مقالات مختارة
مجلة الامن العام
مارلين خليفة
اقام لبنان واليابان علاقات مميزة سبقت الحرب العالمية الثانية بفترة طويلة. تاريخ حافل جمع تجارا لبنانيين مع نظرائهم اليابانيين بعد هجرتهم في القرن الفائت ولاقوا نجاحا باهرا مستبقين بذلك العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
يروي السفير الياباني في لبنان تاكيشي اوكوبو في حوار مع الامن العام بان عائلة دبس اللبنانية هاجرت الى اليابان في العام 1917 وكانت في الاصل تعمل في تجارة النسيج وأسست شركة تجارية للنسيج تربط بين اليابان والمملكة المتحدة ونيجيريا ولبنان. يضيف السفير اوكوبو:” اما اليوم فيقوم الجيل الثالث من عائلة دبس بادارة الشركة التي نمت لتصبح من اكبر مصادر المنسوجات في اليابان، فهي ربطت الاعمال بين المجتمعات المدنية في كلا البلدين منذ ما يقرب من الـ 100 عام وهذا امر مدهش للغاية”.
في الوقت الراهن، بلغت الصادرات التجارية من لبنان الى اليابان في العام 2019: 15 مليون دولار: معادن اساسية، اجهزة كهربائية… اما الواردات من اليابان الى لبنان فبلغت في العام 2019: 472 مليون دولار: سيارات واجهزة كهربائية وذلك بحسب ارقام الاحصاءات التجارية في وزارة المالية.
يقول السفير اوكوبو:” لسوء الحظ، لا الحجم الاجمالي ولا ميزان التبادل التجاري كافيان بين البلدين. هنالك بالتأكيد مجال لتحسين الوضع. على سبيل المثال يمكن تصدير المزيد من المنتجات الغذائية اللبنانية العالية الجودة كالنبيذ او زيت الزيتون او العسل والصابون الطبيعي الى اليابان ويمكن لليابان ايضا أن تساهم بشكل اكبر في تحسين وضع امن الطاقة في لبنان من خلال تشجيعه على استيراد المزيد من الاجهزة الفعالة والصديقة للبيئة”.
بالنسبة الى التبادل الثقافي، كانت السفارة اليابانية في بيروت تنظم العديد من الفعاليات الثقافية لتعريف الشعب اللبناني بالثقافة اليابانية، كالعزف على الآلات الموسيقية التقليدية وترويج للاطعمة اليابانية والساكي (نبيذ الارز الياباني)، وعرض الفنون القتالية اليابانية (مثل الجودو والكاراتيه). لكن الوضع المترتب عن جائحة الكورونا، جمّد اقامة فعاليات ثقافية بعد آذار 2020.
في لبنان تدرّس اللغة اليابانية في جامعة القديس يوسف في بيروت. هناك أيضًا بعض المبادرات الخاصة لتعليم اللغة اليابانية يقوم بها مقيمون اليابانيون. يبدو أن الكثير من اللبنانيين مهتمون بتعلم اللغة اليابانية من خلال ثقافة البوب مثل الرسوم المتحركة والمانجا” يقول السفير اوكوبو، مضيفا:”اود ان اشجع الشباب اللبنانيين على معرفة المزيد عن اليابان من خلال تعلم اللغة اليابانية. “انظر إلى الشرق” هي رسالتي الصادقة لكم”.
اليابان هي الدولة الوحيدة التي عانت من القصف الذرّي في هيروشيما وناغازاكي، وهي بحسب سفيرها في لبنان “تتحمل مسؤولية خاصة لقيادة الجهود الدولية لنزع السلاح النووي، قدمت اليابان مشاريع قرارات بشأن ازالة الاسلحة النووية الى الجمعية العامة للامم المتحدة وذلك منذ العام 1994 لسد الفجوة بين الدول الحائزة على الاسلحة النووية والدول غير الحائزة على الاسلحة النووية، وكان لبنان يدعم هذه المبادرة باستمرار وهذا موضع تقدير”.
