يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره موقع “لبنان 24” في 18 شباط 2017 لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://bit.ly/2lgNcp2
“مصدر دبلوماسي”:
يصحّ القول أن ما بعد مقابلة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون مع قناة “سي بي أس” المصرية ليس كما قبله، إذ جاهر عون بمواقف مؤيدة لسلاح “حزب الله” معتبرا أنه مكمّل لعمل الجيش اللبناني ولا يتعارض معه طالما يوجد إحتلال إسرائيلي. هذا الموقف فاجأ المجتمع الدّولي الذي طالما حذّر العهد الجديد منذ بداياته عبر القنوات الدبلوماسية من إجتياز الخطوط الحمر أقلّه كلاميا.
وجاء كلام عون عن الجيش اللبناني وسلاح “حزب الله” ليستجلب مجموعة من ردود الفعل أخطرها ما علم به “لبنان 24” عن تقديم إسرائيل لشكوى ضدّ لبنان الى مجلس الأمن الدولي إستنادا الى كلام رئيس الجمهورية بحسب معلومات أوساط دبلوماسية لبنانية واسعة الإطلاع.
وتشير الأوساط المذكورة الى أن الشكوى الإسرائيلية تتخذ بعدا خطرا إذا تمّ عطفها على كلام صرّحت به يوم الخميس الفائت سفيرة أميركا لدى الأمم المتّحدة نيكي هايلي التي وصفت إجتماع مجلس الأمن الدولي الذي شاركت فيه للمرة الأولى بأنه “غريب بعض الشيء”، مستطردة أنّه لم ” يتمّ ذكر الصواريخ التي يطلقها “حزب الله” ولا التهديد الإيراني، بل إن المناقشات تركزت على انتقاد إسرائيل وهي الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” بحسب تعبير هايلي.
وتشير الأوساط الى أنّ وضع كلام رئيس الجمهورية اللبنانية الذي يعبّر عن واقع الحال اللبناني في سياق اللعبة الدولية وفي هذا العهد الأميركي بالذات المتميز بانحياز تام لإسرائيل سيستتبع تداعيات خطرة دوليا، وخصوصا بعد زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو للرئيس دونالد ترامب والذي يضع نصب عينيه أولويتين: إيران و”حزب الله”.
من جهتها، قالت مصادر غربية تابعت مواقف رئيس الجمهورية اللبنانية أن كلام الرئيس عون يفهم دوليا على أنه معبّر عن موقف الدولة اللبنانية والحكومة اللبنانية ولا كلام فوق كلامه، وبالتالي فإن مصارحة المجتمع الدولي وخصوصا الدول التي تعتبر “حزب الله” إرهابيا وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية والإتحاد الأوروبي الذي يصنّف “الحزب” بجناحه العسكري إرهابيا ستكون له تداعيات وردود فعل أكيدة لأنه جاء قويا وصريحا في حين أن المجتمع الدولي طالما حذّر عبر القنوات الدبلوماسية من اعتماد خطاب لبناني يتحدّى المجتمع الدولي الذي طالما دافع عن إستقرار لبنان والسلم الأهلي فيه وعمل مؤسسات الدولة الشرعية وفي مقدّمتها مؤسسة الجيش اللبناني.
وقالت الأوساط أن ما جرى أخيرا سيثير استياء وحذرا شديدين في مقاربة العلاقة مع لبنان.
للتذكير فإنّ موقف رئيس الجمهورية إستدعى كلاما أمميا للناطق الرسمي بإسم منظمة الأمم المتحدة في نيويورك فرحان حق الذي قال ردا على سؤال عن التصريحات الأخيرة المنسوبة الى الرئيس عون في شأن سلاح “حزب الله”:” أودّ أن أذكّر بأن قرارات مجلس الأمن الدولي 1559 و1680 و1701 تدعو بوضوح الى حلّ كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع أسلحتها”. واستطرد حق:” أفادت تقارير سابقة للأمين العام أنه ينبغي نزع أسلحة الميليشيات وأن احتفاظ “حزب الله” وجماعات أخرى بأسلحتها خارج سيطرة الدّولة يحدّ من قدرة لبنان على ممارسة سيادته وسلطته الكاملتين على أراضيه”، واعتبر أن استمرار الإلتزام بكل القرارات ذات الصلة له أهمية حيوية لاستقرار لبنان (…).
من جهة ثانية، توقفت أوساط سياسية لبنانية بارزة عند تحذير السفر الجديد للمواطنين الأميركيين الصادر عن وزارة الخارجية الأميركية وهو تحذير دوري يصدر مرّتين في السنة وكانت المرة الأخيرة في 29 حزيران 2016، لكنّ لهجته هذه المرّة كانت أكثر حدّة، ومما ورد فيه وجود خطر للموت بالإصابة أو بتفجيرات إرهابية أو هجومات. وأن هنالك مجموعات متطرفة عاملة في لبنان منها ما تصنفه أميركا إرهابيا كـ”حزب الله” و”داعش” وحركة “حماس” و”جبهة النصرة” وكتائب عبد الله عزّام. وقال التحذير ايضا بأن الحكومة اللبنانية غير قادرة على توفير الحماية للمواطنين الأميركيين في حال اندلاع موجة عنف مفاجئة وهو ما قد يحدث في لبنان بشكل فجائي. واللافت أن التحذير الذي عدّد بضع حوادث أمنية آخرها محاولة إنتحاري تفجير نفسه في مقهى في الحمرا قال بأنّ أن الإحتفالات قد تسبب أيضا بأذى نظرا الى إطلاق الرصاص فيها.
مارلين خليفة