مارلين خليفة:
“مصدر دبلوماسي”
تتخوّف فرنسا من 3 عوامل موجودة في لبنان هي: إنسداد الأفق السياسي والوضع الأمني الهش والوضع الإنساني والإقتصادي والإجتماعي الصعب.
لذا تندرج زيارة وزير الخارجية جان- مارك إيرولت في إطار تجديد الدعم الفرنسي في هذه المجالات الثلاثة، وهي بطبيعة الحال تكملة لزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى بيروت في نيسان الفائت.
وتقول أوساط فرنسية عليمة تحدّثت الى “مصدر دبلوماسي” بأن انسداد الأفق السياسي شأن لبناني محض، فالوزير إيرولت لن يعرض تنظيم فرنسا لمؤتمر حوار على غرار “سان كلو ” الذي انعقد عام 2007 في فرنسا وجمع الأقطاب اللبنانيين على طاولة واحدة.
وتشرح الأوساط الواسعة الإطلاع السبب بأنّ “ظروف سنة 2007 ليست موجودة في لبنان، صحيح بأن الفراغ الرئاسي كان موجودا، لكنّ الفرقاء اللبنانيين كانوا ممتنعين عن الحوار في ما بينهم، بينما توجد اليوم “طاولة حوار” شاملة وأخرى تجمع بين “حزب الله” و”تيار المستقبل”، ما يجعل الإطار السياسي أفضل بكثير ولا يحتاج الى جهة دولية ترعى الحوار”.
وفي الإطار السياسي تؤكد الأوساط الفرنسية بأنه “لا حلّ فرنسيّا جاهزا للبنان، ولا يتخيّلنّ أحد بأن إيرولت سيحمل في جعبته إسم الرئيس اللبناني أو إسم رئيس الحكومة المقبل أو قانون انتخابات جديد، فدور فرنسا ينحصر في تسهيل الحوار بين اللبنانيين لكنّها لا تفرض على اللبنانيين حلولا”.
وتلفت الأوساط بأنه ” يكفي فرنسا بأنها تتكلّم مع جميع اللبنانيين وهي بالتالي قادرة على تسهيل الحوار لا أكثر ولا أقل”.
هشاشة أمنية
ليس جديدا بأن يتحدّث الفرنسيون علنا عن “هشاشة أمنية” تغذي هواجسهم في لبنان، تذكّر أوساطهم بتفجيرات برج البراجنة ( ضاحية بيروت الجنوبية) التي تزامنت في تشرين الثاني من العام الفائت مع تفجيرات متتالية في باريس، وآخر الضربات الإرهابية كانت في بلدة القاع البقاعية. سيؤكد إيرولت إلتزام فرنسا بالحفاظ على الأمن اللبناني وذلك من باب التزامها بقوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان “اليونيفيل” التي سيزورها إيرولت في مقرها في الناقورة وحيث تعمل الكتيبة الفرنسية في دير كيفا.
3 آلاف نازح جديد
ويحتلّ موضوع النزوح السوري الى لبنان حيّزا في الزيارة، وقد استقبلت فرنسا الآلاف منهم منذ اندلاع الحرب السورية، وهي تبذل جهودا لمساعدة لبنان في هذا الملفّ الإنساني الشائك، وستعمد الى إعادة سكن 3 آلاف نازح سوري جديد في فرنسا قادمين من لبنان يضافون الى أعداد سابقة لم تكشف عنها الأوساط المذكورة، مشيرة الى أن الأعداد رمزية قياسا للعبء الذي يقع على لبنان لكنّ الدعم الفرنسي لن يقف عند هذا الحدّ.