“مصدر دبلوماسي”_ مارلين خليفة:
بدأ مستشفى “الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان” إستقبال المرضى من شبعا وقرى العرقوب الحدودية مع إسرائيل منذ اليوم الأول لافتتاحه في بداية أيلول الجاري وفق خطّة تشغيلية متدرّجة تمتدّ على أعوام ثلاثة، على أن يبدأ المستشفى بتقديم الخدمات النهارية المتواصلة في العيادات المختصة في بداية تشرين الثاني المقبل والخدمات المسائية في بداية السنة على أبعد تقدير.
وقد بدأ قسم التوظيف في المستشفى الذي أوكلت إدارته الى جمعية “المقاصد” باستقبال طلبات التوظيف وإجراء المقابلات مع الطاقم المشغّل المتشعّب الخدمات من العمال والحراس وصولا الى الممرضين والأطباء تبعا لأكثر الإحتياجات التي تطلبها منطقة العرقوب برمّتها وليست مدينة شبعا فحسب.
وبغية القيام بمسح ميداني دقيق لاحتياجات المنطقة الشاسعة، تمّ تشغيل “مستوصف نقّال” يقدّم الخدمات الطبية من معاينات وأدوية بشكل مجّاني، ويتنقل المستوصف من شبعا الى بقية البلدات ومنها الهبارية وكفرشوبا والفرديس وسواها بحسب ما تشرح لـ”مصدر دبلوماسي” مديرة مكتب التنمية في “جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية” ريم رباح. وتلفت رباح التي تنظّم عمل المستوصف النقال لناحية المناطق التي سيشملها وتوقيت المعاينات ودراسة نتائج المسح الميداني الى أنّ ” جميعة المقاصد الخيرية الإسلامية” وضعت خطّة متكاملة بالتعاون مع وزارة الصحة اللبنانية والسفارة الإماراتية في لبنان تبدأ بفترة إنتقالية تتضمن مراحل عدّة منها: التوظيفات المتشعبة الخدمات (خدم ،حراس، ممرضين، رعاية أولية، أطباء ) الى توظيفات في اقسام معينة كالمختبر وقسم العلاج الفيزيائي وسواها. وقد تمّ تسيير المستوصف النقال في أيلول بغية استكشاف الخدمات الصحية الأساسية التي تحتاجها المنطقة والإمكانات المتوافرة ومعرفة أولويات التوظيف”. تضيف رباح:” في هذا الوقت يحصل الناس في المنطقة على الخدمات الطبية مجانا وكذلك الأدوية، ويصل عدد المعاينات والخدمات الطبية الى 250 شخصا في غضون يومين أسبوعيا اي ما يقارب الـ125 شخصا في اليوم الواحد”.
وتلفت رباح الى أنّ “غاية المسح الميداني لا تنحصر بشبعا بل تشمل قرى العرقوب برمّتها”.
من جهتها، تقول مديرة عام العمليات في “جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية” عدلا شاتيلا لـ”مصدر دبلوماسي” بأنّ البعض للأسف يستغلّ عدم معرفة الرأي العام بالخطة المتدرجة التي وضعتها “المقاصد” لكي يقوم بالتضليل.
وقد لفت في بعض المقالات التي نشرت أخيرا الحديث عن غياب وزارة الصحة عن المستشفى وتناسى من كتبوا الإتفاقية التي وقعها السفير الإماراتي في لبنان حمد سعيد الشامسي ووزير الصحة اللبناني وائل أبو فاعور بحضور رئيس الجمعية أمين الداعوق، وقال الوزير أبو فاعور خلال الحفل بأنّ إدارة “مستشفى الشيخ خليفة بن زايد” منحت لأفضل مشغّل يتمثل بمستشفى المقاصد العريق والذي يعود قسمه الطبي الى ما يزيد عن مئة عام.
ولفتت شاتيلا الى أنّ ضخامة المستشفى تسوجب تشغيله على مراحل، ولذا كانت خطّة مدروسة تبدأ بمرحلة إنتقالية عبر مستوصف نقال يساعد على رصد نوعية الإختصاصات الطبية التي ينبغي إعطاءها الأولوية في التوظيف، فلا تكون عجلة لتوظيف طبيب قلب في حين أن الحاجة ملحة لأطباء الأطفال على سبيل المثال. وبالتالي فإن هذه المرحلة الإنتقالية ضرورية لدراسة الإحتياجات ورصد الأولويات لتوفير الخدمات المطلوبة، ولا ننسى أن المستشفى بقي مغلقا على مدى 8 أعوام ولا يمكن تشغيله دفعة واحدة وبطريقة مرتجلة”.
المقاصد: خطّة تشغيل مستشفى شبعا مستمرة
وكانت جمعية “المقاصد الخيرية الإسلامية” أصدرت أمس بيانا توضيحيا ردا على بعض التشويش الإعلامي الذي صدر أخيرا.