*سعادة السفير، تعتمد شعار “الحركة بركة”، هو شعار لبناني لم اخترته؟
-بصفتي خبيرا بالشؤون العربية فانني احترم الثقافة والحضارات والاديان واللغات والتقاليد العربية. لا شك في ان الحضارة العربية القديمة اثرت التاريخ الحديث وحياة الانسان. علاوة على ذلك، ارى ان حقيقة وحكمة حياة الانسان موجودة احيانا في بعض الاقوال والامثلة العربية. في بعض الحالات، جلبت لي هذه الحكمة الرضى والنجاح حتى في مهمتي الدبلوماسية. تمكنت مثلا خلال وظيفتي السابقة في فلسطين كسفير للشؤون الفلسطينية من تحقيق “مشروع حلم” في غزة من خلال تطبيق مقولة “الحركة بركة”. بعد جهد طويل ومشاركة نشطة مع الاطراف ذات الصلة، تمكنت من اطلاق الفعالية الرياضية التي تحمل عنوان “دوري طوكيو” لاقامة بطولة كرة قدم في الضفة الغربية وقطاع غزة بدعوة الفرق فلسطينية المحلية، والتي ترعاها اليابان سنويا. في الجولة الثالثة من “دوري طوكيو” تحقق حلمي عندما تمكنا من دعوة الفرق الممثلة من الضفة الغربية وغزة الى المباراة النهائية في غزّة، والمثير للدهشة ان المباراة النهائية جرت في ملعب كرة القدم الذي موّلت اليابان اعادة بنائه. في ذلك الوقت ادركت ان اتخاذ اجراءات استباقية قبل الاستسلام يؤتي ثماره فعليا. وبناء على المثل العربي، جعلت المستحيل ممكنا.
* حدّثنا عنك وعن عائلتك ودراساتك ومسيرتك الدبلوماسية؟
-اثناء دراستي في اليابان، قام الرئيس المصري آنذاك انور السادات بالزيارة التاريخية لاسرائيل لتطبيع العلاقات بين البلدين، الامر الذي فتح عيني على دينامية السياسة في الشرق الاوسط. تخصصت في العلوم السياسية في الجامعة ثم التحقت بالسلك الدبلوماسي بعد التخرج. بالطبع، كنت اتمنى ان اخدم في الشرق الاوسط، وقد حققت ذلك في الثمانينيات عندما تعلمت العربية في دمشق، حيث ولد ابني الاصغر. عملت في العاصمة السورية حينها، ثم في البعثات الدبلوماسية اليابانية في ليبيا والسعودية ومصر وفلسطين. امضيت اكثر من 20 عاما في الشرق الاوسط، لتصبح هذه المنطقة وطني الثاني. خلال خدمتي اصبحت شاهدا على التاريخ، ما يشكل الجانب الايجابي في حياتي الدبلوماسية. على سبيل المثال كنت في القاهرة عندما اقتحم “الربيع العربي” المدينة. وعندما اندلعت الانتفاضة الثانية في فلسطين وجدت نفسي في غزة. صودف وجودي في وسط مدينة دمشق مع عائلتي عندما انتشر خبر وفاة الرئيس حافظ الاسد. الشرق الاوسط هو بيتي واهم جزء في حياتي. لقد اعطاني البصيرة والفلسفة والرؤية وحتى الصداقة الطويلة الامد. اكثر من ذلك: لقد صقل مستقبلي.
هنا في لبنان، ارى اللحظة التاريخية مرة جديدة في اعقاب الازمات الاجتماعية والاقتصادية والتحديات الغير مسبوقة. انني اثق في حكمة الشعب اللبناني العظيم للتغلب على تلك التحديات. ان اليابان تقف دائما بجانب لبنان.
