“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
أعلن السفير البريطاني في لبنان هوغو شورتر عن تقديم بريطانيا
معدّات بقيمة 65 الف دولار أميركي لمغاوير الجيش اللبناني “تعزيزا لقدراتهم في الطرقات الوعرة وفي جميع الأحوال الجوية”.
علما بأن هذه المعدات هي جزء من رزمة المساعدات البريطانية للجيش ولقوى الأمن الداخلي والتي بلغت 100 مليون دولار منذ عام 2011، وقد وصلت الى مغاوير الجيش في شباط الفائت.
إعلان شورتر جاء في ختام زيارة سفينة صاحبة الجلالة “أتش أم أس أوشن” التي رست في مرفأ بيروت على مدى يومين واستقبلت عددا كبيرا من اللبنانيين وبينهم إعلاميون تعرّفوا الى ما تحويه حاملة الطوافات البريطانية وهي تعدّ أكبر سفينة حربية عاملة في البحرية البريطانية.
وأعلن شورتر في دردشة مع الإعلاميين اللبنانيين عن تشجيع بريطانيا لإجراء الإنتخابات النيابية اللبنانية في موعدها لأنها تسهم في ترسيخ استقرار لبنان والتي تتشبث به بريطانيا دوما.
وعلى مدى أكثر من ساعتين تجوّل إعلاميون وسياح على متن البارجة، حيث قدّمت إحدى البحّارة وتدعى جود عرضا عن مهام البارجة التي تزن 22 ألف طن وتعدّ حاملة طوافات وسفينة هجوم برمائي. وأوضحت جود بأن البارجة الضخمة كانت تقيم تمارين في الشرق الأوسط ضمن ما يعرف بـ”تاسك غروب” وشملت جملتها بلدانا عدة منها السعودية وعمان ودبي وأنهت جولتها الخليجية في نهاية شباط الفائت. وقالت بأنها جزء من التحالف الذي يراقب الأمن في الخليج.
في البارجة أقسام عدة وفيها قسم طبي متخصص وغرفة عمليات ويعدّ طاقمها حاليا 650 من البحارة (بينهم 80 إمرأة) وهي تتسع لطاقم قد يصل الى 1100، وهي قادرة على أن تخزّن تموينا لـ55 يوما.
وركزت جود على أن مهمّة حاملة الطوافات في زيارتها للبنان هي تقوية العلاقات بين بريطانيا ولبنان، وأكدت ردّا على أسئلة الصحافيين أن لا علاقة لها بالتحالف الدولي لمحاربة “داعش”.
إستقبالات وإعلان مساعدات للمغاوير
وقد أعلنت السفارة البريطانية في بيروت اليوم الأحد أن سفينة HMS OCEAN وصلت الى ميناء بيروت في طريق عودتها إلى المملكة المتحدة، وأن الزيارة تهدف إلى إحياء التزام المملكة المتحدة تجاه لبنان.
وجاء في بيان السفارة: “سفينة صاحبة الجلالة (( HMS OCEAN أرست بهيكلها الضخم بعلو 34 مترا وبوزنها البالغ 22 ألف طن، تغيرا جديدا في أفق ميناء بيروت في نهاية هذا الاسبوع. هذه هي الزيارة الأولى إلى ميناء بيروت في طريق عودتها إلى المملكة المتحدة، والتي تهدف إلى إحياء التزام المملكة المتحدة تجاه لبنان.
استضافت السفينة خلال رسوها في مرفأ بيروت سلسلة فعاليات مرموقة من زيارات اعلامية واخرى لطلاب مدارس تكريسا وتعميقا للشراكة التي تربط البلدين في المجال الدفاعي وفي غيره من المجالات. وانضم ثلاثون طالبا تتراوح اعمارهم بين الـ 16 والـ17 عاما من مشروع “تقدم” التابع للمجلس الثقافي البريطاني الى عناصر البحرية الملكية في جولة تفقدية في أرجاء السفينة إختبروا خلالها قدراتهم في مجال العمل ضمن فريق.
والتقى قائد السفينة الكابتن بيدري، والسفير البريطاني هيوغو شورتر، وملحق الدفاع كريس غانينغ قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي ووزير الدفاع يعقوب الصراف. كما التقى الاميرال بيرتون مع قائد قوات البحرية اللبنانية الادميرال ماجد علوان. وقبل مغادرة السفينة، استضاف السفير شورتر كبار القادة الامنيين في لبنان على مائدة الغداء مع قائد السفينة أوشين.
وفي حفل استقبال في حضور ممثل رئيس الجمهورية وزير الدفاع يعقوب الصراف وممثل رئيس الوزراء النائب السابق غطاس خوري وممثل رئيس مجلس النواب النائب ياسين جابر، وحشد سياسي وديبلوسي وعسكري، اعلن السفير شورتر عن تقديم هبة من المعدات الى مغاوير الجيش اللبناني تعزيزا لقدراتهم في الطرقات الوعرة وفي جميع الأحوال الجوية. كما تمتع الضيوف برؤية اشهر صانعي السيارات البريطانية مثل جاغوار، واستين مارتن ولاند روفر. في هذه المناسبة رحب السفير البريطاني هيوغو شورتر بضيوفه قائلا: مرحبا بكم على متن سفينة صاحبة الجلالة OCEAN، جوهرة التاج في أسطول البحرية الملكية، وهي المؤسسة المشهود لها بالمهارة والكفاءة المهنية والتاريخ المجيد في جميع أنحاء العالم. ان سفينة صاحبة الجلالة أوشن الشامخة تجسد دور بريطانيا في تعزيز الأمن والاستقرار العالميين كل يوم عبر البحار والمحيطات حيث تقوم قواتنا البحرية بحماية طرق التجارة وتواجه التهريب والقرصنة وتقدم المعونة الانسانية عندما تضرب الكوارث. فلقد ساهم لبنان القديم في رسم تاريخ البحر المتوسط وكان اللبنانيون القدامى مستكشفين وبحارة وتجارا في البحر وقد اشتهروا بريادة استكشاف البحار. واليوم أصبح المتحدرون منهم يشكلون شبكة قوية تمتد على مساحة آلاف الاميال”.
