“مصدر دبلوماسي”
تصوير الزميل شمعون ضاهر
برعاية وحضور النائب ستريدا جعجع، أقام جهاز تفعيل دور المرأة في القوات اللبنانية عشاءه السنوي الثاني تحت عنوان “مرآة الوطن” مساء السبت في اوتيل حبتور في سن الفيل”. وقد اختار الجهاز تكريم سبع سفيرات بينهن ثلاث أجنبيات هن ّ: المنسقة الخاصة للامم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، سفيرة الإتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، وسفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان اليزابيت ريتشارد، وأربع لبنانيات هن: مندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف نجلاء رياشي عساكر ، وسفيرة لبنان في لندن انعام عسيران ومديرة المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين ميرا ضاهر فيوليدس ومديرة الشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية والمغتربين السفيرة دونا بركات الترك ، وذلك تقديرا ً لدورهن الرائد واعمالهن التي تركت بصمات في الشأن الدبلوماسي والسياسي. حضر العشاء التكريمي: رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلا بالوزير جان اوغاسابيان ، نائب دولة رئيس مجلس النواب فريد مكاري ، نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني ، الرئيس ميشال سليمان ممثلا بالوزيرة منى عفيش ، الوزراء ميشال فرعون وبيار بو عاصي وملحم الرياشي، النواب : الآن عون ، جيلبيرت زوين ، جوزيف معلوف ، شانت جانجانيان، طوني أبو خاطر، فادي كرم، فادي الهبر، هنري الحلو، ناجي غاريوس، وممثل عن النائب طلال ارسلان، الوزراء السابقون : ريا الحسن ، د. طوني كرم رمزي جريج ، وزياد بارود .الأميرة حياة ارسلان، نقيب المحامين في بيروت انطونيو الهاشم، الامينة العامة لحزب القوات اللبنانية الد. شانتال سركيس، نقيب المهندسين في الشمال ماريوس بعيني، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام ، نقيب المعالجين الفيزيائيين الدكتور طوني عبود ، نقيب مصممي الديكور سلوى دياب زغريني، المحافظان عماد لبكي ورمزي نهرا، وعدد من القائمقامين ورؤساء اتحاد البلديات ورؤساء البلديات ، والمخاتير ، ورؤساء جمعيات اهلية واندية وممثلون عن احزاب
بعد النشيدين اللبناني والقواتي، جرى عرض فيلم وثائقي عن نشاطات جهاز تفعيل دور المرأة لسنة 2016 . ثم ألقت النائب جعجع كلمة باللغة الانكليزية تقديرا ً للسفيرات الاجنبيات المكرمات وجاء في كلمتها : “قالت يوماً مارغريت تاتشر: “في السياسة عندما تحتاج إلى الكلام إسأل الرجال، وعندما تحتاج إلى الأفعال فعليك بالنساء”. رُبَّ قائلةٍ: إننا نساء نتحدث عن أنفسنا، ولكن المرأة تبقى السرّ المحيّر لجميع الرجال عبر العصور، وكلّ منهم يراها من منظاره، وكل منهم كان محقّاً في جانب معيّن. الرسام العالمي بيكاسو رأى في المرأة “مزيجا من الأشكال والألوان”، فيما اعتبر كونفوشيوس أن “المرأة أبهج شيء في الحياة”، أما