مارلين خليفة- “مصدر دبلوماسي”
بدأ رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي زيارة رسمية الى لبنان أمس الإثنين ومن المنتظر أن يغادر لبنان اليوم الثلاثاء بعد لقائه رئيسي مجلس النواب نبيه برّي والحكومة تمّام سلام.
وكانت أوساط مطلعة على السياسة الإيرانية تحدثت الى “مصدر دبلوماسي” عن الرسالة الإيرانية الى اللبنانيين في الموضوع الرئاسي وملخّصها الآتي: إيران لا تعارض اي اتفاق لبناني على شخصية أي رئيس حتى لو لم يكن على علاقة معها إذا كان الأمر يصبّ في مصلحة لبنان، وهذا القرار الرئاسي الداخلي يجب أن يبقى بيد اللبنانيين.
لكن ماذا عن الرسائل الإقليمية التي سيركز عليها بروجردي؟
تشير الأوساط المذكورة الى أن أبرز ما يركز عليه بروجردي يتمثّل بالمناخات المرافقة للتحرّك السعودي المكثّف الهادف الى إنشاء معسكر جديد ضدّ إيران، “وثمّة مواكبة دقيقة جدّا من الإيرانيين لهذا التحرّك السعودي”.
ولعلّ مسألة زيارة اللواء السابق في الإستخبارات السعودية أنور عشقي الى إسرائيل والخشية من التقارب مع الإسرائيليين “أمر يشغل المسؤولين الإيرانيين على أعلى المستويات”.
وثمّة تركيز إيراني مكثف على “اللغة السعودية التهديدية الجديدة المعتمدة بعد مجيئ حكم الملك سلمان بن عبد العزيز”.
الى ذلك هنالك الموضوع اليمني وجسّ النبض والآراء في خصوص المفاوضات التي توقفت في الكويت، والتغيرات في الميدان السوري ولا سيّما في حلب.
تبدو إعادة دراسة هذه الملفات مهمّة جدّا لإيران في ضوء محاولة الإنقلاب الفاشلة التي وقعت في تركيا في 15 تموز الفائت” والتي من شأنها تبديل سياسات تركيا بحسب بعض المؤشرات التي رصدتها إيران، والتي تتوقع أن يتراجع التدخّل التركي في سوريا”.
وتشير الأوساط المطلعة على مناخ الإيرانيين الى “أنّ النبرة الإيرانية الإقليمية ستنحو في المستقبل نحو التهدئة، وعدم خلق توتّرات جديدة لأنها لا تصبّ في مصلحة المنطقة”.
من وجهة النظر الإيرانية “أن السعوديين لا يعترفون بالخطأ الذي أقدموا عليه إن كان بالنسبة الى السياسة الإقليمية أو بسياسة الجوار مع إيران لكن طهران لن تعتمد الإنفعال في ردود الفعل”.
ولكن هذا الموقف الإيراني الداعي الى التهدئة يتناقض مع الخطاب الأخير لأمين عام “حزب الله” السيّد حسن نصر الله الذي رفع فيه النبرة ضدّ المملكة؟
تقول الأوساط:” هذا صحيح، لكن السيد نصر الله قال في الوقت عينه أنّ ثمّة فرصة للسعودية لتعود الى الواقع، وهذا الأمر ضروري وخصوصا أن كثرا من الأشخاص تراجعوا عن الخط السعودي الذي كانوا يسيرون به وخصوصا في الملفّ اليمني الذي بلغ مرحلة صعبة جدّا، ولم تحقق الحرب أية نتيجة. من هنا فإن المشاورات التي سيقوم بها بروجردي ستكون مهمّة جدّا في هذا المضمار، الى نقله المواقف الإيرانية المستمرّة والقائلة أنه ليس من مصلحة أحد الإستمرار بالتصعيد العشوائي، وخلق حالات عصبية لا طائل منها تشرذم المنطقة، لا مصلحة لأحد في استمرار هذا الوضع لا لإيران ولا للسعودية التي دفعت أثمانا باهظة لغاية الآن في ميادين عدّة”.