“مصدر دبلوماسي”:
أقامت البعثة الدبلوماسيّة لجمهوريّة كازاخستان وقنصلها الفخري في لبنان يوسف كنعان حفل استقبال في فندق “فينيسيا” بمناسبة العيد الـ25 لاستقلال جمهوريّة كازاخستان، تمنى خلاله رئيس البعثة الوزير المفوض لجمهورية كازاخستان لدى لبنان بلتابي عماروف “تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والإنساني والثقافي والعسكري” مع لبنان، فيما أمل كنعان في المزيد من الاستثمارات المتبادلة بين البلدين.
وتقدّم الحضور ممثّل رئيس الجمهوريّة العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام وزير البيئة محمد المشنوق، وممثّل رئيس مجلس النواب نبيه بري عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ياسين جابر، وممثّل الرئيس المكلّف سعد الحريري عضو كتلة “المستقبل” النائب عمّار حوري.
وقال عماروف في كلمته بأن كازاخستان تمكنت منذ إعلان استقلالها في 16 كانون الأول 1991 من “خلقِ اقتصادٍ جديدٍ بدأته من الصفر، واستطاعت أن تصبح ضِمن أكبرِ 50 اقتصاداً في العالم (…) وأصبحت شريكاً ذا شأن على الساحة الدولية”.
وأضاف أنّ من أبرز الانجازات التي حققتها كازاخستان في السياسة الخارجية فوزِها للمرة الأولى في تاريخها بعضويةٍ غير دائمة لمجلس الامن للفترة 2017-2018، مشيراً إلى أنها تسعى من خلال عضويتِها في المجلس إلى أن تؤدي “دوراً بارزاً”.
وذكّر بأنّ العلاقات بين كازاخستان ولبنان “اتسمت بالتعاون الدائم، وشهدت تطوّرات في المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والثقافية”، مؤكداً تطلّع بلاده “إلى مزيد من التعاون” مع لبنان “لمِا فيه خدمة الشعبين”. وشدد على أن للبلدين “مواقف متشابهة حول قضايا الساعة في السياسة الدولية، ويتفاعلان معاً في اطار المنظمات الدولية والاقليمية”.
وأشار إلى أنّ “القيادة اللبنانية قدّمت الدعم للعديد من المبادرات الدوليّة لجمهورية كازاخستان في ما يختص بترشّح كازاخستان لاستضافة عاصمتها استانا للمعرض الدولي اكسبو 2017، وعضوية مجلس حقوق الإنسان في الامم المتحدة، والعضوية غير الدائمة في مجلس الامن للفترة 2017-2018”.
ووصف عماروف معرض “إكسبو 2017” بأنه “حدث مهم ويعدّ اعترافاً دولياً بالعاصمة أستانا كمكان لاستضافة مثل هذه الأحداث الكبرى”، مشيراً إلى “تأكيد مشاركة 106 دول و18 مؤسسة دولية في المعرض” حتى الآن.
وشدّد على أنّ “كازاخستان تمثّل اليوم جِسر التعاون في أوراسيا حيث بدأت مشروع الاندماج من خلال منظمة شنغهاي للتعاون الاوراسيوي الاقتصادي، واكتسبت خبرةً ناجحةً في رئاسة المنظمات الدولية الكبرى إذ ترأست منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ومنظمة التعاون الاسلامي، ومنظمة شنغهاي للتعاون الاوروسيوي الاقتصادي، ورابطة الدول المستقلة، ومنظمة معاهدة الامن الجماعي”.
وذكّر بأنّ “تاريخ كازاخستان المستقلة يرتبط ارتباطاً وثِيقاً بإسمِ أول رئيس لجمهورية كازاخستان الرئيس نور سلطان نزارباييف الذي استطاع إيجاد التوازن الضروري بين التحديث السياسي والاقتصادي، وبين السياسة الداخلية والخارجية، وبين المصالح القصيرة وطويلة الأجل”، مذكراً بأنه “واحد من أكبر السياسيين الذي يرتبط إسمه بالأمنِ العالمي وبدايةِ نزعِ السلاح النووي في جميع أنحاء العالم”. وأبرز أن بلاده استطاعت بفِعلِ سياساتها الاقتصادية “تحقيق معظم الأهداف الإنمائِيةِ للألفِيةِ”.