فولتير فقال إنها “مثال الرقة والكمال. جميعهم محقون، ولم يبق فيلسوف أو كاتب أو شاعر إلا وكتب عن المرأة. أما في مفهومنا نحن في حزب “القوات اللبنانية”، فالمرأة مناضلة من الطراز الرفيع. هي رفيقة الرجل وأمه وأخته وابنته وزوجته ، وهي المحفّز له على العطاء، وهي المثال له في التضحية والاندفاع. وتابعت جعجع : المرأة بالنسبة إلينا هي الدكتورة مي شدياق، الشهيدة الحية، التي قاومت بلحمها الحي مؤامرة الظلاميين لإقصائها وخسرت بعضاً من جسدها، لكنها كسرت بروحها الوثابة قيود الظلم والقمع فانتصرت واستمرت تشهد للحق، وأعطت مثالا لصمود المرأة اللبنانية ونجاحها. المرأة بالنسبة إلينا، هي أنطوانيت شاهين المناضلة التي واجهت نظام الوصاية والاعتقال والعنف، ولم ترضخ أو تركع أو تساوم، وهي اليوم سفيرة حقوق المرأة والانسان في العالم. والمرأة بالنسبة إلينا هي الدكتورة شانتال سركيس، الأمينة العامة لحزب “القوات اللبنانية”، الموقع الإداري الثاني في حزبنا بعد موقع رئاسة الحزب، وكم نحن فخورون بالنموذج الذي تقدمه أمام الحزبيين واللبنانيين جميعا، بحضورها وثقافتها وعلمها. والمرأة بالنسبة لنا هي المسؤولة عن الدائرة القانونية في حزب القوات اللبنانية الاستاذة ايليان الفخري التي اثبتت جدارة ً وكفاءة ً مميزتين في آدائها كمحامية وكمناضلة من اجل احقاق الحق . المرأة بالنسبة إلينا هي كل مناضلة في جهاز تفعيل دور المرأة في “القوات اللبنانية” التي ترأسه السيدة مايا زغريني تكافح يوميا في سبيل إعلاء شأن المرأة وحضورها في الحياة العامة في لبنان. “
وأردفت:”نجتمع اليوم لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، كي نحتفل تحت عنوان ” مرآة الوطن ” بتكريم باقة من النساء الرائدات في ميادين السياسة والدبلوماسية من لبنان وخارج لبنان .هذا التكريم هو لابراز دور المرأة المميز في مختلف المجالات الحياتية ، وليس في مجالات المهن الحرة او المجالات التربوية او الاعلام فحسب. والمرأة بالنسبة إلينا هي كل واحدة منكن سيادتي صاحبات السعادة المكرمات بيننا اليوم، وأنتن مثال حي وصارخ للنجاح على الرغم من كل التحديات التي تعترضكن، من ظروف العمل خارج بلادكن، وربما أحيانا بعيداً عن عائلاتكن، وفي ظل الأوضاع الصعبة التي تمر بها منطقتنا. نعم أنتن مثال للنساء الناجحات وقدوة لكل امرأة تطمح للعمل في الشأن العام . ونحن وإياكن سيداتي، وفي يوم المرأة العالمي، نوجّه أسمى التحيات لكل امرأة مناضلة في هذا الشرق الذي يمر بمرحلة مظلمة نأمل ألا تطول. تحية لكل امرأة مسلمة ومسيحية، سورية وعراقية وليبية واجهت إرهاب داعش”. تحية لكل امرأة إيزيدية عانت الأمرين. تحية لكل مناضلة سورية واجهت ممارسات نظام الأسد، كما نوجه التحية لكل مناضلة فلسطينية تواجه الاحتلال . لتلك النساء في هذا الشرق المشتعل كل التقدير والاحترام . ومن هنا، وباسمي وباسم حزب “القوات اللبنانية” نوجه لهن أكبر تحية.”
