يعيد “مصدر دبلوماسي” نشر هذا التقرير الذي نشره اليوم موقع “لبنان 24” على الرابط الآتي:
http://www.lebanon24.com/articles/1471942104979924600/
مارلين خليفة
وصلت أخيرا الى الدوائر المختصة في وزارة الخارجية والمغتربين “ورقة داخلية” أعدّها الرئيس الأميركي باراك أوباما للمؤتمر الخاص باللاجئين الذي دعا إليه في نيويورك في 20 أيلول المقبل على هامش إنعقاد الجمعية العامّة للأمم المتحدة بدورتها الـ71، وهو يلي المؤتمر الخاص باللاجئين الذي دعا إليه أمين عام الأمم المتّحدة بان كي مون في 19 من أيلول المقبل أيضا.
يقول أوباما في ورقته التي “تبقى سرّية” بحسب مصادر دبلوماسية تحدثت الى “لبنان 24″ بأن الهدف من المؤتمر الذي ينظّمه هو السعي لإقناع قادة العالم بإنهاء أزمة اللاجئين من خلال توطين كل نازح في المكان الموجود فيه”.
ويبدو بأن لبنان الرسمي لا يزال يواجه هذه المخططات الغربية بكثير من الليونة، ويؤدي الإنقسام السياسي اللبناني الى نوع من الجمود المطلق في هذا الملفّ إذ لم تتقدّم الحكومة اللبنانية في شأن ملفّ النزوح السوري بأي قرار ذي قيمة حقيقية ملموسة لغاية اليوم، وجلّ ما تقوم به هو المجاهرة برفض التوطين كلاميا.
وضع مؤتمر لندن للنازحين في دول الجوار السوري والذي انعقد في شباط من السنة الحالية أمام الدّول المعنيّة بالنزوح السوري ومن بينها لبنان والأردن إقتراحا بتمويل مشاريع محدّدة تخلق فرص عمل للنازحين وتسهم بتعليم الطلاب منهم وقد قدّم الأردن مشاريعه وهو يعاني كما لبنان في تحصيل المبالغ المتعهّد بها.
لكن هذه الأموال التي تبدو مشروطة بشكل كبير لن تسهم في تقوية الوضعين المالي أو الإقتصادي في لبنان. يقول مسؤول مصرفي رفيع أمام زوّاره أنه لم يدخل عن طريق الدولة اللبنانية أي مبلغ من المؤسسات والدول المانحة بشأن الناحين السوريين وكلّ ما حصل عليه لبنان كان عبر المصارف اللبنانية لحساب المنظمات غير الحكوميّة.
ما يعني بأنّ الدولة اللبنانية لا تستفيد من هذه المبالغ البتّة، وقدرة لبنان على التحكّم برؤوس الأموال التي تأتي إليه قدرة محدودة لأنها عبر القطاع الخاص، وبحسب المؤشرات التي رصدها المصرف المركزي فإنّ حركة الدولار بين لبنان وسوريا عالية جدّا، والتفسير هو أن النازحين السوريين يرسلون الأموال التي يتلقونها كمساعدات من الخارج الى سوريا ويعيشون من المبالغ التي يجنونها من خلال العمل في لبنان.
سياسيا، ثمّة كلام مبدئي لبناني حول رفض التوطين والتجنيس لكن ليس من ترجمة فعليّة لهذا الكلام بقرارات حكومية، بدليل أنّ لبنان لم يستطع أن يصدّر حملة حازمة بعد الكشف عن تقرير بان كي مون الذي قال بأن اللاجئين يجب أن تكون لديهم إمكانية الإندماج في البلدان التي يتواجدون فيها، في حين يواجه اليوم ورقة أوباما التي ستتم مناقشتها في أيلول المقبل وبحضور رسمي لبناني.
مارلين خليفة