درباس: لسنا دولة لجوء لكنّ مساهمتنا هي الأكبر
أعلن السفير الفرنسي في بيروت إيمانويل بون بأن أزمة النزوح السوري الى لبنان وسواه من بلدان الجوار باقية طويلا بالرّغم من الجهود الدولية القائمة لإرساء حل سياسي للأزمة السورية الممتدّة منذ 5 أعوام. وقبل يومين من انعقاد مؤتمر” فيينا” حول الأزمة السورية الذي تشارك فيه فرنسا وقبل أسبوعين على انعقاد مؤتمر لندن حول أزمة النزوح السوري، كان توقيت السفارة الفرنسية لمؤتمر صحافي يسرد فيه السفير بون الأنشطة الفرنسية التي تبذلها باريس لمساعدة السوريين، وتخلل المؤتمر توقيع بون ووزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس لنداء صندوق المشاريع الإبتكارية للمجتمعات المدنية وتحالفات الأطراف الفاعلين.
درباس يحذّر من تفاقم الأزمة
عبارة وحيدة لدرباس كانت كفيلة بكشف مدى السطحية الحاصلة في مقاربة هذا الملف الأخطر على لبنان إقتصاديا واجتماعيا وديموغرافيا، عندما قال مجيبا “السفير” عن الفارق بين اللجوء والنزوح وخصوصا أن بعض المسؤولين اللبنانيين يستخدمون أحيانا في المحافل الرسمية تسمية “اللاجئين السوريين” في حين أن لبنان لم يوقع على “إعلان جنيف”؟ قال درباس: أن الفارق يبرز في اللغة والترجمة فحسب، لكن إذا أراد البعض تحميله معنى سياسي فليس لبنان دولة لجوء لأنه لم يوقع “إعلان جنيف”. أضاف:” لن نختلف على الألفاظ مع المنظمات الدولية التي تستخدم مصطلح اللاجئين، لكن دولة اللجوء لا تنطبق على لبنان علما بأنّ لبنان يتعامل مع النازحين السوريين بطريقة أفضل بكثير مما تتعامل معها دول لجوء”.
ولفت في عبارة لها دلالاتها:” حصّتنا في هذه الشراكة هي مصيرنا”.
وحذّر درباس بأن المرحلة التي وصل اليها النزوح السوري تشهد حالة متفاقمة أصبح فيها كل العلاج السابق غير مجد، وبعد 5 أعوام بدأت تظهر في الأفق المخاطر على الدول المضيفة التي تتحمّل أعباء كبرى تكاد تنوء تحتها.
وكشف درباس أن الكثافة السكانية في لبنان باتت تبلغ 570 شخصا في الكيلومتر المربّع الواحد.
مساعدات فرنسا للبنان
وأعلن بون من جهته أن المساعدات الفرنسية للبنان انتقلت من 30 الى 55 مليون يورو وأن فرنسا التزمت باستضافة ألف نازح سوري هذا العام من لبنان مشيرا الى التزام فرنسا الدائم بدعم لبنان حيث الوضع صعب جدّا لأنه الأكثر عرضة للأزمة. وأشار الى أن فرنسا تقدّم مساعدات عبر الإتحاد الأوروبي (بنسبة 18 في المئة من ميزانية الإتحاد في ما يخص أزمة النزوح السوري) وعبر الأمم المتحدة والوكالات المتخصصة منها “مداد” و”الوكالة الفرنسية للتنمية” وعبر الحكومة اللبنانية، مشيرا الى أن فرنسا تدعم صندوق الدّعم الذي أنشئ خصيصا في البنك الدولي من أجل تمويل احتياجات النزوح السوري في لبنان، وكشف أنه بات يحوي اليوم 75 مليون يورو وقد منحت منها فرنسا 7 ملايين يورو.
وأعاد التذكير بمبلغ الـ100 مليون يورو التي وعد بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند دول الجوار السوري . واعترف بون بأن هذه المساعدات تبقى محدودة قياسا لضخامة الأزمة واتساعها، لافتا الى أن الأولويات الفرنسية في ما يخص هذا الملف تتعلق بميادين الصحة والتربية والغذاء وتأمين المياه والحماية وهدفها الأساسي هو توفير الإستقرار الإقتصادي والإجتماعي للبنان.
وتحدث عدد من المسؤولين في الوكالات الإنسانية وأشار الدكتور كامل مهنا الى العمل الذي تقوم به “مؤسسة عامل” إستجابة لأزمة النزوح السوري على كافة الأراضي اللبنانية، علما بأنّ الوكالة الفرنسية للتنمية منحت مليون يورو لمنظمتين غير حكوميتنين هما “عامل” و”أركنسييل”.
غراندي في بيروت
وفي هذا الإطار يقوم مفوض الأمم المتّحدة السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي بأول زيارة رسمية له الى لبنان للإطلاع عن كثب على أوضاع اللاجئين السوريين بدءا من اليوم الأربعاء ولغاية الجمعة.
وتأتي زيارة غراندي للبنان ضمن جولة قادت غراندي الى تركيا والأردن. وفي برنامجه: زيارة الملجأ الجماعي في الجناح وعقد لقاء مع أسر من النازحين، زيارة مدرسة إبتهاج قدّورة الرسمية المتوسطة، جولة في المخيم العشوائي في سعدنايل (البقاع) وعقد لقاء مع أسر من النازحين ومتطوعين في مجال توعية النازحين.