“مصدر دبلوماسي”
أقام سفير تركيا في لبنان تشاغاتاي الجيّاس حفل استقبال في فندق “الفينيسيا” بمناسبة العيد الوطني لبلاده حضرته نخبة من الشخصيات الدبلوماسية والسياسية والدينية والإعلامية.
وتلا السفير إرجييس رسالة رئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان التي ستقرأ في الولايات التركية الـ 81 وفي كل البعثات الخارجية، لمناسبة عيد تأسيس الجمهورية في 29 تشرين الأول، وهذا نصها:
“يصادف اليوم 29 تشرين الأول الذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس دولتنا الأخيرة وهي الجمهورية التركية والتي أعلن تأسيسها بقيادة الغازي مصطفى كمال أتاتورك.
لقد كللت الامة التركية ،التي لم ترضخ للذل والإملاءات، حرب التحرير التي شنتها ضد المحتلين الذين استهدفوا النيل من استقلالها ومستقبلها بنصر بطولي لم يشهد التاريخ له مثيلا.
وقد أسسنا عقب هذا النصر الممجد الجمهورية التركية بتاريخ 29 تشرين الأول 1923، انطلاقا من مبدأ “السيادة للامة دون قيد أو شرط” ومع هدف تحقيق التقدم لبلدنا حتى نصل به إلى مستويات تفوق فيها الحضارات المعاصرة.
نعتبر جمهوريتنا انجازا لالفين ومائتي سنة من تقاليد الدولة والف سنة من التراث السلجوقي والعثماني في تلك الأيام الصعبة.
تابعت الجمهورية التركية تقدمها بعد تغلبها على الصعوبات التي اعترضت سبيلها منذ ثلاثة وتسعين سنة وبشكل خاص بفضل القفزات النوعية التي حققتها في الفترة السابقة حيث أنها تعتبراليوم بمثابة دولة نجحت في تبوؤ مكانتها ضمن القوى العالمية الصاعدة.
ومازالت تشكل تركيا في أيامنا هذه وبفضل اقتصادها المتنامي وديموقراطيتها القوية وتمسكها بالقيم الإنسانية الأساسية وسياستها الخارجية الحكيمة مصدر إلهام في منطقتنا وفي العالم.
اثبت ما شهدناه مؤخرا ليلة 15 تموز 2016 مرة ثانية على وحدة شعبنا والدولة.
فقد اثبت عزم شعبنا للعالم أجمع في تلك الليلة أنه سيصد محاولات الغزو والاحتلال الجديدة بنفس العزيمة التي خاض فيها حرب التحرير.
نعتبر عزيمة الشعب التركي الذي من اجل حماية حريته وديموقراطيته وحكومته ودولته تصدى بصدوره لأسلحة الخونة من أعضاء تنظيم فتح الله غولن الإرهابي ضمانتنا الأكبر لتحقيق أهداف جمهوريتنا في الذكرى المئوية لتأسيسها في عام 2023.
إنني أتشرف وأعتز لكوني رئيس هذه الدولة العظيمة وهذا الشعب البطل.
وإني على ثقة بأن كافة مواطنينا وأصدقائنا، في جميع أنحاء العالم، يشعرون أيضا بالفخز والاعتزاز بالملحمة التي سطرها شعبنا في 15 تموز.
نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والتسعين لتأسيس جمهوريتنا ونحن قد تجاوزنا هذه الازمة الكبيرة التي كانت ليس فقط محاولة انقلابية واعتداءا إرهابيا بل محاولة اجتياح.
ايها المواطنون والاصدقاء : تأكدوا بان تركيا اليوم أكثر قوة وحكمة وعزما مما كانت عليه صبيحة 15 تموز.
لا يمكن لأي اعتداء على وحدتنا وتكاتفنا وأخوتنا ووطننا واستقلالنا ومستقبلنا أن ينجح. لن تستطيع التنظيمات الإرهابية ولا من يستخدمها أن تمنعنا من تحقيق أهدافنا.
وانطلاقا من هذه المشاعر والأفكار أتوجه لمناسبة عيد الجمهورية بأحر التهاني لكافة مواطنينا سواء كانوا في تركيا أو خارجه.
نستذكر بكل امتنان و تقدير محاربينا الذين قدموا تضحيات كبيرة ليجعلوا من هذه الأرض وطنا لنا، وفي مقدمهم مؤسس جمهوريتنا الغازي مصطفى كمال وكافة شهدائنا الذين ضحوا بأرواحهم في هذا السبيل. وأتقدم بجزيل الشكر لشعبنا البطل الذي دافع عن الأمانة التي تركها لنا أجدادنا ولكافة أصدقائنا الذين ساندونا بصلواتهم.
كل عام وجمهوريتنا بألف خير”.
ثم القى السفير الجياس كلمة بالمناسبة، رحب فيها بالحضور، وقال: “أنا فخور بالعمل في هذا البلد الجميل منذ سنة، وقد كانت هذه الفترة بمثابة تجربة مميزة بالنسبة لي، اذ رأيت كيف ان لبنان هو مثال ساطع للتعايش السلمي بين مختلف الثقافات والأديان والطوائف. اليوم ثبت ان هذه المقولة صحيحة، فاليوم اختار لبنان الرئيس الثالث عشر ووضع حدا للمأزق السياسي الذي دام طويلا وشل مؤسسات الدولة حوالى ثلاث سنوات”.
وهنأ السفير التركي “بحرارة الشعب اللبناني وفخامة الرئيس الجديد العماد ميشال عون، ونيابة عن بلدي، أود أن أتقدم منه بأطيب التمنيات بالنجاح”. وقال: “بعد هذه اللحظة التاريخية نتطلع إلى تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب وقت ممكن ونعتقد أن هذا الجو من الوحدة سوف يحمي لبنان مستقبلا”، مؤكدا “أن نجاح لبنان هو نجاح للمنطقة بأسرها”.
اضاف: “نحتفل هذا العام أيضا بالذكرى السبعين لعلاقاتنا الدبلوماسية مع لبنان التي كانت دائما تتميز بالصداقة الوثيقة والتضامن والتعاون، ولا يزال بلدانا الشقيقان يشكلان حصن الاستقرار في منطقة مضطربة. ونحن ملتزمون ليس فقط من خلال ثوابت الجغرافيا والتاريخ والثقافة ولكن أيضا من خلال التزام راسخ لدعم الوحدة في التنوع والاعتدال والتعايش السلمي”، مشيرا بشكل خاص الى “أن علاقاتنا الثنائية في جميع المجالات تقريبا تنمو بخطى ثابتة”.
واعلن ان “تركيا تلتزم بقوة الحفاظ على استقلال وسيادة ووحدة وأمن واستقرار لبنان، وستواصل دعم لبنان وتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات”، مؤكدا “أن السفارة التركية في بيروت ستبذل كل جهد لتحقيق هذه الغاية بالتعاون مع المركز التجاري ومركز يونس أمرة ووكالة تيكا”.