يعيد “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره اليوم الثلاثاء 4 تشرين الأول موقع “لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1475566165948740500/
يزور رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري روسيا اليوم ويلتقي وزير خارجيتها سيرغي لافروف، وتقول أوساط سياسية لبنانية عليمة بمناخ الحريري بأن الأخير يأمل بأن تلعب روسيا دورا في تسهيل مهمّة الحكم القادم في لبنان في حال تمّ الإتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، فروسيا اليوم باتت شريكا أساسيا في إعادة هيكلة المنطقة وهي ذي نفوذ أكيد وكلمة مسموعة لدى ما يعرف بـ”خط الممانعة” ويأمل الحريري أن
يحصل تواصل روسي إيراني في شأن ما يحدث في لبنان وخصوصا لجهة منح ضمانات للحكم القادم.
من جهتهم، يتابع المسؤولون الروس باهتمام جولة المشاورات التي بدأها رئيس “تيار المستقبل” وتنظر موسكو بعين الإيجابية الى حركة الحريري علما بأنها لا تعوّل كثيرا على “مطبخ خارجي” لحلّ العقد اللبنانية، بل تعطي أهمية قصوى للدور الداخلي اللبناني لإنضاج الإستحقاق الرئاسي الذي تدفع في اتجاه الإستعجال به خشية انهيار النظام بحسب أوساط روسية واسعة الإطلاع تشير الى أنه يجب أن تكون الحسابات اللبنانية قابلة للصرف فيتمّ التنازل قليلا من قبل جميع الأطراف ليكسب الجميع.
لن يسمع الحريري تسمية روسية لمرشح معين، بنظر المسؤولين الروس لكلّ مرشح صفاته الإيجابية، إن بالنسبة للعماد ميشال عون أو للنائب سليمان فرنجية، أما السلبيات فموجودة أيضا لدى الجميع وبالتالي ينبغي إيجاد الخلاصة اللبنانية التي توصل الى انتخاب رئيس يتوافق عليه الجميع.
ينظر الروس بتفاؤل حذر الى التحرّك التشاوري الأخير الذي يقوده الحريري مع جميع الأطراف لكنّ الحذر متأت من صعوبة معرفة نتائجه لغاية اليوم.
الإيجابية التي أوجدها الحريري من وجهة النظر الروسية تكمن في أنه جعل كلّ الخيارات الرئاسية مفتوحة بلا أيّ “فيتو” على أحد، لكنّ السؤال الرئيسي بحسب الروس هو إن كان الحريري سيتمكّن من إيجاد نوع من “إنسجام المصالح” بين الأطراف الأساسيين في لبنان بالدرجة الأولى، لأنّ كل طرف من هذه الأطراف يطلب شيئا معيّنا في حين أنّ القاسم المشترك بين هؤلاء غير واضح على الإطلاق بحسب تعبير الأوساط المذكورة.
لا أحد يمكنه التكهّن اليوم بنتيجة هذه المشاورات التي يقودها الحريري، لذا تنصح الأوساط الروسية بتخفيف التصريحات من قبل الأفرقاء اللبنانيين لكي تستمرّ المشاورات بهدوء ورويّة، وأية تصريحات غير محسوبة لا تفيد وهي سابقة لأوانها وسط جولة اتصالات متنوّعة.
أمّا تعثّر التكهّن فيعود الى توزّع المسألة اللبنانية على درجات عدّة: تتعلق الأولى بالمواقف السياسية والرؤية لما يحدث في المنطقة وكيف يجب أن تواكبه السياسة اللبنانية، وتتعلق الدرجة الثانية بالنظام السياسي اللبناني وكيف يمكن أن يصوغ العلاقات بين اللبنانيين، وتتعلق الدرجة الثالثة بهوية الأشخاص في المناصب الرئيسية.
وبرأي موسكو أن مشاورات الحريري سترسي نوعا من “تجديد التقييم” لما يجري إنطلاقا من أنها حاجة ضرورية للوصول الى الهدف وهو إجراء الإستحقاق الرئاسي.
يتعلّق الجانب الآخر بالإقليم ولا ترى موسكو إمكانية اتفاق آني إذ لا اهتمام بإجراء الإستحقاق الرئاسي حاليا وجميع الأطراف تتنصل من التدخل في الشأن الداخلي اللبناني، وبما أن “التقليد اللبناني” درج على منح دور مهمّ للأطراف الخارجية، فحبذا لو يكون هذا الدور إيجابيا، لذا يجب أن يتفق الأطراف الداخليون حول قواسم مشتركة مستفيدين من تنصّل الجميع من التدخّل ومتّخذين القرار المناسب، وفي اعتقاد موسكو أن أيا من الدول لن تعارض أي تسوية داخلية لبنانية.
وماذا سيسمع الحريري اليوم من المسؤولين الروس؟
ستتمحور الفكرة الرئيسية بأن يتفق اللبنانيون على إيجاد قواسم مشتركة في ما بينهم دون التدخّل بالأسماء، فموسكو لن تقول: نريد قواسم مشتركة على أساس العماد ميشال عون رئيسا على سبيل المثال، أو على أساس سليمان فرنجية رئيسا… فهذا غير جائز” بحسب تعبير الأوساط الروسية.
هل من خطر أن يتحوّل لبنان دولة فاشلة في حال تعذّر إجراء الإنتخابات الرئاسية اللبنانية قريبا ثمّ إتيان الإستحقاق النيابي؟
بالطبع ثمّة خوف روسي كبير على انهيار النظام اللبناني، لذلك تدفع موسكو الى الإستعجال بإجراء الإستحقاق الرئاسي اللبناني وتعتبره أولويّة الى جانب إيجاد الحلول لكيفة مقاربة السياسة الإقليمية وعمل النظام اللبناني بحسب تعبير الأوساط الروسية.
مارلين خليفة