وتابعت جعجع:”ما يميّز السفيرة الامرأة عن السفير الرجل، أنها لا تنظر حصراً بعين دبلوماسية ومن زاوية مصلحة الدولة أو المنظمة التي تمثلها، بل تنظر بعين الدبلوماسية، وبعين الأم لكل ما يجري حولها، ما يجعلها تمزج نبيذ المشاكل بماء العاطفة الانسانية لتخفّف قساوة المعاناة. نحن في حزب “القوات اللبنانية”، وتحديدا في كتلة نواب “القوات اللبنانية”، عملنا ونعمل من أجل رفع شأن المرأة في لبنان، ومن أجل تطوير كل التشريعات البالية التي كانت تسيء إلى وضع المرأة اجتماعيا وسياسيا. ونحن عشية الانتخابات النيابية نعمل من أجل إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية أفضل تمثيلاً وديموقراطية، كما نعمل على تشجيع المرأة على المشاركة في الحياة السياسية. وسنسعى الى تقديم عدد من المرشحات إلى الندوة البرلمانية. وتوجهت الى السفيرات بالقول : من هنا اليوم نحمّلكن أمانة نعرف أنكن كنتنّ وستبقين وفيات لها. أمانة الانسان كانسان وحقه بالحياة والسلام والازدهار. والأمانة بأن تبقين كما دائما نموذجا لنا ولجميع النساء الراغبات بالنجاح في الحقل العام. السنة الفائتة كرّم جهاز تفعيل دور المرأة في القوات اللبنانية وتحت عنوان ” لبنانيات ” باقة من السيدات اللبنانيات . وهذا العام نكرّم سفيرات رائدات من لبنان والعالم . والسنة المقبلة سنخص بالتكريم سيدات أخريات نجحن في مجالات أخرى، فعندما نكرم المرأة لا نكرم نصف المجتمع فحسب، بل نكرم المجتمع كله ونكرم أنفسنا والأجيال المقبلة التي ستنمو تحت جناحها. فإلى المزيد من المواعيد.”
ثم القت رئيسة جهاز تفعيل دور المرأة كلمة قالت فيها:”يخصصون لها يوماً عالمياً، وتكريمها لا تتسع له أيام ولا زمن. إنها المرأة التي عرف البابا فرنسيس كيف يوصّفها في واحدة من آخر تأملاته عندما قال: ان المرأة تحمل تناغم الخليقة وإذا غابت المرأة غاب التناغم عن العالم. نعم هي التناغم والتوازن الذي نحرص نحن, ويحرص حزب القوات اللبنانية على تحقيقه, فكنا وكانت المرأة ومازالت في القوات مع الرجل جنبا الى جنب من رأس الهرم حيث ستريدا الى جانب الحكيم, ثم الى الأمانة العامة حيث شانتال سركيس على رأسها, الى مختلف كوادر الحزب الزاخرة بالنساء, وصولا الى القاعدة القواتية الثابتة على توازن وتناغم لم يكن ليتحقق من دون قواتيات تجرّأن حيث لم يجرؤ آخرون. وتابعت : لن أقول إن نساءنا إخوة الرجال كما يقال أحياناً في مجتمعاتنا, وفي هذا التعبير بحد ذاته انتقاص من شأن المرأة. فيكفي النساء أن تكنّ نساءا بكل ما عطيت المرأة من قدرات ومزايا, حتى تَسمو وتفتخر بما هي عليه. ونحن في القوات نسعى الى عدم تكريس الصورة النمطية التي لا تظهر المرأة في منطقتنا الا مظلومة وضعيفة, لذلك فإن الدعوات المتكررة لاصلاح وضعية المرأة يجب استبدالها بالدعوة الى إشراك المرأة في عملية النهوض بالمجتمع الذي يعاني بنسائه ورجاله وأطفاله تداعيات الأزمات والحروب.
لقد ولى زمن انكفاء النساء في الزاوايا الضيقة كما يريد لها حراس التخلف والعقول المتحجرة, فكيف وقد أصبح بين أيدينا فضاء الكتروني مفتوح على العالم وقادر على إيصال أي صوت وأي صرخة. كما هو قادر على إحداث نقلات نوعية في تعزيز الثقافة والانفتاح والتغلّب على الكثير من الحواجز والعقبات عند المرأة كما عند الرجل. فيا اصحاب العقول والافكار غير التقليدية اصبح بإمكانكم ابتكار سبل سريعة لاحداث التغيير ولخلق واقع أفضل لكل شرائح المجتمع ومن ضمنها المرأة. وأجمل ما في الابتكار انه حر ومن حولنا مئات المبادرات ومئات النساء اللواتي استطعن استثمار التكنولوجيا الحديثة بمهارة لخدمة المجتمع. نعم ولى زمن العجز والأهم أن لا نحجّم المرأة في عقولنا. والمجتمع الذي لا يقوده الرجال والنساء معا سيقف دائما عند منتصف الطريق ولا شك أن الطريق سيكون اقصر عندما نسيره معا… المحطات المضيئة للنساء في لبنان كما في العالم كثيرة, وكيف بالحري في الديبلوماسية,هذا الميدان المنسجم اساساً مع شخصية المرأة.
