(خاص)
مارلين خليفة- “مصدر دبلوماسي”
صحيح بأن الرئيس المصري عبد الفتّاح السيسي جاهر أمام أكثر من ضيف لبناني بينهم رئيس المجلس النيابي نبيه برّي بأن الإنتخابات الرئاسية اللبنانية يجب أن تتمّ بأسرع وقت ممكن وبأن الفراغ الرئاسي في لبنان يقلقه، وصحيح بأن السفير المصري في بيروت الدكتور محمّد بدر الدين زايد قدّم أثناء لقائه (اليوم الجمعة) جرعة تفاؤل “زائدة” متحدّثا في “قصر بسترس” عن مبادرة مصرية لإحداث ثغرة في الجدار الرئاسي المسدود، لكنّ واقع الحال اللبناني لن يسهّل المهمّة المصريّة التي يبدو أنها ستلحق بمثيلتها الفرنسية من حيث “التشجيع والحثّ على انتخاب رئيس” إلا أن الكرة سيضعها المصريون في النهاية “بين أيدي اللبنانيين” كما سبق وصرّح وزير خارجية فرنسا جان-مارك إيرولت منذ قرابة الشهر.
تندرج زيارة رئيس الدبلوماسية المصرية بحسب أوساط دبلوماسيّة ضليعة في السياسة المصريّة الخارجية تحدثت الى “مصدر دبلوماسي” في إطار “التأكيد المصري التقليدي على العلاقات الوطيدة مع لبنان، وهو تأكيد متجدد بأن لمصر دورها الإقليمي المستمرّ وخصوصا في إطار التنافس “العربي- الفارسي وليس السنّي -الشيعي” كما تعبّر هذه الأوساط، لافتة الى أن مصر تأبى أن تظهر يوما بمظهر المؤيّد لطرف لبناني دون آخر من دون الإغفال بأنها تقف دوما الى جانب مؤسسات الدولة اللبنانية الشرعية”.
إنطلاقا من هذه الثوابت، ستكون الرئاسة اللبنانية طبقا موجودا في المحادثات التي سيجريها الوزير شكري مع المسؤولين اللبنانيين لكن من دون مبادرة مصريّة محدّدة. “يدرك المصريون جيّدا بأن مصر لن تتمكّن من حلّ العقدة الرئاسية، فاهتمامات مصر الإقليمية متشعّبة من ليبيا وصولا الى سوريا مرورا بلبنان ولعلّ الرسالة المصرية الآنية تتمثل بأن للقاهرة دورها الأكيد في الملفات التي ستعيد ترتيب أوضاع المنطقة برمّتها” بحسب الأوساط الدبلوماسية المذكورة.
أما لبنان ” فإن الحلّ فيه مرتبط بحلّ بقية النزاعات الإقليمية الملتهبة، وليست القضية اللبنانية مرشحة حاليا للحلّ بمعزل عن بقية قضايا المنطقة المترابطة، وبالتالي لن تتورط مصر بحلّ مسألة تدرك جيّدا مدى عمقها وتشعباتها في الصراعات الإقليمية”.
دور متوازن مع إيران
إن الدور المصري اليوم يرتكز على لعب دور التوازن في ظل الإشتباك العربي الفارسي مع إيران تحديدا ” ترفض مصر الحديث عن مواجهة سنّية- شيعية مؤثرة الحديث عن مواجهة عربية- فارسية كما هي الحال مع تركيا حيث المواجهة عربية –تركية، وثمة حرص مصري على التشبث بدور لبنان “البلد العروبي” الذي يشكّل نموذجا للمنطقة العربية بتنوّعه وبديموقراطيته، لذا ثمة حرص مصري عبر هذه الزيارة الدبلوماسية الرفيعة على التأكيد على هذا الأمر وعدم تخلي مصر عن لبنان” بحسب تعبير الأوساط الدبلوماسية الضليعة بالسياسة الخارجية المصريّة.