يعيد “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره الثلاثاء 6 أيلول 2016 موقع “لبنان 24” لكاتبته مارلين خليفة وذلك على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1473145928874330100/
مارلين خليفة:
تدهورت العلاقات السعودية الروسية أخيرا بشكل كبير على خلفيّة اصطفاف روسيا الى جانب إيران في ملفّات تعدّ حيوية بالنسبة الى السعودية.
في الملف السوري، استفزّت موسكو الرياض بشكل كبير حين انطلقت قاذفات “توبوليف 22 أم 3” البعيدة المدى في قصف محدد من قاعدة عسكرية تقع قرب مدينة همدان التي تبعد 125 كلم غربي طهران، ورافقتها صواريخ “سوخوي 34” لتستهدف مواقع في شمالي حلب وإدلب ودير الزور. وقرأت الرياض دلالات خطرة في الخطوة الروسية، فطالما اعتبرت السعودية بأنها كانت متفوقة على إيران في الطائرات، لكنّ الخطوة الروسية أدّت الى نوع التوازن. وبرأي السعوديين أن إيران بدأت بعد الدخول الروسي تبرز عضلاتها وتزيد من تسلّح الحوثيين في اليمن بصواريخ “باليستية”، وتذهب الإتهامات السعودية لروسيا الى حدّ اتهامها بعرقلة المفاوضات السياسية في اليمن بالتكافل والتضامن مع الولايات المتحدة الأميركية.
من جهة ثانية، ثمّة مشكلة روسية مع العالم الإسلامي، وتريد موسكو من وجهة النظر السعودية تفكيك قوة هذا العالم لذا تتوجّه الى دعم إيران. ولعلّ رعاية روسيا لمؤتمر ” من هم أهل السنّة والجماعة” الذي انعقد في العاصمة الشيشانية غروزني واستبعاد السعودية من الدعوات ثم حضور ممثل عن شيخ الأزهر ومستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشخصيات إسلامية أعاد العلاقة الروسية السعودية أعواما ضوئية الى الوراء.
في هذا الإطار، تقول أوساط سعودية واسعة الإطلاع لـ”لبنان 24″ بأنّ “السعودية حاولت تحسين العلاقات الثنائية مع موسكو وهي لا تزال تعمل على هذا الخطّ، وقد التقى ولي ولي العهد الأمير محمّد بن سلمان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمّة مجموعة دول العشرين في الصين، لكنّ الروسي عنيد ولم يمش بأية طروحات لكنّ السعوديين يرون أن هذا العناد لا يفيد ومهما اشتدّ العناد الروسي اليوم فإن موسكو لن تكون أقوى من الإتحاد السوفياتي السابق”.
وتتوقع الأوساط السعودية “أن تزداد الأمور سوءا في المنطقة لا سيما بعد أن جلبت إيران القاعدة الروسية الى أراضيها”.
وماذا عن الدور التركي في المنطقة وتقاربه المستجد مع روسيا؟
تعتبر الأوساط المذكورة بأن الهمّ التركي الرئيسي هو “إبعاد شبح التقسيم عن أراضيه وضبط المنطقة الكردية في حين تترك تركيا للعرب التفاهم حول المناطق السنية بينما تحمي روسيا وفرنسا المنطقة العلوية، وقد نفضت تركيا يدها تقريبا من الملف السوري بإستثناء المسألة الكردية”.
ليست علاقة الثقة أفضل مع الولايات المتحدة الأميركية “فأميركا لا يهمها سوى إسرائيل وهي منسحبة من المنطقة لا سيما بعد أن وفّرت إكتفاء ذاتيا من النفط”.
لم يتبق في الساحة الدولية سوى الصين.
تسأل الأوساط السعودية:” لو سيطرت روسيا على منابع النفط في المنطقة إلى أين ستتجه الصين؟ هل ستبيعها روسيا النفط بسعر منخفض؟”.
وبالتالي فإنّ “الزيارة الأخيرة الى الصين التي قام بها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان” ستكون لها نتائج جيدة ويمكن أن تحقق شراء أسلحة نوعية أو تؤتي ثمارا سياسية وقد تصل الى مرحلة بناء قواعد صينية في المملكة ولو كان هذا الأمر مبكرا بعد” بحسب تعبير الأوساط السعودية الواسعة الإطلاع.
وماذا الدور الصيني في سوريا وخصوصا بعد تشبّث الصين بأن يكون نظام الرئيس بشار الأسد شريكا رئيسيا في عمليّة الإعمار؟ تقول الأوساط السعودية: “إن “البزنس” منفصل عن الشأن السياسي، ولكن بالتأكيد فإنّ الصين لن تستطيع أن تقتسم “كعكة المصالح” في سوريا مع الدول الغربيّة ولا حتى مع روسيا”.