“مصدر دبلوماسي”:
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره السبت في 4 آذار 2017 موقع “لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1488608328801872500/
بدأ الخلاف التركي الإيراني بالتبدد بعد اللقاء الذي جمع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الإيراني حسن روحاني على هامش قمّة منظّمة التعاون الإقتصادي في إسلام اباد. وكان أردوغان ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو إتّهما إيران الشهر الماضي بمحاولة زعزعة إستقرار سوريا والعراق ما دفعها الى استدعاء السفير التركي لديها.
وتشير أوساط متابعة الى أن الروس لعبوا دورا أساسيا في إعادة التقريب بين تركيا وإيران لتبقيا في المحور ذاته مع موسكو وخصوصا وأن هذا الحلف الثلاثي شكّل مظلّة لربح معركة حلب ولبدء التفاوض في آستانة.
وتلفت الأوساط الى أن هذا الخلاف أثر أخيرا على المفاوضات الجارية في جنيف ولكن أيضا على الوضع الميداني السوري المعقد. وتكشف الأوساط التي تحدثت الى “لبنان 24″ الى أن روسيا قدّمت مجموعة من الإلتزامات أمام إيران وروسيا عن مستوى وحجم تدخّلها في الشمال السوري، وعن طبيعة علاقتها بـ”داعش” وبالجماعات التكفيرية، وذلك حين كانت أنقرة في حالة من الضعف وخصوصا في مرحلة ما بعد الإنقلاب ضدّ حكم رجب طيب أردوغان في تموز من السنة الفائتة، لكن مع مجيء إدارة أميركية جديدة حاولت تركيا التملّص من هذه الإلتزامات عن طريق العمل المشترك مع بعض الدول الخليجية وإيجاد صيغة للحل مع إدارة ترامب الجديدة.
برأي أوساط سياسية متابعة أن تركيا تحاول الخروج من الإلتزامات التي صاغتها مع إيران وروسيا وتراقب استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة التي لم يتّضح لغاية الآن كيفية تعاملها مع الملفّ السوري.
في مواجهة النفوذ الإيراني الروسي في سوريا وبعد سقوط حلب وحسم الأمور لمصلحة النظام، تحاول تركيا مع مجيء إدارة أميركية جديدة أن تقيم إئتلافا سعوديا وتركيا وأميركيا ما استوجب قطع الطريق عليه من قبل روسيا، علما بأن حظوظ نجاح هذا الحلف لم تكن يوما واضحة لسببين لأن لا أحد يعرف من يصطف مع السعوية ومحورها كما أن سياسة ترامب الخارجية لم تتبلور بعد في سوريا ومع الجانب التركي.
يبقى رهان على الخلاف الروسي الإيراني، تشير الأوساط الواسعة الإطلاع ال أن هذا الأمر غير وارد البتّة.
وماذا عن المناطق الآمنة في الشمال السوري التي اقترحها ترامب والتي تؤيدها تركيا؟
تشير أوساط عليمة بمواقف إيران الى هذه المشاريع كلّها تنظر اليها إيران بعين الريبة والقلق وترى أن المقصود بالمناطق الآمنة هو توفير ملاذ آمن للجماعات الإرهابية كي لا يذهب أحد لمحاربتها وأنّ “حزب الله” يرفضها بعد أن رفضها النظام السوري.
مارلين خليفة