“مصدر دبلوماسي”
ينعقد الأسبوع المقبل إجتماع للدول المانحة في بروكسل مخصص لبحث أوضاع النزوح في الجوار السوري، ويزور المفوض الأوروبي لشؤون التوسع والسياسة الأوروبية للجوار يوهانس هان لبنان لاستطلاع الأوضاع، ويقوم االيوم الثلاثاء -بحسب بيان للمكتب الإعلامي لبعثة الإتحاد الأوروبي في لبنان- بزيارة متطوعين سوريين في مجال التربية في تعانايل ويجول في مصنع لفرز النفايات الصلبة في برّ الياس الممول من الإتحاد الأوروبي.
وزار هان أمس الإثنين رؤساء الجمهورية العماد ميشال عون والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة سعد الحريري وعقد في السراي الكبير إجتماعا موسعا بحضور سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن والمستشارين نديم الملا ومازن حنا.
وقال هان بعد اجتماع السراي: “لقد كان لي لقاء مثمر هذا الصباح مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكذلك مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري ووزير التربية مروان حمادة، وأعتقد أنه من الأهمية بمكان إجراء مثل هذه الحوارات. وأنا أزور لبنان مرة جديدة من أجل التعبير والتعليق على كل ما قام به هذا البلد من عمل عظيم للتعاون في موضوع أزمة النازحين السورييين، ولا سيما ما قام به المواطنون اللبنانيون في هذا المجال”.
وأضاف: “عندما يتعلق الأمر بلبنان لا بد من التعبير عن امتناننا للشعب اللبناني على ما قام به ولا سيما بعد ما عاناه فليس من السهل استيعاب مثل هذا التحدي. والاتحاد الأوروبي بادر إلى دعم لبنان منذ بداية هذه الأزمة، حيث قدم للبنان ما يزيد من بليون يورو، وهو سيستمر في هذه السياسة”.
وتابع: “تشمل مهمتي في لبنان اليوم وغدا كذلك، التحضير مع شركائنا وأصدقائنا في لبنان لمؤتمر بروكسيل المقبل لرؤية كيف يمكننا أن نواصل قدما جهودنا المشتركة، أولا لإيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وثانيا لمساعدة الدول المتأثرة بهذه الأزمة في المنطقة، من لبنان إلى الأردن وتركيا، وكذلك دول أخرى، للتأقلم مع هذه الأزمة. ولكنه من المهم أيضا، وباعتبار أن هذه الدول مجاورة للاتحاد الأوروبي، أن نهتم بجيراننا ونستثمر فيهم. وقد كان ذلك طلبا واضحا من الرئيس الحريري، لذلك فإن علينا أن ننظر إلى كل الفرص التي تمكننا من توفير مساعدة أكبر للدولة اللبنانية، من ناحية الاستثمارات الأجنبية ودراسة الاحتمالات والفرص الممكنة في المستقبل من الناحية التجارية أو في الاستثمار والتدريبات التقنية وإعداد القوى العاملة التي تتمتع بالمهارات وتدريبها. ولبنان قام بعمل عظيم في هذا المجال، والجميع هنا هو في خدمة هذه المسألة، ولكننا ندرك أنه لا بد لمساعدتنا أن تكون بشكل استثمار لكي نتمكن من الحصول على شيء بالمقابل. نحن لا نعني بالطبع المال، ولكن لكي يكون هناك استقرار وسلام وازدهار في المنطقة، ولا سيما أن تكون هناك فرص وآمال للمواطنين بمستقبلهم، ولكي لا يكونوا مرغمين على الهجرة إلى الخارج”.
وأضاف: “في هذا المجال بحثنا في فرص وإمكانيات كثيرة، وقد كانت المباحثات مثمرة جدا في هذا المجال مع الرئيس الحريري، حيث بحثنا إمكانية التقدم بقروض مانحة من الاتحاد الأوروبي بفوائد منخفضة، أقل من 2 في المئة، مقارنة بالفائدة العادية والتي تتراوح بين 7و8 في المئة. وهذا يمكن أن يعتبر عاملا إضافيا لتعزيز الاقتصاد في لبنان”.
وختم قائلا: “غدا ستكون لي فرصة لإجراء جولات ميدانية على القطاع الصحي والأمني وهو أمر مهم للغاية بالنسبة لنا. وكذلك سنطلع على مجال معالجة النفايات وهذا مجال أساسي للبنان. ونحن في النمسا لدينا خطط ومعامل خاصة لمعالجة النفايات داخل المدن، وهذه المنشآت باتت تستقطب عددا كبيرا من السياح الذي يزورون هذه المعامل، والتي تشكل كذلك مصدر طاقة للكهرباء في فيينا ومناطق أخرى، دون وجود أي نوع من تلوث الهواء، وليس هناك سوى البخار الذي يخرج من مداخن هذه المعامل. هذه التقنيات تضمن التخلص من النفايات. لذلك نحاول إقناع الناس في لبنان حول كيفية الاستفادة من التقنيات الحديثة المتوفرة في أماكن أخرى من العالم، والتي يمكن أن نستمثر فيها لمصلحة الشعب اللبناني، لا سيما وأن المكبات الميدانية ليست بالحل الأفضل، خاصة وأن لبنان بلد صغير وليست فيه أماكن كبيرة. وهذه يمكن أن تكون فرصة جيدة لنبحث معكم في حلول تساعدنا جميعا لضمان الاستقرار والسلام والازدهار في لبنان وبالتالي في المنطقة ككل”.
سئل: هل بحثتم في برامج إعادة التوطين النازحين السوريين مع المسؤولين اللبنانيين؟
أجاب: الأسبوع المقبل سنجلس سويا لبحث هذه المسائل، ولكن ما رأيته في تركيا مثلا أن أغلبية النازحين حريصون ومتحمسون جدا للعودة إلى أرضهم وبلدهم. لذلك لا بد من البحث عن حل سياسي للوضع في سوريا، وإعطاء الناس الفرصة بالعودة إلى ديارهم، فهذا سيكون من مصلحة الجميع، لأن الفراغ يمكن أن يملأه أي فريق. لذلك علينا أن نبذل جهودا كبيرا لمساعدة ودعم الشعب السوري للعودة، ونحن مستعدون لذلك لمصلحة الجميع، ولكن هذا لا يمكن أن يحصل إلا إذا كان هناك سلام دائم وقوي في سوريا”.