“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
بعد أقل من ساعتين على لقائه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قال مفوّض الأمم المتّحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي ردّا على سؤال لـ”مصدر دبلوماسي” عمّا إذا كانت المفوضية الأممية ستشجع اللاجئين السوريين في لبنان للعودة الى مناطق آمنة عتيدة في جنوب سوريا وشمالها:” لا، لن نشجّع عودة اللاجئين الى سوريا، لن نفعل ذلك بالتأكيد لأننا لا نريد أن نعرّضهم للخطر ونخلق المزيد من اللاستقرار” مردفا أن أية عودة ستكون بعد إحلال الأمن وبدء إعمار سوريا. وكان غراندي شكك في مؤتمر صحافي عقده في مقرّ “مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين” في الجناح بإمكانية تطبيق إقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإنشاء مناطق آمنة للنازحين السوريين متسائلا: أين يمكن إقامة مناطق مماثلة؟
ويزور غراندي لبنان آتيا من جولة في مدينة حلب، والتقى أمس عددا من المسؤولين اللبنانيين في مقدّمتهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أبلغ غراندي الرسالة الآتية: “إن لبنان الذي يقدّر الجهود التي تبذلها المفوضية في رعاية شؤون النازحين السوريين المنتشرين على الأراضي اللبنانية يرى أن على المجتمع الدّولي أن يعمل لتسهيل عودة هؤلاء النازحين الى بلدهم وذلك عبر إقامة أماكن آمنة في سوريا لاستقبالهم بالتنسيق مع الحكومة السورية”.
عون: لا يمكن أن يبقى النازحون السوريون في لبنان الى الأبد
واكد رئيس الجمهورية لغراندي ان لبنان ليس في وارد الزام اي من النازحين العودة الى سوريا في ظروف امنية غير مستقرة، لكن لا بد من عمل دولي جامع لايجاد المناخ المناسب لتسهيل العودة لان بقاءهم في لبنان لا يمكن ان يدوم الى الابد خصوصا وان ظروف عيشهم على الاراضي اللبنانية ليست مريحة.
وشدد الرئيس عون على “اهمية نجاح الحل السياسي الذي يُعمل له حاليا مع الاستمرار في مواجهة الارهابيين اينما وجدوا”.
وكان غراندي نقل الى عون عون تأكيد مفوضية الامم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين على الاستمرار في تقديم المساعدة للدولة اللبنانية لاسيما في ما خص رعايتها شؤون النازحين السوريين، مقدرا ما قدمه اللبنانيون في هذا الاتجاه. واشار الى ان المفوضية تواصل التنسيق مع منظمات الامم المتحدة كافة، وانها تبحث مع الحكومة السورية في وضع مخططات لعودة تدريجية للنازحين الراغبين بالعودة. وقال ان المفوضية رعت برنامجا مع عدد من الدول لاستضافة نازحين سوريين وانه تحققت حتى الان استضافة 30 الف عائلة في كندا واميركا.
كلام غراندي
وادلى السيد غراندي بالتصريح التالي: “تشرّفت بلقاء فخامة الرئيس وهو اللقاء الاول لي معه منذ تسلّمه سلطاته الدستورية، واغتنمت المناسبة لكي اتقدم منه بالتهنئة على انتخابه. ونحن نعمل هنا منذ زمن بعيد داعمين مؤسسات الدولة في مواجهة اعباء النزوح وتبعات وجود اللاجئين السوريين بالتحديد. وقد اطلعني فخامته على رؤيته حيال وضع النازحين السوريين في لبنان الذي لا يزال قائما منذ قرابة ست سنوات. وتكلمنا على التحديات الناجمة عن هذا الوضع ووجوب البحث عن مصادر اضافية لمساعدتهم، ومساعدة مؤسسات الدولة اللبنانية التي تتحمل القسم الاكبر من الخدمات، لا سيما تلك التي تعنى بالتربية والتعليم والنظام الصحي وغيرها. وقد اعلمت فخامته اننا سنواصل من جهتنا الطلب من المؤسسات الدولية لتساعد لبنان اكثر خصوصا في المجال الاقتصادي، لأن وجود هؤلاء اللاجئين يؤثر على الوضع الاقتصادي العام في لبنان الذي يعاني من عدم توفر فرص عمل للبنانيين انفسهم.”
اضاف: “كذلك تناول اللقاء الوضع في سوريا التي عدت منها للتو واطلعت فخامته على مشاهداتي هناك، حيث ان الامور لا تزال صعبة خصوصا في المدن الشمالية الكبرى كحمص وحلب التي تعرف ظروفا دراماتيكية لم يتم حلها بعد، ولمّا يزل هناك وجود لداعش في جزء من البلاد اضافة الى النصرة وقوى ارهابية اخرى لا تشارك في مسيرة الحل المعروف بآستانة. ونحن نأمل التوصل الى حل سياسي كمقدمة لاعادة الاستقرار الى سوريا وعودة النازحين السوريين الى ديارهم.”
وقال: “لقد ٍسألني فخامته عمّا يجب القيام به من اجل تسريع عودتهم الى سوريا، فأجبته انه من الواجب تأمين الظروف الامنية واطلاق على الاقل بداية مرحلة اعادة الاعمار كي تبدأ الحياة بالعودة تدريجا الى هذه المدن التي غدت مدن اشباح. وبالنسبة الينا، فنحن لا نعارض مطلقا عودة من يرغب بذلك الآن بل نتمنى هذا الامر، ونحن جاهزون لمساعدته. وهذا ما قلته للمسؤولين السوريين الذين التقيتهم. وسنوالي بحث الامر هنا في لبنان وفي الدول المجاورة الاخرى كالأردن وتركيا. كما اننا حاضرون بقوة في سوريا وفريقنا لوحده هناك مكوّن من نحو 400 عنصر من دون شركائنا وجميعنا جاهزون للمساعدة حيث يجب لكنني قلت لفخامته انّ الامر يتطلب بعضا من الصبر لأن الحلول ليست بشكل فوري، فأجابني ان الصبر الطويل هو من الميزات المعروفة عنه وهذا ما اقدرّه للغاية.”