” مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
يصل الى لبنان بعد ظهر اليوم الخميس الرئيس الفلسطيني محمود عباس في زيارة رسمية الى لبنان تستمرّ 3 أيام يجري خلالها لقاءات مع الرؤساء الثلاثة ومع فاعليات لبنانية من
مختلف الإتجاهات الى مسؤولين فلسطينيين.
تكتسب زيارة عبّاس أهمية بتوقيتها ومدلولاتها بحسب ما يقول لموقع “مصدر دبلوماسي” السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبّور الذي بدا مكتبه أمس خليّة نحل حقيقية، فأكبّ مع فريق عمله على متابعة أدق تفاصيل الزيارة الرئاسية بدءا من البرنامج الذي وزعته دوائر القصر الجمهوري الى تفاصيل الهدايا التي سيتبادلها عبّاس مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
يقول السفير دبّور:” تكتسب زيارة الرئيس عبّاس أهمية إستثنائية بتوقيتها ومدلولاتها، وهي أول دعوة من الرئيس اللبناني المنتخب العماد ميشال عون الى رئيس دولة ليزور لبنان، وهذا ما يؤكّد على عمق العلاقات بين لبنان وفلسطين والتي تجذّرت في الأعوام الماضية، وهي امتداد لعلاقة تعود الى عام 1948 حين احتضن لبنان وشعبه أبناء الشعب الفلسطيني واقفين الى جانب قضاياه العادلة. وقد جسّد فخامة الرئيس العماد ميشال عون إستمرارية العلاقة من خلال المواقف التي أطلقها منذ انتخابه والتي تناصر وتؤيّد وتدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني واستقلاله الكامل وحقّ عودته الى فلسطين”.
لماذا توقيت الزيارة حاليا؟ هل بسبب إنتخاب رئيس أميركي جديد منحاز كليا الى إسرائيل ضدّ الفلسطينيين؟
توقيت الزيارة مهمّ نظرا الى التنسيق القائم بين فلسطين ولبنان في كافّة المحافل الدولية، حيث أننا نشعر بالرعاية والإحتضان اللبناني والدّعم للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية كافّة.
ماذا ستكون رسالة الرئيس عبّاس الى اللبنانيين؟
سيؤكد الرئيس عبّاس على الموقف الفلسطيني الذي أطلقه في آخر زيارة له الى لبنان عام 2013، وأسسها الإلتزام بتحقيق ضمان الأمن والإستقرار في لبنان وعدم الدخول في التجاذبات الداخلية اللبنانية، وإعادة التأكيد على أن الفلسطينيين هم ضيوف مؤقتون الى حين عودتهم الى ديارهم وفق قرارات الشرعية الدولية.
وبدا جليا الإلتزام الفلسطيني في لبنان بتوجيهات الرئيس عباس ورؤيته الكاملة وهذا ما شهدت عليه المرجعيات اللبنانية خلال الأعوام الماضية وما جسّدته على الأرض كافّة أطياف الفلسطينيين والفصائل والهيئات والأطر الشعبية والشبابية.
هل إن الزيارة بروتوكولية للتهنئة أم أنها ستحمل رسائل معينة؟
ليست الزيارة بروتوكولية بل إن الرئيس عباس سيضع الرئيس عون والمسؤولين اللبنانيين في آخر تطوّرات القضية الفلسطينية لا سيما ما نشهده من محاولات إسرائيلية لإجهاض حلّ الدولتين ومحاولة تهويد المقدّسات الإسلامية والمسيحية والإعتداءات المتكررة على أبناء شعبنا وعلى العمل الفلسطيني المستمر في كافّة المحافل الدولية لإحقاق الحق بالحرية والإستقلال.
كذلك سوف يضع الرئيس عباس الرئيس عون في آخر تطورات إنهاء الإنقسام الداخلي الفلسطيني وعلى ما يحصل من أمور تصب في ضرورة تنفيذ اتفاقات وتفاهمات المصالحة كافّة بدءا بتشكيل حكومة وحدة وطنية تضطلع بممارسة صلاحياتها في جميع أراضي سلطة دولة فلسطين بما فيها القدس وفقا للقانون الأساسي، والقيام بسائر المهامّ الموكلة إليها بموجب إتفاقيات المصالحة بما في ذلك توحيد المؤسسات واستكمال إعمار قطاع غزّة وحلّ مشكلاته.