“مصدر دبلوماسي”:
يعيد موقع “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره اليوم الجمعة 16 كانون الأول 2016 موقع “لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://bit.ly/2gRfKXm
أثارت الرسالة التي أرسلها أخيرا البابا فرنسيس الى الرئيس السوري بشار الأسد والتي سلّمه إياها السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري ردود فعل متضاربة، وخصوصا وسط ما يجري في مدينة حلب من أعمال قصف وقتل وتدمير ووسط الإتهامات التي تنهال على “نظام الأسد” لجهة العنف الذي يطال المدنيين.
ولا تبدو المناخات التي رشحت عن الدوائر الفاتيكانية المختصّة متأثرة بالنقد الذي وجّه الى هذه الحركة الدبلوماسية الفاتيكانية المفاجئة، ولا تعتبرها خطأ، لأنها من وجهة نظر هذه الدوائر تصبّ في دعم سوريا وشعبها وجاءت طبيعية بعد ترفيع المونسينيور زيناري الى رتبة الكاردينالية، وكان من الطبيعي أن يزور رئيس البلاد بحسب أوساط هذه الدوائر التي تحدثت الى موقع “لبنان 24”.
أما المناخات التي ظهّرتها الصحافة الفاتيكانية في مواقعها المتعددة فركزت على أن الرسالة البابوية تشكّل “لفتة أمل” للشعب السوري وعربون تقدير لما يكنّه لقداسة البابا من محبة. وركّز الإعلام الفاتيكاني على مضمون الرسالة التي تشجب “التطرّف والإرهاب وهما ركيزتي أي عنف” بحسب ما ورد فيها. وقد نشرت وكالة الأنباء السورية “سانا” مقتطفات من الرسالة وأذاعتها وسائل الإعلام السورية بشكل مكثف.
وفي لبنان، أثارت زيارة الكاردينال زيناري الى الأسد والرسالة التي حملها موجة من الغضب والتساؤلات لدى المناوئين لهذا النظام، ويقول مصدر سياسي رفض الكشف عن هويته بأنّ ” الزيارة والرسالة هما نوع من الدعم الدبلوماسي الفاتيكاني للمجازر التي يرتكبها هذا النظام”.
في هذا الإطار، يقول الخبير في شؤون الكرسي الرسولي الأب جان الهاشم بأنّ ” الكرسي الرسولي درج على دعم السلطات المنتخبة أينما كان في العالم، ومعلوم بأنه لا يدعم لا الإنقلابات ولا الثورات”. وعن الإنتقاد الذي أثارته الزيارة وسط ما يجري من تدمير في حلب، قال الأب هاشم:” إن سفارة الفاتيكان هي الوحيدة التي بقيت موجودة في سوريا بطاقمها الدبلوماسي الكامل، والرسالة ليست دعما لأشخاص بل لمقام رئاسة الجمهورية وللسلطة المنتخبة”.
من جهتها، قالت أوساط سياسية مقرّبة من قوى 8 آذار بأنّ ” الزيارة الفاتيكانية هي قاطرة إلزامية لعودة السفارات الأوروبية والغربية الى دمشق”، أضافت:” على عكس ما تسمعون في وسائل الإعلام، فإن السفارات الغربية تتهافت للعودة الى سوريا ولكنّها تحتاج الى من يمهّد لها الطريق، وفي اعتقادنا أن الخطوة البابوية هي ممرّ إلزامي لعودة هؤلاء الى سوريا”.
مارلين خليفة