إيران مستعدّة للقبول بأية شخصيّة رئاسية يختارها اللبنانيون ولو لم تكن على ارتباط معها
مارلين خليفة-“مصدر دبلوماسي”:
إنها الزيارة الأولى لرئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي الى لبنان وسوريا والتي ستستمرّ 4 أيام بعد إعادة تعيينه رئيسا لهذه اللجنة إثر الإنتخابات البرلمانية التي جرت في إيران. بعد امتناع بروجردي عن السفر في الآونة الأخيرة بسبب انشغاله الإنتخابي كان لا بدّ له من الإنتقال مجددا الى المنطقة لمتابعة تطورات الأوضاع الميدانية مع حليف إيران الرئيسي أي “حزب الله” حيث من المتوقع أن يلتقي أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصر الله، مع أن هذه الزيارة لم تدرج في البرنامج الرسمي لبروجردي في حين أدرج لقاء له مع رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمّد رعد.
وإذا كانت الوضع الميداني الذي ساد أخيرا بفعل الأزمات المستمرة أو الناشئة سيكون طبق البحث الرئيسي مع “حزب الله” المنغمس في الميدان السوري، فإن لقاءات بروجردي السياسية مع المسؤولين اللبنانيين وفي طليعتهم رئيسي مجلس النواب والحكومة نبيه بري وتمّام سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل سيكون لها طابع مختلف ربطا بالعلاقة الإيرانية- السعودية المؤثرة على لبنان خصوصا في ملفّه الرئاسي.
الملف السياسي اللبناني منفصل عن سوريا
في السياق الداخلي اللبناني، تؤكّد أوساط واسعة الإطلاع على المناخ الإيراني لـ”مصدر دبلوماسي” أنّ إيران لا ترى أي رابط بين الملفين اللبناني والسوري من الناحية السياسية”.
تشرح:” ما حدث إبان اندلاع الحرب السورية أن الوضع الأمني في لبنان كان محطّ تهديد من الإرهاب ولم يكن من إمكانية إلا لمساعدة لبنان وتحييده عن أتون النار السورية، وبالتالي إن ما أقدمت عليه بعض الأطراف اللبنانية كان دفاعيّا فحسب”.
وتشير الأوساط الواسعة الإطلاع الى أنّ “الوضع السياسي اللبناني منفصل تماما عن مجريات الوضع السوري”.
توضح:” بالنسبة الى الملف الرئاسي فهو منفصل كليا عمّا يجري في سوريا، وعلى الأطراف اللبنانيين أن يصلوا الى قناعة بشخصية محددة يتم انتخابها، وخصوصا وأن عدد المرشحين محدود جدّا”. وترفض الأوساط اتهام إيران بأنها تعرقل إجراء الإنتخابات الرئاسية اللبنانية عبر “حزب الله” مشيرة:” كل ما يراه الأطراف اللبنانيون لمصلحتهم فليقوموا به، هذا كان موقف إيران وهكذا سيستمر”. تضيف:” ثمة إستقلالية تامّة لـ”حزب الله” ولقوى 8 آذار في اتخاذ القرار السياسي الداخلي اللبناني الذي يريدونه، وهذا كلام محسوم. وإيران مستعدّة للقبول بأية شخصية رئاسية يختارها اللبنانيون ولو لم تكن على ارتباط معها، والأمر يعود الى مصلحة لبنان والعقدة تكمن في الخلاف والخصومة بين اللبنانيين أنفسهم. أيّ اتفاق داخلي لبناني تشجعه إيران وهذا موقف إيراني واضح وصريح”.
لكنّ اللبنانيين يعتبرون بأن ملفات المنطقة برمتها ومنها لبنان عالقة على الإتفاق الإيراني السعودي؟ تقول الأوساط الواسعة الإطلاع على السياسة الإيرانية لـ “مصدر دبلوماسي”:” إذا كان من قرار مستقل تتخذه الأطراف الداخلية اللبنانية فلا إيران ولا السعودية بإمكانهما معارضته، على الأقل فإنّ إيران لن تفعل”.
تضيف:” بالتأكيد فإنّ ملفات المنطقة كلها مترابطة ببعضها البعض واستمرار الوضع السيء في سوريا يؤثر على لبنان حتما إقتصاديا وسياسيا وإجتماعيّا، ولا يمكن لأحد نكران تداعيات الحرب السورية على لبنان وخصوصا في ملف النزوح ولكن القرار السياسي مختلف تماما، ولا أتصور أن الإيرانيين يعارضون أي اتفاق يحصل بين اللبنانيين”.