يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره موقع “لبنان 24” يوم الجمعة في 3 آذار 2017 لكاتبته مارلين خليفة.
“مصدر دبلوماسي”:
لا تزال الأسباب التي ذكرها أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله في ذكرى “شهداء القادة” قائمة من حيث إسهامها في استبعاد أيّ حرب إسرائيلية وشيكة ضدّ لبنان، وإذا كان مؤيدو “حزب الله” يذهبون للقول بأن السيد نصر الله قطع الطريق بخطابه على الحرب وأن “التهويل” يتأتى من فريق قوى 14 آذار التي تركز على أنّ سياسة “حزب الله” في استعداء العرب وربط نفسه بإيران يجرّ لبنان الى حرب فإن لاستبعاد الحرب في المدى المتوسط أسباب أخرى.
وبحسب أوساط عليمة بمناخات المنطقة فإن حربا إسرائيلية مماثلة ضدّ لبنان أو حتى سوريا مستبعدة لأسباب عدّة منها أولا ما فنّده السيد نصر الله وتحذيره المبرم للإسرائيليين بعدم التهوّر وفتح جبهة حرب لأنها غير قادرة للذهاب إليها.
أما السبب الثاني فيتمثّل بوجود مجموعة عناصر ضعيفة في إسرائيل، يتمثل العامل الأول بعدم القدرة على ردّ الصواريخ التي سيطلقها “حزب الله”، الى ذلك تبيّن الفشل الذريع في تمرين الجبهة الداخلية من حيث عدم القدرة على معالجة تداعيات سقوط صواريخ على مستوى البشري.
أما العامل الثالث ولعلّه الأهم فيتعلّق بأن المنطقة حاليا هي في حالة من”السيلان” أي أنها لا تنعم بالإستقرار والأمثلة تبدأ في دول الجوار السوري في الأردن مثلا حكومة مركزية لكنّ ثمة قوى أخرى فاعلة، الأمر سيّان في سوريا، بمعنى أن الدخول في حرب ضدّ “حزب الله” في جنوب لبنان سوف يفتح المجال لتدفق المقاتلين العراقيين الى سوريا ولبنان إذ لا يمكن لسوريا اليوم إغلاق حدودها مع العراق، ما يعني أن صواريخ عدّة سترمى ضدّ إسرائيل من جهات مختلفة لأن لا قوى مركزية مسيطرة على الوضع وبالتالي فإنّ مشروع حرب ضدّ “حزب الله” قد يؤدي الى حرب إقليمية واسعة النّطاق ضدّ إسرائيل.
من جهتها، تشير أوساط عليمة بمناخ “حزب الله” بأن تصاعد حدّة اللهجة في إسرائيل مردّه الى وجود محاولة في مؤتمرات آستانة والآن في جنيف 4 للتوصل الى حلّ سياسي في سوريا، ولغاية الآن لا تجد إسرائيل موقعا لها في التسوية القادمة كما تفعل روسيا وتركيا وإيران. هذا الواقع يدفع إسرائيل الى أن تطلب ثمنا معينا قد يكون إبعاد إيران و”حزب الله” والجيش السوري عن منطقة الجولان حيث يتمركزون عند سفحها.
أما العنصر الثاني، فيتمثل بأن البعض في إسرائيل يريد استغلال وصول إدارة أميركية جديدة بقيادة دونالد ترامب للقيام بعمل عدائي ضدّ “حزب الله”.
لكن الأوساط تشير الى أن لا حرب ضد على المديين القريب أو المتوسّط أقله حتى تبلور السياسة الخارجية لترامب أما الحملة الإعلامية الحالية فهي مفبركة لغايات معروفة.
مارلين خليفة