“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
تأتي زيارة وزير الخارجية الإيراني الى لبنان في توقيت ذي دلالة إثر الإنتخابات الرئاسية اللبنانية التي وصل بموجبها العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية والذي كان يعتبر مرشحا أساسيا لـ”حزب الله” المدعوم من إيران قبل أن يتحوّل الى مرشح توافقي حظي بمباركة جميع الأفرقاء اللبنانيين وبتغطية إقليمية وسعودية تحديدا تجلّت في الجولة التي قام بها وزير الدولة لشوؤن الخليج العربي ثامر السبهان الى بيروت قبل 3 أيام من الإستحقاق الرئاسي والتي شملت 48 شخصيّة لبنانيّة.
وتشير أوساط إيرانية تحدثت الى موقع “مصدر دبلوماسي” الى أن زيارة ظريف هي “للتبريك وللتهنئة”. وتشير الأوساط الواسعة الإطلاع الى أن ثمّة تطابق جيّد في السياسة العامّة بين رؤية رئيس الجمهورية المنتخب العماد ميشال عون والرؤية الإيرانية بالنسبة الى قضايا كثيرة وخصوصا الإقليمية وفي مقدّمتها النظرة الى الموضوع السوري ومحاربة الإرهاب وفي ما يخصّ توطيد العلاقات اللبنانية الإيرانية التي تعتبر أمورا متفق عليها.
بالتأكيد تحتفظ إيران بدعوة رسمية للرئيس المنتخب ولكن لن توجّه إليه رسميا – بحسب الأوساط ذاتها- قبل تأليف الحكومة الجديدة والذي سيتطلب بعض الوقت نظرا الى بعض التعقيدات الموجودة بالنسبة الى توزيع الحصص الطائفية والحزبية، وبعدها ستكون دعوة مفتوحة للرئيس عون لكنها لن توجه قبل بدء عمل الحكومة.
وما هي الأولويات المطلوبة من الرئيس اللبناني الجديد؟
ليس من أولويات إيرانية من لبنان، ما تطلبه إيران هو أن تكون هنالك وحدة وانسجام داخليين لأن الخلاف الذي كان سائدا في لبنان ولا سيما في العامين ونصف العام من الفراغ الرئاسي لم ينجز شيئا، لذا ثمة حاجة للحوار حول سياسات مستقلة للبنان وهذا هو المطلب الإيراني الأساسي، وإيران مستعدة لدعم لبنان لأنه إذا كانت الأجواء إيجابية في لبنان فينشغل الإيرانيون بأمور أخرى غيره.
وعن قلق لبناني مردّه الى أن التسوية اللبنانية لم تكن ثمرة مصالحة إيرانية- سعودية تقول الأوساط الإيرانية: إنّ المباركة الإيرانية كانت موجودة، وليس مجيء وزير خارجية إيران الى لبنان إلا دليل واضح على هذا الأمر. بالنسبة للسعودية تعتقد إيران أنه من غير المناسب نقل سياساتها وخلافاتها الى لبنان، وقد رفضت الساحة اللبنانية أن تكون مكانا للمساومة بل أرادت أن يكون لبنان نقطة تواصل. صحيح أن الإنتخابات اللبنانية شكلت بادرة للمصالحة الإيرانية السعودية وهي ساعدت على خلق أجواء إيجابيّة ، لكن ما سهّل إجراء الإنتخابات هو أن المكونات التي تعتبر حليفة لإيران وللسعودية جلست في ما بينها واتفقت على إبعاد لبنان عن الخلافات الإقليمية وهذا إنجاز لبنان حقيقي. وتضيف الأوساط: إن الخلافات السعودية الإيرانية ليست موضوعا لبنانيا بل ثمة مشكلات أخرى نعرفها جميعنا، ويجب أن تحصل إعادة نظر في السياسة السعودية بالنسبة الى الموضوع اليمني والى أزمات أخرى. ساعد المناخ اللبناني في تبريد الأجواء لكن ليس لبنان قادرا على إجراء مصالحة بين إيران والسعودية”.