أضاف شورتر:” لطالما تطلعت بريطانيا أيضا الى العالم الأوسع وبنت تحالفات في كل أصقاع الأرض. واحدة من تلك الشراكات هي مع لبنان، عبر تعزيز المؤسسات اللبنانية ودعم سيادة لبنان. لأنه يجب حماية الاستقرار والأمن في لبنان، وهذا موضوع كررناه وأكدناه في مجلس الأمن. أما بالنسبة لبريطانيا، لقد بحثنا دائما عن العالم الأوسع، ولدينا تحالفات في كل قارة.
واحد من كل 10 بريطانيين يعيشون في الخارج، مثل اللبنانيين، هم مصرفيون ورجال اعمال وعلماء وفنانون، ومبرمجون من المركز اللبناني البريطاني للتبادل التكنولوجي. والعكس صحيح ايضا: نظامنا التعليمي يجذب الافضل من حول العالم. من كل رؤساء العالم دولة وحكومة، واحد من سبعة تلقى تعليمه في بريطانيا”.
وأشار السفير شورتر:” على الرغم من أن زيارة HMS OCEAN هي دليل على التزامنا بلبنان، الا ان شراكتنا تذهب إلى ما هو أبعد من مجالات الدفاع. يعلم العديد منكم أن المملكة المتحدة هي واحدة من أكبر الجهات المانحة للمساعدات في العالم لكن قد لا تعلمون ان لبنان يحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث أعلى نسبة مساعدات بريطانية للفرد الواحد.
نحن نفتخر بشراكتنا مع هذا البلد عبر مؤسساته. وتعبيرا عن ايماننا بأهمية سيادة لبنان، بلغت مساعداتنا للجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي 100 مليون دولار منذ العام 2011. وانا مسرور باعلاننا عن تقديم مساعدات اضافية بقيمة 65 الف دولار أميركي لمغاوير الجيش اللبناني تعزيزا لقدراتهم في الطرقات الوعرة وفي جميع الأحوال الجوية”.
وشرح شورتر التعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية والبلديات اللبنانية فقال:” نحن ندعم المجتمعات المحلية بالمياه النظيفة والمعدات الزراعية والبنى التحتية، وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي، ونحن ساهمنا بتوفير الكتب المدرسية لكل للأطفال، وتدريب المعلمين وخلق فرص عمل وجنبا إلى جنب مع المجلس الثقافي البريطاني، تجهيز الشباب بالمهارات التي يحتاجونها في المستقبل. بالاضافة لعملنا مع مصرف لبنان لدعم اقتصاد المعرفة، وخلق فرص العمل في مجال التكنولوجيا. أريد للشراكة بين بريطانيا ولبنان ان تكون ايجابية وطويلة الأمد.”
وختم السفير البريطاني قائلا:” إن المملكة المتحدة ساعدت في الماضي لبنان على نيل استقلاله، ونحن ما زلنا من أشد المؤيدين لاستقلال لبنان وسيادته. اليوم، جوهر النهج الذي نتبعه هو: حماية العيش المشترك في قلب النموذج اللبناني يتطلب وجود دولة قوية. وبالتالي نحن نبني علاقات طويلة الأمد مع المؤسسات اللبنانية الرئيسية، لمساعدتها في توفير الخدمات لجميع اللبنانيين. وكثيرا ما يشاد بصلابة لبنان على أنها معجزة، والفضل في ذلك يذهب أولا وأخيرا للشعب اللبناني. ولكن أعتقد أنها معجزة شاركنا في جزء منها بتحقيقها معا. لأن بريطانيا ولبنان على حد سواء نكون في أفضل احوالنا عندما نعمل يدا بيد مع أصدقائنا وحلفائنا. ولهذا السبب سنواصل وقوفنا جنبا الى جنب مع لبنان من أجل أمنه واستقراره وازدهاره”.
يذكر أن السفينة HMS OCEAN، وبحسب بيان السفارة البريطانية في بيروت تزن 22 ألف طن وهي أكبر سفينة حربية عاملة في البحرية الملكية البريطانية. دورها الاساسي هو حاملة طوافات وسفينة هجوم برمائي. وفي الاشهر الاخيرة قبل وصولها الى لبنان، تولت HMS OCEAN قيادة القوة الضاربة المشتركة 50 CTF50 وهي قوة متعددة الجنسيات تتولى مراقبة التدفق التجاري الحر وحرية الملاحة البحرية والامن الاقليمي في الشرق الاوسط. وهذه المرة الاولى التي تتولى فيها بريطانيا قيادة هذه القوة الضاربة برئاسة قائد القوات البرمائية المشتركة العميد البحري البريطاني أندرو بيرنز.