“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
أثار تصريح تناقلته الصحف والمواقع الإلكترونية في لبنان لوزير الخارجية الإيراني محمّد جواد ظريف في المنتدى الإقتصادي العالمي في دافوس قال فيه (بحسب ما سرّب) ” الى أنه يجب أن تتعاون إيران والسعودية بشأن سوريا كما تعاونتا للتوصل الى حل في لبنان أدى الى انتخاب ميشال عون رئيسا للجمهورية”، لغطا في الأوساط السياسية اللبنانية التي طالما اعتبرت أن تسوية الرئاسة كانت محض لبنانية بغضّ طرف إقليمي.
وعلم موقع “مصدر دبلوماسي” من أوساط معنية تابعت مسار نقل التصريح ونشره بأن هذا الكلام المنسوب لظريف نقله صحافي لبناني يغطي منتدى دافوس نقلا عن كلام قيل أن ظريف قاله لأحد مدراء المنتدى، إلا أن ظريف لم يتطرّق في التصريح الذي قاله الى الملف اللبناني البتّة.
والتصريح الصحيح لظريف بحسب ما نقلته وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء “إرنا” هو الآتي:
“إنّ ایران ستنتظر ما یتخذه ترامب من موقف تجاه الاتفاق النووي
واضاف وزیر الخارجیة الایراني، ان حكومة السید اوباما لم تتصرف بصدقیة ایضا لذلك فان رؤیة الشعب الایرانی ازاء سیاسات امیركا تجاه الاتفاق النووی لیست ایجابیة.
وفی الرد علي سؤال لمراسل وكالة ‘اسوشییتدبرس’ قال، لو اراد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووی فلا یعني ذلك نهایة العالم. انه یرید مفاجأة شعبه الا انه هو الذی سیُفاجَأ (من رد فعل ایران)
ورغم ان الرئیس الامیركي الجدید صرح بانه لا یرید فی الوقت الحاضر الكشف عما سیتخذه من موقف تجاه الاتفاق النووي، الا ان المسؤولین الامیركیین الحالیین ومسؤولي الدول الاوروبیة اعلنوا دعمهم للاتفاق فی الذكرى السنویة الاولى لبدء تنفیذه”.
تغريدات جعجع المستنكرة
واللافت أنه بالرغم من أن الإتصال بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية” لا يزال “تقنيا” بحسب تعبير أوساط سياسية واسعة الإطلاع، أي أنه يقتصر على وزراء ونوّاب حزبين، فإن الطرفين تقاسما الرأي بالنسبة الى تصريح وزير الخارجية الإيراني.
وإذا كان “حزب الله” لإعتبارات معروفة ولعلاقته مع إيران لا يمكنه أن “يغرّد” خارج سرب التصريح الإيراني، فإن المعلوم في مناخات “الحزب” أن إيران طالما أعلنت على لسان حسين أمير عبد اللهيان الذي كان يشغل منصب نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والإفريقية وسواه من كبار المسؤولين الإيرانيين، بأن إيران لا تتدخّل في الشأن السياسي اللبناني الداخلي وأن الملف الرئاسي وضعته طهران بين يدي أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله والقادة المسيحيين المعنيين به. وهذا الجواب سمعه أكثر من موفد دولي فرنسي وغربي ولبناني.
أما رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع فغرّد اليوم ( الخميس 19 كانون الثاني 2017) قائلا” مع احترامي لوزير الخارجية الإيراني فإن كلامه البارحة عن تفاهم إيراني-سعودي أدى الى الإنتخبات الرئاسية في لبنان غير صحيح”. وتابع جعجع:” إن الإنتخابات الرئاسية اللبنانية هذ المرّة جرت بمبادرات لبنانية بحتة وخطوة خطوة، مما قطع الطريق أصلا على أي تدخلات خارجية”.