وأكّد عماروف أنّ “كازاخستان تنتهج منذ الأيام الأولى لاستقلالها سياسة تهدف إلى توسيع التعاون مع الدول العربية ومن بينها لبنان”، وأضاف: “نتمنى أن ترقى العلاقات الثنائية الواعدة بين البلدين إلى مستويات أعلى متمثلة في تبادل الزيارات والمشاركة المتبادلة في الفعاليات وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي والانساني والثقافي والعسكري”.
وختم بالتشديد على أنّ “كازاخستان من الدول الداعية إلى السلام والاستقرار الدائم في الشرق الأوسط الذي سيؤدي تعاون اقليمي متبادل المنفعة واطلاق الموارد الفكرية والابداعية لِما فيه مصلحة شعوب المنطقة”.
القنصل كنعان
وقال القنصل الفخري يوسف كنعان في كلمته بأن “الشعب الكازاخي عقد العزم منذ الاستقلال على استغلال الفرصة التاريخية، ولم يأل جهداً من أجل تحويل بلده إلى دولة متقدمة ومزدهرة بقيادة وحكمة الرئيس نور سلطان نزار باييف”.
وأشار إلى أنّ كازاخستان أصبحت في فترة قياسية بعد استقلالها، عضواً ناشطاً في المجتمع الدولي وعزّزت تعاونها مع المؤسسات الدولية”.
وقال: “في ظل السلام والاستقرار الذي حققته وسط اكثر من مئة وثلاثين قومية تمثّل مختلف الأديان والأعراق، وإلى جانب القدرة على حياكة شبكة من العلاقات الدولية تحمي مصالحها، اعتمدت كازاخستان اقتصاد السوق وركّزت على حسن استخدامها لمواردها الضّخمة كمخزونها الكبير من النفط والغاز واليورانيوم والفحم، ولمحاصيلها الرئيسية كالقمح والقطن. كذلك عملت على تنمية ثروتها البشرية”.
ورأى أنّ “انفتاح كازاخستان على السياسة الخارجية والنأي بها عن العزلة، حقق لها قدراً وافراً من التوازن بين الدول الكبرى والمحاور القطبية، وجعلها تحتل موقعاً سياسياً مرموقاً وتقيم علاقات دبلوماسية مع غالبية الدول”.
وذكّر كنعان بأن لبنان “كان من أوّل المعترفين باستقلال جمهورية كازاخستان، فنشأت علاقة وطيدة بين البلدين منذ العام 1993 وبات من أقرب الشركاء لها في الشرق الاوسط، وافتتح لديها سفارةً له وتم تبادل العديد من الزيارات بين الجانبين توّجت بزيارة للرئيس الشهيد رفيق الحريري عام 2003، حيث وقع يومها على أوّل مذكرة تفاهم بين البلدين أكدت على السّعي المشترك إلى تطوير العلاقات السياسية الثنائية وعلى التعاون في المجالات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والانسانية، ترجِمت بزيارة لوفد برلماني كازاخي للبنان عام 2010″.
ولفت إلى أنّ البلدين دعما دومًا أحدهما الآخر في المحافل الدولية وتطابقت مواقفهما في العديد من القضايا الدولية والإقليمية المهمة، مما خلق أساسًا متينًا لتعميق التعاون في المجال السياسي”.
ورحّب كنعان بعماروف خلفاً لدولت يمبردييف “الذي كان له فضلٌ كبيرٌ في توطيد العلاقات بين البلدين”، متمنياً أن تكون “المرحلة الجديدة المقبلة من العلاقات الديبلوماسية فرصةً لمزيد من التعاون الوثيق والشراكة بما يعزز الاستثمارات المتبادلة بين هاتين الدولتين”.