“مصدر دبلوماسي”
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره الجمعة في 10 شباط 2017 موقع “مصدر دبلوماسي” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1486711687342616600/
تستمر زيارة الموفد السعودي وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان الى لبنان منذ أيام، فما سرّ هذا التحوّل السعودي في اتجاه احتضان لبنان مجددا بعد شبه قطيعة دامت أكثر من عام؟ إذا أردنا معرفة الجواب فلا بدّ من إطلالة أوسع على الملفين الأكثر سخونة وأهمية في نظر السعودية وهما سوريا واليمن.
سوريا
تشير أوساط سعودية واسعة الإطلاع الى أن المملكة العربية السعودية تبدو مطمئنة اليوم لمجريات الملف السوري لأن روسيا تحوّلت من دور المقاتل الى دور الوسيط الى حدّ ما، ولأ المعارضة السورية توزعت الى قسمين: أظهر القسم الأول مرونة كبرى في التوصل الى حلّ سلمي بغض النظر إن كان مثاليا أم لا، وتمسك القسم الثاني من المعارضة بأفكاره الراديكالية والإرهابية رافضا الإنضمام الى المعارضة المعتدلة. هذا الفرز بين الطرفين قد يسهّل للدول الخارجية التعامل الواضح مع الأطراف بدلا من الغموض والتعقيد الذي كان سائدا في هوية المعارضين.
كذلك تبدو المملكة العربية السعودية مطمئنة للمعارضة العسكرية الموجودة في الميدان، وهي التي تمثل سوريا الآن، لأنه في الماضي كان المتحدثون السابقون بإسم سوريا لا يمتلكون قوة في الميدان وهذا ما جعل الموقف السياسي ضعيفا، بينما عندما يتحدث اليوم العسكريون الموجودون في الميدان فإنهم يمثلون أيضا الشق السياسي المهم في التفاوض ما أحدث تكاملا في الدورين العسكري والسياسي للمعارضة ومنحها القوّة.
كذلك تبدو المملكة العربية السعودية مطمئنة للدورين التركي والروسي لأنه في ظل الإنكفاء الأميركي عن سوريا والإكتفاء بدور المراقب يبقى الوضع معقدا، وثمة اتفاق تركي وروسي على وجوب أن تخرج من سوريا كل الميليشيات الشيعية والسنية على حدّ سواء.
تشير الأوساط المذكورة الى أننا أمام مرحلة جديدة في سوريا مختلفة عن سابقاتها متوقعة أن يكون وقف إطلاق النار قريبا وناجزا، وقد بدأ التفاوض حول الدستور، وحول مصير بشار الأسد وخصوصا وأن المكون السني لن يقبل به لكن لا يزال البحث جاريا عن الرئيس التوافقي الذي يقبله السوريون.
يرى السعوديون أن ثمة نوع من وقف التمدد الإيراني باتجاه العراق وسوريا. وبنظر العارفين بالسياسة السعودية فإن الوضع جيد ومطمئن، وتواجد المملكة في لبنان يسهّل التعاطي مع الملف السوري من بلد قريب جغرافيا وقد تولدت قناعة أخيرا مفادها بأنّ من يريد أن ينتصر في سوريا عليه أن يحقق توازن قوى في لبنان.
اليمن
في اليمن إرتياح سعودي أيضا بعد أن بدأت قوى التحالف مرحلة “السهم الذهبي” الذي أفضى الى السيطرة على كل المواقع البحرية التي كانت إيران تزوّد بها الحوثيين وميليشيات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح بالصواريخ والذخائر وبالمقاتلين المرتزقة وخصوصا من دول إفريقية.
لم ينجح “التحالف” في السابق من إقفال كل هذه المناطق المشرّعة على القرن الإفريقي حيث يوجد فراغ سياسي وحركة “ترانزيت” ناشطة لنقل الأسلحة من الموانئ الإفريقية الى موانئ اليمن لكي يتسلمها الحوثيون وحلفاؤهم، لذلك طال أمد الحرب كثيرا بسبب عدم وقف الإمدادات اللوجستية، وتوطدت الإرادة السعودية بإقفال هذه المعابر بعد الهجوم أخيرا على الفرقاطة السعودية قبالة ميناء الحديدة اليمني وقد أسفر عن مقتل اثنين من طاقمها وإصابة ثلاثة، وذلك بغية تأمين إستقرار هذه الممرات البحرية والموانئ بالإضافة الى معابر جبلية أخرى. وبحسب الأوساط السعودية فإنه تمت السيطرة على معظم هذه المعابر وتمّ القضاء على العديد من قادة الحوثيين وعلي عبد الله صالح، وتتوقع الأوساط أن تنتهي هذه العملية الحاسمة في غضون شهرين حيث يبدأ تفاوض مفصلي وجديد في ظل الإنكسارات التي تحصل الآن لقوات التمرد الحوثي بحسب تعبير الأوساط المذكورة.
مارلين خليفة