*ماذا عن الاستثمار الياباني في لبنان: في المطاعم صناعة السيارات… هل من مشاريع جديدة في التبادل السياحي مثلا؟ وما الذي يعوق السياحة عن الازدهار بين البلدين؟
-حازت العلامات التجارية اليابانية وخصوصا في قطاعي السيارات والادوات الكهربائية على ثقة الشعب اللبناني منذ اعوام. كانت مفاجأة سارّة حين رأيت كيف اكتسبت صناعة الاطباق اليابانية مكانة في بيروت في الاعوام الاخيرة، ولمست كم يقدّر الشعب اللبناني المطبخ الياباني ويعتبره من الاكثر رقيا عالميا. في كانون الاول من العام الماضي، نال السيد عارف سعادة، صاحب المطعم اليابانيShogun Lounge جائزة الترويج الخارجي للاغذية اليابانية من وزير الزراعة والغابات وصيد الاسماك اليابانية لمساهماته البارزة في ادخال ونشر المطبخ الياباني والاطباق اليابانية في الخارج، تمنح هذه الجائزة سنويا لخمسة اشخاص فحسب من انحاء العالم.
بالرغم من اعاقة كورونا تعزيز صناعة السياحة فان الامكانات في لبنان هائلة. هو بلد يحفل بالمواقع التاريخية والثقافية. توجد في لبنان 5 مواقع للتراث العالمي لليونسكو، وآثار رومانية قديمة وطبيعة رائعة ومأكولات البلاد المتوسطية اللذيذة، واكثر من كل ذلك، الناس الودودين وكرم ضيافتهم. ومن المؤكد ان ذلك يجذب الكثير من السياح اليابانيين.
عندما يسمح لنا الوضع، اود ان اعمل اكثر على الترويج للمزيد من التبادل الثقافي والبشري بمساعدة ودعم المجتمع اللبناني مثل الـ LJAC :” الجمعية اللبنانية اليابانية للتعاون” التي يرأسها النائب الدكتور فؤاد بستاني وهو رئيس وكالة تويوتا في لبنان.
*بعد انفجار المرفأ كيف ساعدت اليابان لبنان؟
-قبل كل شيء أود ان اتقدم بأحر التعازي لاسر ضحايا انفجار مرفأ بيروت. بسبب الاضرار الجسيمة التي تسبب بها الانفجار قررنا توفير مواد اغاثية عاجلة: الخيام ومنصات النوم والبطانيات وسواها. وصلت هذه المواد الى المطار في 10 آب الفائت وتم تسليمها الى الجيش اللبناني الذي نسق الاعمال الاغاثية. في ايلول، قررنا تقديم منحة طارئة بقيمة 5 ملايين دولار اميركي من خلال المنظمات الدولية لمساعدة السكان المتضررين. ومن ناحية اخرى، اطلقت المنظمات غير الحكومية اليابانية برنامج إغاثة طارئة على مستوى القاعدة الشعبية بحوالي 1.2 مليون دولار بتمويل من حكومة اليابان. في كانون الثاني من هذا العام قررنا تقديم حوالي 16 مليون دولار اميركي لوكالات ومؤسسات الامم المتحدة لدعم اللبنانيين واللاجئين الضعفاء في البلاد. هذه المساعدة لا تدعم الاستجابة للانفجار فحسب، بل تهدف ايضا الى منع انتشار فيروس كورونا والتخفيف من تأثير الازمة الاقتصادية. اننا نعتقد ان استقرار لبنان الذي يستضيف عددا كبيرا من اللاجئين اساسي لاستقرار الشرق الاوسط باكمله. من هذا المنظور نحن نواصل دعم لبنان والشعب اللبناني.
في الوقت ذاته، انّنا قلقون من عدم وجود اي تقدم تقريبا في تشكيل حكومة جديدة بعد مرور اكثر من نصف عام على الانفجار. نتوقع تشكيل حكومة فاعلة بأسرع وقت ممكن، تكون قادرة على تنفيذ الاصلاحات الادارية والمالية والقضائية التي ينتظرها الشعب اللبناني. نحن مستعدون لمساعدة الشعب لبنان في تلك الاصلاحات الضرورية وتحقيق تطلعاته بالتعاون مع المجتمع الدولي.