وأوضح البيان بأنّ “مستشفى الشيخ خليفة بن زايد” في شبعا هو مستشفى متكامل قد تمّ تجهيزه بأفضل المعدّات الطبية والتشخيصية من قبل مؤسسة “الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان”. ولفت الى أن “عمل مؤسسة “الشيخ خليفة بن زايد” وسفارة دولة الامارات العربية المتحدة لم يتوقف عند إنشاء المبنى وتأمين التجهيزات، بل استمر العمل الدؤوب لوضع المستشفى على درب التشغيل بالرغم من كل الصعوبات والعقبات التي اعترضت وأرجأت التشغيل وحرمت أهالي العرقوب من حقهم في الحصول على أبسط حقوقهم الصحية”.
وأشار بين “المقاصد” الى أنه بغية العمل العلمي والمدروس تمّ الإتفاق بين الفرقاء المعنيين وهم: وزارة الصحة العامة ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد ومستشفى جمعية المقاصد، على خطة تشغيلية لوضع كل التجهيزات المتوقفة منذ العام 2008 قيد التشغيل مجددا”.
أضاف البيان:”إن حرص سفارة دولة الامارات العربية المتحدة لوضع المستشفى على درب التشغيل نابع من حرص دولة الامارات على رعاية أبناء شبعا والعرقوب الذين حرمتهم الدولة اللبنانية من خدماتها الصحية، وهنا نتساءل هل جزاء الاحسان الا الاحسان؟
إن الافتتاح التمهيدي استمر لساعات قليلة، تلاه بعدها تسيير المستوصف النقال الذي سيمتد عمله طيلة شهر أيلول 2016 وفق خطة العمل المتوافق عليها”.
وكشف بيان المقاصد أن “المستوصف النقال تمكن خلال الاسبوعين الاولين من تشغيله من توفير الخدمات الطبية لـ 400 مريض، والاهم من ذلك أنه أعطى فكرة واضحة للقيّمين على أعمال المستشفى عن الاحتياجات الصحية الاساسية المطلوبة في المنطقة والفئة العمرية التي تحتاج الى الخدمات”.
ونبّه بين المقاصد الى أنّ “تشغيل المستوصف النقال لم يأت بهدف إسكات السكان أو إثبات الوجود أو تنفيذ الزيارات المتقطعة بين بيروت وشبعا، بل هو امتداد اساسي لعمل المستشفى المشهود بتجهيزاته وإمكاناته التشغيلية. فالرعاية الصحية الاولية هي أساس للعمل الصحي والعلاجي، والتعرف الى الاحتياجات وتوفير الخدمات الوقائية هو الطريق الذي طالما اعتمدته جمعية المقاصد التزاما منها بمبدأ الرعاية الصحية الشاملة الذي توصي به الاعراف العلمية ووزارة الصحة العامة”.
وعرض البيان خطة العمل تفصيليا:”
المرحلة الاولى: هي تمهيدية سيتم خلالها القيام بالتالي: (إعتبارا من تشرين الاول 2016)
استلام موجودات المستشفى.
إصدار التقرير الذي يبين الوضع القائم للمستشفى فيما يتعلق بالمبنى، التجهيزات الالكتروميكانيكية والتجهيزات الطبية.
توظيف القسم الاول من العاملين.
إبرام عقود الصيانة.
إبرام العقود مع الجهات الضامنة.
” إبرام إتفاقيات التعاون مع المؤسسات.
إفتتاح الاقسام التالية: العيادات الخارجية، المختبر، الاسنان، العلاج الفيزيائي، المستوصف النقال، الصيانة العامة، الكافيتيريا.
المرحلة الثانية: تشمل (إعتبارا من كانون الثاني 2017):
الطوارئ، الاشعة، قسم الغسيل.
مباشرة دوام العمل المسائي.
تنفيذ الولادات الطبيعية في المستشفى.
تشغيل المطبخ المركزي.
المرحلة الثالثة: تشمل تشغيل الاقسام المتطورة وفق التالي: (إعتبارا من أيار 2017)
قسم جراحة اليوم الواحد.
قسم التنظير.
قسم العمليات.
قسم العناية المركزة.
قسم غسيل الكلى.
وختم بيان مستشفى المقاصد:
“إن “مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للاعمال الانسانية”، بالاتفاق مع وزارة الصحة العامة عهدت إلى جمعية ” الخيرية الإسلامية” في بيروت إدارة وتنظيم وتشغيل العملية الإستشفائية في مستشفى “الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان” في شبعا بشروط المستشفى الخاص وأعطت مستشفى المقاصد كافة الصلاحيات اللازمة والضرورية لتأمين الخدمات الإستشفائية والصحية وفقا لأفضل المقاييس وأجداها وطيلة فترة الادارة التي سيتولاها مستشفى المقاصد والتي حددت بعشرة أعوام ضمن شروط وزارة الصحة العام.
إن مستشفى المقاصد إنطلاقا من خبرتها الطويلة في مجال العمل الصحي، وإنطلاقا من حرصها على توفير الجودة في الخدمات الصحية، ستسمر بتنفيذ المهام التي أوكلت اليه مع الحرص على الثقة الكبيرة التي منحت له من سفارة دولة الامارات العربية المتحدة ووزارة الصحة العامة”