“مصدر دبلوماسي”
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره السبت 21 كانون الثاني “موقع لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://bit.ly/2jitdVw
ليست العلاقة السعودية الإيرانية على ما يرام بعد، ولعلّ إعدام الشبان الثلاثة في البحرين على خلفية قتل شرطي وضابط إماراتي عام 2014 زاد التوتّر بين البلدين، وهو توتّر ليس مرشحا للتراجع لغاية اليوم. وبالتالي فإن اي تعاون إيراني سعودي دونه عقبات جمّة لا سيما مع استمرار التفاوض الصعب في اليمن وعودة فتح الملف البحريني مجددا مع كل ما يحمله من حساسيات مذهبية.
بناء عليه فإن أي تعاون سعودي إيراني على مستوى الدولتين في لبنان لم يحصل مباشرة، أما “الحليفين” الإثنين للبلدين أي “حزب الله” و”تيار المستقبل” فهما اللذان أعطيا الضوء الأخضر لحصول الإنتخابات الرئاسية في لبنان بغض طرف من الدولتين.
هذا هو المعنى لكلام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي نقل عنه في “دافوس” بمعنى أن عدم التدخل السعودي الإيراني في الملف اللبناني أتاح للأطراف التوصل الى التسوية، كما تشرح دوائر دبلوماسية تابعت كلام ظريف بدقة.
علما بأن وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”، لم تشر الى هذا التصريح في الخبر الذي نقلته عن كلام ظريف.
هذا الواقع الإقليمي المتأجج على وقع مفاوضات سياسية ستبدأ في آستانة حول سوريا، يخفّض من وهج الزيارة الرئاسية الى المملكة العربية السعودية من وجهة نظر أوساط عليمة بمناخات “حزب الله” تصف الزيارة بأنها “كسرت حاجزا نفسيّا فحسب”.
وتتوقف الأوساط حول ما تسميه “إشارات بروتوكولية” أبرزها “غياب المحمدين” وخصوصا ولي ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان الذي يتولى الشؤون التنفيذية ووزارة الدفاع، ما يعني بحسب تحليل هذه الأوساط أنه لم تكن من رغبة سعودية في إثارة موضوع هبة الـ3 مليارات الى الجيش اللبناني التي تصرّ دوائر قريبة من “قصر بعبدا” -من جهتها- بأنها ستعطى للجيش “ضمن آلية مختلفة”.
من وجهة “حزب الله” فهو يحبذ عودة الثقة بين البلدين أي لبنان والسعودية، وقد لاقت الزيارة صدى إيجابيا لدى “حزب الله” لا سيما أن رئيس الجمهورية أكد في مقابلاته حرص “الحزب” على الأمن والإستقرار في لبنان وبأنه ضامن لذلك، ولكنّه أبعد مسؤولية تدخله في الحرب السورية عن الدولة والحكومة والجيش.
هذه الزيارة التي يقيّمها “الحزب” بأنها بروتوكولية لن تلزمه تاليا بوضع أيّ سقف للكلام عن ملفات إقليمية مشتعلة تهمّ السعودية وخصوصا اليمن والبحرين، وثمة فصل تامّ بين “زيارة الدولة” التي قام بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى السعودية وبين سعي البعض الى خفض سقف الكلام عن هذه الملفات، لسان حال من يعرفون عقلية “الحزب” ما قاله أمينه العام السيد حسن نصر الله بمعنى أن لا أحد يمنعنا من قول كلمة الحق عند الضرورة.
إنطلاقة العهد داخليا وخارجيا أمر مهمّ ولكنّه منفصل عن هذين الملفين حيث التزام واضح من “حزب الله” يصفه بأنه “إنساني وأخلاقي”، وخصوصا في البحرين بعد اعدام الشبان الثلاثة، حيث يؤكد العارفون بأن الإلتزام هنالك كبير بحقوق الشعب البحريني المشروعة ، ولا علاقة لذلك بأي تفصيل سياسي بحسب الأوساط العليمة.
مارلين خليفة