“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تستمر العاصمة الكازخستانية آستانة في استضافة الحوار السوري السوري بين النظام والمعارضة تحت مظلّة “إعلان موسكو” الذي وضع خريطة التسوية السياسية تحت مظلة تركيا وإيران وروسيا التي افتتحت عبره مسارا سياسيا جديدا أعقب سيطرة قوات النظام على مدينة حلب وتراجع وقع الميدان الى حدّ كبير، لتنتقل كرة العمل الى أيدي الأطراف الدولية التي لديها قدرة التأثير على الأوضاع، ووضع خريطة طريق للحل السياسي مع تراجع أميركي ملحوظ لغاية الآن يشي بأن واشنطن وضعت التسوية تحت إشراف روسيا.
لكن التردّد والحذر يشوب مستقبل التعاون الروسي الأميركي في ظلّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ما سيؤثر حتما على مسار “إعلان موسكو” وخصوصا في ظلّ التوتر الأميركي الإيراني المتصاعد.
في هذ الإطار، تقول أوساط روسية واسعة الإطلاع لـ”لبنان 24″ بأنه “ينبغي التريث والإنتظار الى حين تحديد موعد بين الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والروسي فلاديمير بوتين أو أقلّه بين وزيري خارجية البلدين وهو ما لا ليس واضحا لغاية اليوم”. يشير هذا الكلام الروسي الى ضبابية تلفّ التعاون بين القوتين الأكثر تأثيرا دوليا.
لكن الثابت روسيا هو أنها لن تقبل بأن تستخدم واشنطن أية علاقة بموسكو من أجل محاربة إيران وسط تزايد المماحكات بينهما لا سيما بعد التجربة الصاروخية الإيرانية التي اعتبرتها واشنطن انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي في حين رفضت موسكو ذلك، كما رفضت اعتبار واشنطن أن طهران هي “راعية للإرهاب”.
وعن كيفية تأثير التباين الأميركي الروسي حول إيران على مقاربة الملفات ومنها الملف السوري تقول الأوساط الروسية الواسعة الإطلاع:” هذا الأمر سهل بالنسبة الى روسيا التي ترى في إيران شريكا إستراتيجيا في مكافحة الإرهاب، أما بالنسبة الى الإتفاق النووي فلا يمكن إلغاؤه لأنه جاء نتيجة مفاوضات طويلة الأمد، وهنالك خريطة طريق لتطبيقه، ومن الممكن مراجعة آلية التطبيق لا أكثر”.
أما بالنسبة الى سوريا فتقول الأوساط المذكورة بأنّ روسيا لا تعرف ماهية النوايا الأميركية المستقبلية تجاه إيران، هنالك تصريحات من ترامب بأنه سيحارب الإرهاب وروسيا جاهزة للتعامل معه على هذا الأساس، أما إذا كان من أفكار أميركية مبيتة أخرى تتناقض مع فكرة محاربة الإرهاب فلن يتم قبولها وخصوصا وأن موسكو تعتبر إيران شريكا إستراتيجيا لها في هذه الحرب”.
تضيف الأوساط: إن محاربة “داعش” و”جبهة النصرة” شيء أما الأمور المعاكسة فشيء آخر، وثمة مواقف ثابتة بالنسبة لكل ما يحدث”.
وتضيف بوضوح شديد:” إذا كان من نية أميركية بمحاربة “داعش” فأهلا وسهلا أما إذا كان الأميركي يركز على إيران فهذا شيء غير مقبول” بحسب تعبير الأوساط الروسية الواسعة الإطلاع.
والى حين اتضاح النهج الأميركي يقول الروس بأن مسار آستانة التفاوضي مستمر عبر الإجتماعات المتتالية بغية مراقبة وقف إطلاق النار الذي سيكون عنوانا رئيسيا للمرحلة المقبلة.
في حين تتمنى روسيا حضور جهات دولية جديدة منها الولايات المتحدة الأميركية (حضرت الإجتماع الأول على مستوى سفير) و دعوة دول جديدة مثل الأردن والسعودية.
مارلين خليفة