“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
أحيت سفارة الإمارات العربيّة المتّحدة في لبنان العيد الوطني الـ45 للإتحاد في حفل استقبال أقامه السفير حمد سعيد الشامسي في فندق ” حبتور، قاعة الإمارات” وتلقّى الشامسي وأركان السفارة التهاني من شخصيات سياسية وعسكرية ودينية وإعلامية ودبلوماسية وإجتماعية جاءت من مختلف المناطق اللبنانية. ومثّل وزير التربية والتعليم العالي الياس أبو صعب رئيس الجمهورية ميشال عون، ومثّل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدّفاع الوطني سمير مقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال تمّام سلام، والنائب محمّد الحجار رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري.
إستهلّ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني والسلام الوطني لدولة الإمارات، بعدها دعا السفير الشامسي نظراءه من دول مجلس التعاون الخليجي للمشاركة في قطع قالب الحلوى. وكان حضور لافت أيضا لرئيس كتلة المستقبل النيابية فؤاد السنيورة وقائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي والسفير البابوي غابريال كاتشا ومتروبوليت بيروت للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة ووزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق.
وتمّ عرض شريك مصوّر بعنوان “لمح البصر” يروي قصّة الإتحاد موثقا إنجازات الدّولة ورؤيتها وتطوّرها من خلال الحفاظ على المكتسبات الوطنية وموروث الأجداد ونقلها للأجيال القادمة.
معاني الذكرى وسياسة الإمارات الخارجية والتنموية
من جهته، عدّد الشامسي في كلمة أعدّها للمناسبة معاني قيام الإتحاد عام 1971 ولفت الى أن ” هذا اليوم يمثّل مناسبة للتعبير عن الفخر والاعتزاز يستذكر فيه المواطنون والمقيمون على حد سواء العقلية المستنيرة والحكيمة للقائد المؤسس، المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وإخوانه حكام الإمارات، الذين آمنوا بالوحدة وعملوا بإخلاص من أجل تحقيقها والحفاظ عليها”.
(…) ولفت الشامسي الى أن ” التطوّر السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمؤسّسي في دولة الإمارات هو أحد الجوانب الهامة في مسيرة نجاح تجربة الاتحاد حيث تتبنّى الدولة نهجا متوازناً ومتدرجاً في إحداث التغيير آخذة في الاعتبار الخصوصية التاريخية والدينية والثقافية للمجتمع الإماراتي، والمتغيرات الدولية والإقليمية الراهنة، وذلك حرصاً على نهضة الدولة وتقدمها في مختلف المجالات”.
وتطرّق الى السياسة الخارجية للدولة قائلا:” بالرغم من كل التحوّلات والتغيّرات الجذرية التي لحقت بمنطقة الشرق الأوسط والعالم خلال الأعوام الماضية، فإن السياسة الخارجية لدولة الإمارات ظلت ثابتة وتسير وفقاً لقواعد ثابتة ومبنية على الالتزام بالمواثيق والقوانين الدولية وحماية حقوق الإنسان، حيث تبنت الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها سياسة خارجية ناجحة ونشطة قوامها التوازن والاعتدال، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وذلك من منطلق إدراكها أن لها موقعاً مسؤولاً على الصعد العربية والإقليمية والدولية كافة”.
(…) وتطرّق السفير الشامسي الى المساعدات التنموية والإنسانية التي تقدّمها بلاده لمختلف مناطق العالم وشعوبها كاشفا “أن إجمالي عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإماراتية المانحة منذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى يومنا هذا وصل إلى أكثر من 178 دولة”. وأضاف الشامسي:” جاءت هذه المساعدات في مجملها لتركز على سبل تحسين حياة البشر، وهو ما جعل دولة الإمارات تتربع على رأس قائمة الدول الأكثر سخاءً على مستوى العالم”.
إقتصاديا قال أن ” الإمارات العربية المتحدة حققت معدّلات اقتصادية إيجابية، وتمكنت من استيعاب وتجاوز تأثيرات “الأزمة المالية العالمية”، حيث يواصل الاقتصاد الإماراتي طريقه نحو النمو وتحقيق التنمية الشاملة وتطوير القطاع الصناعي في الدولة بخطى متسارعة ليكون منافساً قوياً على الصعيد العالمي، وقد ارتفع الناتج المحلي الإجمالي للدولة في العام 2015 ليصل إلى 1.58 تريليون درهم إماراتي، فيما ارتفعت نسبة مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة بشكل ملموس، والتي وصلت لأكثر من 76 في المئة خلال العام 2015″ (…)
وقدّم الشامسي التهاني لقيادات الدولة قائلا ” هذه المناسة أتقدّم باسمى آيات التهاني والتبريك إلى مقام صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، وإلى حكومة وشعب الإمارات بمناسبة اليوم الوطني الخامس والأربعين للاتحاد”.
وختم الشامسي بقوله:” أود أن أشيد بمستوى العلاقات الثنائية التي تجمع دولة الامارات والجمهورية اللبنانية، والتي قامت على مبادئ التعاون والاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، ووصلت في السنوات الأخيرة إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية في العديد من المجالات، آملين أن نرتقي سويا نحو آفاقٍ أرحب ومجالات تعاون أوسع في المستقبل القريب بما يصب في صالح البلدين الشقيقين”.