“مصدر دبلوماسي”:
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره الثلاثاء في 10 كانون الثاني 2017 موقع “لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://bit.ly/2iXzXZt
لا يزال سعوديون من المسؤولين أو العاملين في الشأن العام يسألون في مجالسهم الخاصّة ما الذي تستفيد منه المملكة إن ساعدت لبنان؟
وبالرّغم من بعض التشكيك السعودي بأن النوايا اللبنانية تنصبّ أولا وأخيرا على الحفاظ على مصالح المغتربين اللبنانيين وعودة السياحة الخليجية وإعادة تفعيل الهبة السعودية المجمّدة لتسليح الجيش اللبناني، إلا أن هؤلاء ينقلون مناخا سعوديا بأن المملكة لن تتخلّى عن هذا البلد ولن تخلي ساحته لإيران مهما كانت الظروف.
وبمناسبة زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الى المملكة والتي تكتسب أهمية كبرى ولا سيّما في لقاءيه مع الملك سلمان بن عبد العزيز وولي ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز، تظهّر أوساط سعودية واسعة الإطلاع مناخا إيجابيا عن توجّهات المملكة، مؤكدة بأن الأمور ستعود الى مجاريها مع لبنان.
أما أولى الإشارات فستتمثل برفع الحظر الخليجي عن سفر الرعايا السعوديين والخليجيين الى لبنان ما سيساعد –بحسب الأوساط- بإعادة تنشيط الإقتصاد اللبناني الذي تأثر بشكل كبير جرّاء الإنخفاض الدراماتيكي بعدد السياح.
أما المؤشر الثاني فسيتمثل بإعادة هبة الـ3 مليارات دولار أميركي من السلاح الفرنسي للجيش اللبناني وهو أمر بحكم المؤكد والمحتوم – بحسب الأوساط السعودية- ولن تكون من شروط سعودية تعجيزية سوى عدم إفادة “حزب الله” من هذا الدعم للجيش ولو معنويا. وهذا المناخ يتقاطع مع آخر تظهره مناخات سياسية قريبة من “تيار المستقبل” بأن السعوديين يعوّلون على التعيينات العسكرية وفي مقدمتها هوية قائد الجيش الجديد.
أما المؤشر الثالث فسيكون بتعيين سفير سعودي أصيل، وبات مرجّحا أن يصار الى تثبيت القائم بالأعمال السعودي في لبنان المستشار وليد بن عبد الله بخاري ليكون هو السفير السعودي المقبل، أما أي كلام عن تعيين وزير الدولة لشؤون الخليج ثامر السبهان فغير صحيح لأن الأخير سيكون مبعوثا خاصا لخادم الحرمين الشريفين.
وعن مناخات ظهّرها بعض الإعلام اللبناني عن توجّه رئاسي لبناني ينحو صوب القيام بوساطة بين السعودية وإيران، قالت الأوساط السعودية بأن أي أمر جائز لكن أية وساطة ستكون تحت السقف الذي وضعه ولي ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان بن عبد العزيز في حديثه الأخير مع مجلة “فورين بوليسي” والذي أشار فيه أن لا حديث مع إيران حتى تغيّر سياساتها في المنطقة.
وتشير المعلومات الى أن لقاء عون مع الملك سلمان مهمّ جدّا لأن الملك يتحدث بالخطوط العامّة للسياسات المستقبلية أما التفاصيل فسيتم بحثها مع ولي ولي العهد الامير محمّد بن سلمان.
وتشير الأوساط الى أن المملكة العربية السعودية تنحو نحو ترميم العلاقات في المنطقة عبر التفاوض حول جميع الملفات للخروج من الحرائق الحاصلة بفعل السياسات الطائفية والمذهبية التي اتبعتها بعض الدول.
وفي إشارة إقليمية ذي مغزى، تلفت الأوساط السعودية الى أن ثمة تعاون سعودي وروسي مستجدّ في ملفات المنطقة، وقد أيدت موسكو بشدّة المباركة السعودية للتسوية الداخلية اللبنانية التي أفضت الى إنهاء الفراغ الرئاسي، وتتطلع موسكو الى تعاون سعودي كبير في الحلّ السياسي في سوريا وهو أمر سيتظهر في المستقبل القريب في الإجتماعات التي تطاول الحلّ في سوريا وأولها في آستانة عاصمة كازاخستان.
مارلين خليفة