“مصدر دبلوماسي”- مارلين خليفة:
“بدنا رئيس” وأنا شخصيّا أريد تقديم أوراق اعتمادي لرئيس الجمهورية قبل أن أغادر لبنان”، بهذه العبارة عبّر السفير الألماني في لبنان مارتن هوت عن الرغبة الألمانية القوية بإستعادة المنصب اللبناني الأول في الدولة لدوره.
وباللغات الأربع الإنكليزية والفرنسية والعربية والألمانية رحّب هوت والى جانبه عقيلته السيدة أناهيد هانونيك-هوت بالمحتفلين بالعيد الـ26 لتوحيد ألمانيا وبالسنة العاشرة لمشاركة الجنود الألمان بقوات “اليونيفيل”.
وقد حضر الإحتفال الذي أقيم في “نادي اليخوت” في “الزيتونة- باي” وتخلله معرض للمنتجات الألمانية وللمؤسسات المشتركة بين لبنان وألمانيا عدد كبير من الشخصيات الى عدد من أبناء الجالية الألمانية في لبنان.
ومثل النائب محمد قبّاني رئيس الحكومة تمّام سلام في حين مثّل وزير العمل سجعان قزّي رئيس المجلس النيابي نبيه برّي.
وقال السفير هوت في كلمته باللغة العربية:” أصدقائي الأعزّاء، عندما أتجوّل في بيروت وطرابلس وصور وزحلة التي زرتها أمس، ألتقي بأناس أستطيع التفاهم معهم جيّدا وعلى الفور، لأننا نتشارك القيم الفكرية ذاتها ولدينا الميول ذاتها نحو الطبيعة والموسيقى والفنّ والرياضة وطبعا المطبخ الشهي. إنني أعيش في لبنان وكأنني في منزلي ووطني ولكن مع ذلك فإنني أنظر الى أكوام النفايات الملقاة في الشوارع وانقطاع الكهرباء المستمر وعدم الإفادة من النفط والغاز المتواجدين قبالة الساحل اللبناني، والى العديد من الجلسات في مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية من دون جدوى. تطرأ الأعطال على الخدمات العامّة في ألمانيا أيضا وفي سواها من البلدان، إلا أنّه يتمّ إصلاحها على وجه السرعة، لأنه ما من مصلحة أحد أن يستمرّ الوضع على ما لا يرام، إلا أنني لا أستطيع –بكلّ صدق وحسن نيّة- أن أفهم ماذا يمنع السياسيين اللبنانيين من وضع حدّ للشلل السياسي الحالي والوصول الى تسوية مجدية لكافّة الأفرقاء وللبنان ولإعادة تفعيل عمل السلطة التنفيذية، إن وجود حكومة فاعلة ومنتجة هو في رأيي شرط أساسي لمواجهة المشاكل والتحديات العديدة التي يواجهها لبنان على المستويات كافّة. فبالنسبة الى الوضع في سوريا يبقى لبنان ضحية الأزمة السورية، فها هو لبنان اليوم يدفع الثمن مرّة أخرى، وهو يعاني من وجود أكثر من مليون لاجئ وجدوا في ربوعه الحماية المؤقتة”.
أضاف السفير هوت: “بطبيعة الحال، فإن الوجود الدائم للاجئين السوريين في لبنان غير ممكن، ولا بدّ أن يحين وقت العودة، وإنّ العودة هي بالتأكيد رغبة النازحين أنفسهم، والى حين تحقيق هذا الهدف ستواصل ألمانيا تقديم المساعدة ودعم لبنان”.