أضم صوتي الى صوت السيدة ستريدا التي أضاءت على محطات اساسية ومشرقة في سيرة سعادة السفيرات(…. ) وأكمل مع سفيرات من بلاد الأرز أبدعن وتركن بصمات لا تمحى في مجالات الديبلوماسية والتطوير وحقوق الانسان. فيكفي ان تلقي نظرة على سيرة سعادة السفيرة نجلا عساكر لتلاحظ كم من مرّة تردّدت كلمة حقوق الانسان في محطات عملها الديبلوماسي لاسيما من موقعها كسفيرة ومندوبة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة والمنظمات الدولية في جنيف منذ العام 2007 وحتى اليوم. لها صولات وجولات في سلسلة لا تنتهي من النقاشات وصياغة القرارات المتعلقة بكل أشكال الحقوق ومن بينها مناهضة التمييز ضد المرأة. رصانة, ثقافة وحنكة تلك هي السفيرة نجلا عساكر. النعم على الديبلوماسية اللبنانية تكمل مع سفيرتنا الى بريطانيا انعام عسيران بكل التجربة التي أغنت مسيرتها من مصر الى نيويورك الى فرنسا واسبانيا وايطاليا وسويسرا وصولا الى بريطانيا. ومن يسأل الجالية اللبنانية في بريطانيا عن سفيرتنا يدرك انها أكثر من سفيرة إنها طاقة ايجابية حيثما حلًت, إنها المرأة اللبنانية فِكراً وسِحراً وحسنَ ضيافة, انها السيدة انعام عسيران. عن ريادة ديبلوماسياتنا شهادات من الشرق والغرب, وهذه المرة “الحق مع الطليان” عندما يقول سفيرهم في لبنان عن السفيرة ميرا ضاهر مديرة المراسم في وزارة الخارجية والمغتربين إنها أظهرت أهمية المرأة في دور القيادة… وقد استحقت من الرئيس الايطالي وساماً, ومنا كل التقدير لسيدة لا تهدأ لا تتعب ولا تستكين لأنها تريد تقديم الأفضل عن صورة لبنان… هذا هو إيقاع ميرا ضاهر. أما إيقاع الديبلوماسية الاقتصادية فقد أحسنت الخارجية اللبنانية في ضبطه باختيار السفيرة دونا الترك صاحبة السيرة الغنية بالعمل الديبلوماسي, مديرةً للشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية والمغتربين, فشكّلت قيمة مضافة في هذا الموقع الحساس لدوره في فتح اسواق خارجية جديدة والترويج للمنتجات اللبنانية… قديرة متمكنة متميّزة هي السفيرة دونا الترك. في لبنان كما في العالم تجربة الديبلوماسية الناعمة حققت نجاحات مدوّية, فلماذا تبقى المرأة اللبنانية بعيدة أو مستبعدة عن العمل السياسي… الانتخابات على الأبواب وفي يدكِ مفاتيح كثيرة إستخدميها “البرلمان بيلبقلِك”…
بعد انتهاء الكلمات عرضت أفلام وثائقية عن السفيرات المكرمات تضمنت أبرز نشاطاتهن ثم قدمت كل من النائب جعجع ومايا زغريني دروع التكريم لكل منهن . وتجدر الاشارة الى أن الاعلامية رولا حداد قدمت الاحتفال، كما شارك الفنان جهاد المهنا في عزف عدد من المقاطع الموسيقية على آلة البيانو، وبعد التكريم أحيت السهرة عازفة الكمان حنين العلم وفرقتها .