“مصدر دبلوماسي”
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره الثلاثاء 17 كانون الثاني 2017 موقع “لبنان 24 “لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://bit.ly/2iwLC4F
أثبت مؤتمر إعادة إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين في باريس الذي انعقد يوم الأحد الفائت بحضور 75 دولة ومنظمة دولية وإقليمية بأن طريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي يتسلّم مهامّه رسميا في 20 الجاري ليست معبّدة أمام خططه المنحازة كليا الى جانب إسرائيل ضدّ حقوق الشعب الفلسطيني، وأبرز ما رشح منها عزمه نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس في تحدّ واضح لمشاعر الفلسطينيين.
صحيح بأن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند سيرحل عن السلطة في غضون أشهر قليلة وأن إسرائيل رفضت حضور المؤتمر ما عرقل إمكانية الفرنسيين دعوة الفلسطينيين لوحدهم فغاب طرفا النزاع، وصحيح بأنه تمّت دراسة البيان الختامي بكثير من الدقة لعدم إزعاج إسرائيل حتّى انه تمّ تجاهل عبارة “حق العودة” التي طالب بها لبنان بالرغم من وجود إعتراف ضمني بهذا الحق عبر تعداد البيان للقرارات الدولية المتعلقة بمسائل الحل النهائي ومنها ذكر مبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت عام 2002 بمندرجاتها كلّها ومن ضمنها حق العودة، وصحيح بأن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف الإجتماع بـ”العبثي”، وأن بريطانيا تحفظت على البيان ووضعت نفسها في مصاف الدولة المراقبة وأن وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري إعترف بأنه اتصل بنتنياهو “مطمئنا”، لكنّ المؤكد أيضا بأن هذا المؤتمر ” أكد أنه لا يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تغضّ الطرف عنه وكـأنه لم ينعقد أو أن تتصرف متجاهلة آراء الدول والمنظمات الحاضرة” بحسب ما قال لـ”لبنان 24″ مصدر دبلوماسي مواكب لمؤتمر باريس.
من جهتها تقول أوساط فرنسية بأن الحركة الفرنسية تجاه القضية الفلسطينية مستمرة لا محالة، وبأن المرشح الفرنسي الأقوى لغاية اليوم فرانسوا فيون هو من أشد المؤمنين بأن أي سلام في منطقة الشرق الأوسط لا يكون إلا بحلّ عادل للقضية الفلسطينية يقوم على حلّ الدولتين وحق العودة. ولفتت الأوساط الى أن فيون حريص جدّا على مسألة مسيحيي الشرق ودورهم، ولفتت الأوساط الفرنسية (غير الرسمية) الى أنه لا يمكن توقع الكثير من المواقف القوية حاليا لفيون إزاء الموضوع الفلسطيني نظرا الى متطلبات المعركة الإنتخابية وكي لا تستخدم مواقفه من اللوبي اليهودي د الناشط في فرنسا، وبالتالي فإن أية مواقف رسمية واضحة من قبله تنتظر انتهاء العملية الإنتخابية التي سيعمد بعدها فيون –في حال فوزه- الى الإعلان عن مواقفه الحقيقية.
وعن دعوة فرنسا لعقد هذا المؤتمر وخصوصا وأن مواقفها ليست بعيدة من إسرائيل ومصالحها تقول الأوساط الفرنسية غير الرسمية إن عقد هذا المؤتمر ليس موجها ضدّ إسرائيل، بل ثمة تيار سياسي ومن المجتمع المدني الأوروبي يقول بأن سياسة الحكم الحالي في تل أبيب تؤذي إسرائيل ومصالحها على المدى الطويل وأن الممارسات الحالية ومنها سياسة الإستيطان التوسعية تنهي قابلية تطبيق حل الدولتين أو تبادل الأراضي والتفاوض حول الحدود وسواها من التفاصيل المتعلقة بالحل النهائي، وبالتالي فإن هذا التحرك الفرنسي الثاني (بعد مؤتمر مماثل في حزيران 2016) ليس ضدّ إسرائيل بل حماية لها، بحسب تعبير هذه الأوساط.
للتذكير فإن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أوضح في كلمته في المؤتمر بأنّ “المبادرة الفرنسية هي تنبيه بعدما صار حل الدولتين مهددا على الارض سياسيا واخلاقيا بسبب الشك بين الاطراف وبسبب الارهاب”.
معتبراً بأن حل الدولتين تدعمه الاطراف الإقليمية (…) والهدف اعادة وضعه على الاجندة الدولية، من دون فرض محددات الحل التي ستناقش بين الطرفين
وكرر ان “المبادرة الفرنسية هي للاستقرار في المنطقة والبحث في افضل السبل لمرافقة انشاء الدولتين”.
مارلين خليفة