“مصدر دبلوماسي”
أربعة وستّون عاما مرّت على ثورة 23 يوليو 1952 ، وقد أحيا السفير المصري في لبنان الدكتور محمّد بدر الدين زايد هذه المناسبة الوطنية بإحتفال حاشد في دارته في دوحة الحص جمع أطياف المجتمع اللبناني السياسية والدبلوماسية والإجتماعية والدينية والإعلامية وجالية مصرية واسعة.
وقال السفير بدر الدين زايد في كلمته: “منذ أن تسلّمت عملي في بيروت في 8 تشرين الثاني نوفمبر 2014 ركّزت جهدي على أن تنطلق فلسفة العمل من ثوابت العلاقات المصرية اللبنانية. (…)، عندما استضافت مصر ولا تزال أعدادا كبيرة من المفكرين والكتاب والتجار ورجال الأعمال اللبنانيين الذين ساهموا في النهضة العربية الحديثة التي قادتها مصر منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي الظاهرة التي تواصلت عقب العقود ومرور السنين، فلم تنقطع التفاعلات الفنية والثقافية، ولم يتوقف رجال الأعمال اللبنانيين عن ضخّ إستثمارات جديدة ببلدهم الثاني مصر، ومهما تذبذبت حركة السياحة بين البلدين، فإن مصر كانت ولا تزال الوجهة السياحية الأول شبه السنوية للكثير من اللبنانيين، كما أنّ مصر هي الدولة الأكبر في السياحة الخارجية الى لبنان، بنسبة تزيد عن خمسة عشر بالمئة من إجمالي السياحة الى لبنان”.
وتطرق السفير المصري الى تحدي الإرهاب الذي تعيشه المنطقة، وخلل مستويات النمو والعدالة الإجتماعية وانتشار الفقر والفساد وقال:” لقد كنت أحد الذين نبّهوا منذ أكثر من ثلاثين عاما لمخاطر إعادة ترتيب الأوضاع الإقليمية، ومحاولات ترسيخ نظام شرق أوسطي طائفي ضيّق الأفق، لن يكون ناتجه إلا التمزّق والتخلّف وتراجع النمو الإقتصادي، وتدهور حياة المواطن العربي”.
ولفت الى أنه وسط هذه التحديات ” فإننا مطالبون بتفهم رمزية وخصوصية علاقة مصر المتنوّعة والمنفتحة بكلّ مكوّنات لبنان، وأن يكون جهدنا جميعا هو الإضافة لهذه التقاليد والمعاني السامية التي يمكن أن تكون أحد سبل الحفاظ على هويتنا القومية العربية”.
وأعلن السفير المصري عن إنتهاء مهامّه الدبلوماسية في بيروت التي ستكون آخر محطة دبلوماسية له بعد 36 عاما من العمل في السلك الخارجي.