“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
لا تعوّل الأطراف المعنية بالمفاوضات التي انطلقت اليوم في العاصمة الكازاخية آستانة كثيرا على نتائج المؤتمر الذي سيجمع بين فصائل المعارضة السورية المسلحة وبين مسؤولين من نظام الرئيس السوري بشار الأسد برعاية موسكو وأنقرة وطهران، ومن المتوقع أن تصدر عنه اليوم وثيقة حول تثبيت وقف إطلاق النار ومبادئ أخرى أساسية للحل.
ولعلّ التصريحات الأولية للرعاة الإقليميين إبان اجتماع التشاور (يوم الأحد) لا تبشر بتفاؤل كبير نظرا الى الخلافات الكبيرة بين الأطراف، إذ صرّح نائب وزير الخارجية الإيراني حسين جابري أنصاري الذي يرأس وفد إيران أنه ” لم يتم التوصل الى اتفاق بأن تكون المفاوضات بين الوفدين السوريين مباشرة”. في حين قال المبعوث الرئاسي الروسي الى سوريا ورئيس الوفد الروسي الى آستانة ألكسندر لافرينتيف أن المشاورات مستمرة الى حين التوصل الى اتفاق.
أبرز المواضيع المطروحة في الأجندة في آستانة: تثبيت وقف إطلاق النار ووجود مراقبين دوليين.
من جهتها، قالت أوساط سياسية على اطلاع واسع على المناخ الإقليمي لموقع “مصدر دبلوماسي” بأن الحلّ السياسي في سوريا لا يزال غير واضح المعالم، إذ لم تستقر بعد سياسة الإدارة الأميركية الجديدة حول سوريا، وخصوصا لجهة كيفية عزمها على التعاون مع روسيا والى أي مدى وبأية شروط، وثمة أسئلة تطرحها أطراف معنية بقوة بالملف السوري وخصوصا إيران حول مدى جدية إدارة دونالد ترامب بمكافحة الإرهاب، وهل سيزيل التناقض الذي وقعت فيه إدارة باراك أوباما حول دعم تركيا التي تدعم مقاتلي “جبهة النصرة” و”أحرار الشام” المصنفتين إرهابيتين؟ و ماذا عنعدم وجود سياسة جدية لدى تركيا لغاية اليوم في محاربة “داعش” علما بأن الأتراك هم أطراف أساسيون في اجتماع آستانة الذي يستمر يومين.
وتشير الأوساط السياسية الى أن أهمية انعقاد مؤتمر آستانة تكمن في حصوله بعد الإنتصار في مدينة حلب الذي أدى الى تسريع الإتجاه نحو الحل السياسي.
الى ذلك الحين ، من المهم بحسب الأوساط تثبيت هذا الإنتصار والإعداد لمرحلة لاحقة تكون اتضحت فيها موازين القوى أكثر لمصلحة نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتكون الإدارة الجديدة قد رسمت الملامح العريضة لسياستها تجاه الشرق الأوسط والإرهاب”.