مارلين خليفة- “مصدر دبلوماسي”
ليس البروفسور فيليب سالم طبيبا متخصصا في علاج مرض السرطان وراصدا لمراحل تطوّره في اكتشافات طبية رائدة فحسب، وليس عالما إكتشف عددا من الأدوية الناجعة لمحاربة هذا المرض ودحره فحسب، لكنّه أيضا كاتب ومفكّر سياسي ومحلل للشؤون الدولية والإقليمية هو من يعيش في دوائر القرار الأميركية منذ عام 1971، وكان أحد الأعضاء البارزين في الحزب الجمهوري الأميركي وصديق شخصي لعائلة بوش.
“مصدر دبلوماسي” إلتقى البروفسور سالم أثناء زيارته السنوية الى لبنان وطرح عليه 3 أسئلة:
كيف ترى الى مستقبل العلاقات الإيرانيّة السّعوديّة؟
الخلاف السعودي الإيراني هو على النفوذ وهو سيستمر الى حين اتفاق روسيا وأميركا على السلام في المنطقة في ملفات سوريا والعراق واليمن وهي ملفات متداخلة. والصراع بين إيران والسعودية على هذه الملفات لم يعد محدودا إقليميا بل انتقل الى مستويات أعلى أي الى أميركا وروسيا والصين وتركيا، لذا ليس في وسع السعودية وإيران الجلوس الى طاولة حوار حاليا لأن اي اتفاق بينهما يعود الى أميركا وروسيّا والصين، وهي جزء من الدول الخمسة الأعضاء في مجلس الأمن الدولي ولها حق “الفيتو”
كيف ترى الى تطوّر الصراع السوري؟
إبتدأ الصراع السوري محليا في ظاهره ليصير ذي طابع دولي، لا أرى في الوقت الراهن أيّ أفق سلام في سوريّا، إبتدأت الحرب في سوريا لنزع سوريّا من الفلك الإيراني لكنها سوريا الى حرب دوليّة، لذا لا أمل اليوم للسلام إذا لم تتفق الولايات المتحدة الأميركية وروسيا.
أوجد الإتفاق النووي منبرا مهمّا لحلّ الأمور، وكما اتفقت أميركا وروسيا والصين في الملف النووي الإيراني، سيأتي يوم تتفق هذه الأطراف على الصراع السوري عندها تبدأ سكّة السلام.
ما هو مصير النظام اللبناني بعد تخطّي الفراغ الرئاسي العامين؟
ليس لبنان راهنا على سلّم الأولويّات في الولايات المتّحدة الأميركية، والأدق ليس لبنان موجودا على الرّادار العالمي.
لبنان أشبه بريشة توازن بين القوى الإقليمية والدّولية، أو هو باخرة في بحر هائج من دون قبطان، ما يجعل الأمواج تتقاذفها. لا أحد يهتمّ بقضية لبنان، وقد يكون في الأمر إيجابية، ثمة أمن في لبنان وهو جيّد قياسا لمحيطه المتفجّر. لكنّ المشكلة تكمن بعدم وجود جهة موحّدة تتكلّم بإسم لبنان، ولو وجدت لكنا أمام فرصة ذهبية لحلّ المشكلات برمّتها.