“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
إحتفلت السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد أمس بالديموقراطية الأميركية بمناسبة إجراء الإنتخابات الرئاسية وهي المرّة الثالثة التي تحيي فيه السفارة هذا الحدث الإنتخابي وهي دعت أكثر من 200 شخصية سياسية وأكاديمية وإجتماعية ودبلوماسية وإعلامية لمواكبة العملية الإنتخابية عبر شاشات عملاقة وسط أجواء إحتفالية على الطريقة الأميركيّة.
ألقت السفيرة الأميركية في لبنان إليزابيت ريتشارد خطابا بالمناسبة جاء فيه بحسب النص الحرفي الذي وزعته السفارة الأميركية في عوكر:
هلا وسهلا بكم جميعا لأنكم تمكنتم من مشاركتي هذه الليلة فيما نحن نحتفل بالديمقراطية الأميركية. أستطيع أن أرى القادة السياسيين والإعلام هنا، وأيضا الشباب الذين سيكونون قادة الغد. إن هذا لرائع حقا. إن العملية الانتخابية هي عملية انتقال وتغيير،الانتقال السلمي للسلطة، آتية من خلال هذه العملية ببعض الأشخاص الجدد والأفكار الجديدة من اجل منح صوت لأولويات جديدة.
لقد ركّز بلدانا على موضوع الرئاسة في العام الماضي. اسمحوا لي أن أقدم مرة أخرى تهانينا لشعب لبنان على انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ، وفقا للدستور اللبناني. وهذه الليلة سنقوم بمراقبة النتائج المبكرة فيما يختار الناخبون الأميركيون الرئيس الأميركي المقبل وفقا لدستورنا.
لقد أثارت الحملة الانتخابية هذا العام الكثير من الاهتمام. حسنا، أنا آسفة على تخييب آمالكم ، لكنني، هذه الليلة، لن أتحدث عن السيدة كلينتون أو السيد ترامب. بل سوف اتكلم عن العملية الانتخابية.
إن نظام الهيئة الناخبة الأميركية هو فريد من نوعه. فمن الممكن أن يفوز مرشح في الانتخابات الرئاسية ولو حصل على أصوات أقل من خصمه. وفي الواقع، هذا ما حدث في العام 2000، عندما أخذ السيد غور على أكثرية أصوات الناخبين ولكن السيد بوش فاز في الانتخابات مع أكبر عدد من أصوات الهيئة الانتخابية، كانت تلك الانتخابات المرة الثالثة فقط في تاريخ الولايات المتحدة حيث خسر المرشح الرئاسي الذي ربح أكثرية اصوات الشعب.
أنا لست بصدد مناقشة نظام الهيئة الانتخابية الأميركية مقابل التصويت الشعبي، أو النظام البرلماني مقابل النظام الرئاسي. لكنني أريد أن أتحدث عن أهمية المؤسسات. فسواء كان الشعب الاميركي مع حكومته او ضدها، إنه دائم الثقة والالتزام بمؤسسة الحكم. وعلى رغم كل ما تقرأونه، لا يزال هذا صحيحا.
إن الشعب الاميركي يؤمن بشغف بدستور الولايات المتحدة الاميركية. إن إيماننا بمؤسساتنا الديمقراطية هو الذي يوحدنا. قوتنا كأمة تكمن في وفائنا واخلاصنا لأكثر من 200 سنة لنظام الحكم المؤسساتي في بلدنا، وليس للأفراد الذين صودف أن كانوا على رأسها. هذا الايمان الجوهري هو ما يعرف بالديمقراطية الأميركية.
الليلة سوف نقوم بمراقبة المرحلة النهائية للإنتخابات الثامنة والخمسين لرئيس الولايات المتحدة. وكائن من كان المرشّح الذي سيفوز سوف يكون لدينا الملايين من الأميركيين السعداء بالنتائج، وملايين آخرين غير راضين عنها. هذا صحيح دائما. ولكن كما قال الرئيس أوباما الشهر الماضي، “إن أحد الامور العظيمة عن الديمقراطية في أميركا هو السباق السياسي القوي، الذي قد يكون مريرا في بعض الاحيان.” وعند الانتهاء من هذا السباق، وبغض النظر عن الحزب، فإن الشخص الذي يخسر الانتخابات يقوم، تاريخيا، بتقديم التهنئة للفائز مؤكدا بذلك ديمقراطيتنا، وبعد ذلك نمضي قدما. هكذا تبقى الديمقراطية حية، لأننا ندرك أن هناك شيء أكثر أهمية من أي حملة فردية – وهو التأكد من أن النزاهة والثقة في مؤسساتنا تحافظ على على نفسها وتستديم. لأن الديمقراطية، في اساس تعريفها، تعمل بالتراضي، وليس بالقوة “.
تجدد الطبيعة نفسها في فصل الربيع من كل عام. والأميركيون لديهم الفرصة في شهر تشرين الثاني كل أربع سنوات، لتجديد حكومتنا وأمتنا. أشكركم مرة أخرى للانضمام إلينا من اجل مراقبة هذا التراث وهو يعمل”.
.