مؤسسة “شاتام هاوس” الإنكليزية للدراسات، وكانت له مواقف لافتة ظهّرها في مقابلة أجرتها معه الصحافية مارلين خليفة نشرت في صحيفة “السفير”.
فإلى جانب تعهد “ماغ” تنظيف الجنوب اللبناني من مخلفات الحرب الإسرائيلية عام 2006 وخصوصا من القنابل العنقودية قبل حلول عام 2016، نقل وليامز الباحث المسؤول في مؤسسة “شاتام هاوس” الإنكليزية للدراسات رسائل عدة الى لبنان وتحديدا الى رئيس حكومة تصريف الأعمال آنذاك نجيب ميقاتي.
أبرز هذه الرسائل التي وردت في المقابلة المذكورة:
*” أنا قلق من إستمرار وجود “حزب الله” في سوريا ولعلّه من الحكمة أن ينسحب الحزب من تلك الحرب و يعود الى الوفاق اللبناني حول النأي بالنفس لحماية نفسه ولبنان مما يحدث هناك”.
*”: “تفتش الشركات النفطية عن ثبات في التعاطي وهي لن تجده مع وزير يصرّف الأعمال، وبذهنها أن حكومة مماثلة ليست كاملة الشرعيّة، فإذا أراد لبنان إستخراج الثروات المتواجدة في باطن منطقته الإقتصادية الخالصة كما تفعل إسرائيل فلن يتمكن من ذلك إلا عبر شركات نفطية كبرى، وهذه الشركات تفكّر بالأموال التي ستستثمرها وتعتقد أنها تدخل في مجازفة تروم منها الكسب لذا هي لا تحبّ انعدام الإستقرار السياسي”.
* أعرب وليامز عن قلق بريطانيا من تداعيات الحرب السورية المستمرة على لبنان وقال في مقابلته مع “السفير”:” شهد البرلمان البريطاني نقاشات عدة حول الحرب السورية تطرقت الى “الفاتورة” التي قد يدفعها لبنان وخصوصا مع وجود هذا الكمّ الهائل من النازحين على أراضيه، لكن للحرب السورية تداعياتها أيضا على دول أخرى، وهي أججت الصراع المذهبي في العراق على سبيل المثال، وأتمنى ألا تتطور مشكلة الإنتحاريين الى حرب في لبنان فهؤلاء خطرون جدا لأنهم يزرعون الرعب في نفوس المدنيين ونحن نعيش في لبنان والمنطقة أوقاتا عصيبة”.
* وعن استبعاد إيران عن مفاوضات جنيف قال وليامز:” إنّه خطأ فادح، حلّ نزاع مماثل يتطلب جمع شمل جميع الفرقاء وبالتالي ينبغي على إيران أن تكون موجودة على الطاولة، وأعتقد بأنّها ستكون موجودة في المستقبل القريب”. أضاف وليامز:” صحيح أن بعض الدول لا تحبّ إيران ولكن هذا لا يبرر استبعادها، لأنّه لا يكفي أن تحبّ طرفا ما لكي تتعامل معه وخصوصا وأنّ الناس يموتون في سوريّا بأعداد كبيرة”.