*كيف يستفيد لبنان من المبادرة اليابانية لمستقبل اللاجئين السوريين (JISR)
– ان “جسر” هي مبادرة يابانية لتمكين اللاجئين السوريين الشباب المقيمين في لبنان والاردن من الحصول على فرصة للدراسة في اليابان. تم الاعلان عنها في العام 2016 وحتى الآن توجه 37 لاجئ سوري الى اليابان من لبنان. تستكمل هذه المبادرة المساعدات الانسانية اليابانية للاجئين السوريين في الدول المجاورة مثل لبنان.
*لماذا لا نرى اليابان ضمن مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان؟ هل تفضل العلاقات الثنائية فحسب؟
– شاركت اليابان في الجهود الدولية لدعم لبنان بطرق عدّة. على سبيل المثال شاركت اليابان في المؤتمرين الدوليين لدعم الشعب اللبناني، اللذان استضافتهما فرنسا والامم المتحدة وانعقدا افتراضيا في آب وكانون الاول من العام 2020. تلتزم اليابان المساهمة في الجهود الدولية للمساعدة في دعم لبنان في هذا الوضع الاقتصادي الصعب، وقد عززنا مساعدتنا الانسانية في هذا الصدد.
*كان لديك لقاء اخيرا مع مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، وتدعم اليابان معهد التدريب في الدامور الذي وصفته في تغريدة لك على “تويتر” بـ”انه مشروع مهم استراتيجيا”، هل تخبرنا عن هذا المشروع والتعاون مع الامن العام؟
-ان الحفاظ على النظام العام له اهمية كبرى في لبنان الذي يواجه ازمات متعددة. نواصل دعم القطاع الامني انطلاقا من ان الاستقرار في لبنان مهم لاستقرار الشرق الوسط برمته. المشروع الذي ذكرته يسهم في تعزيز قدرات عناصر الامن العام، وله اهمية خاصة بالنسبة الينا لانه يتناسب مع نهج المساعدة الياباني الذي يولي اهمية للاستثمار في رأس المال البشري. بالاضافة الى هذا المشروع، قبلت اليابان عددا من ضباط الامن اللبنانيين وقدمت لهم تدريبات لتحسين الاستجابة للتهديدات الامنية في البلاد ولا سيما في مجال مكافحة الارهاب.
*في خضم الانهيار الاقتصادي بعد انفجار المرفأ، ما النصيحة التي تقدمونها للمسؤولين اللبنانيين ولشعب لبنان علما بأن اليابان تعرضت لمأساة مماثلة في تاريخها؟
-تاريخ اليابان حافل بتجارب النهوض من تحت الانقاض ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية واخيرا الكوارث الطبيعية: الزلازل والتسونامي والاعاصير الخ. جمعت اليابان بعد هذه التجارب المعرفة والتقنيات المتعلقة بادارة مخاطر الكوارث وكنّا في الطليعة في المبادرات العالمية لايصال الرسائل التي تركز على اهمية ادارة الكوارث. تقدم اليابان مساعدات للبلدان النامية من خلال برامج التعاون التقني الذي يجمع بين الخبرات من القطاعين العام والخاص. اود ايضا تسليط الضوء على الاولويات الاربع للعمل في اطار اتفاقية “سينداي” للحد من مخاطر الكوارث 2015-2030 والتي تدعو الى مشاركة المجتمع بأسره في ادارة المخاطر الطبيعية والبيئية والتي هي من صنع الانسان وذلت الصلة بالمخاطر التكنولوجية والبيولوجية، وفي اعتقادي ان الازمات توفر فرصة حاسمة لاعادة بناء الامة.
*اقامت اليابان علاقات متينة مع العالم العربي وطالما دعمت القضية الفلسطينية، ما رأيك بالتطبيع الذي جرى اخيرا بين بعض الدول العربية واسرائيل؟
-تؤيد اليابان حل الدولتين حيث تعيش اسرائيل والدولة الفلسطينية المستقلة المستقبلية جنبا الى جنب في سلام وامان. نحن نسهم بفاعلية في عملية السلام من خلال ثلاثة ركائز: الحوارات السياسية مع الاطراف المعنية وتعزيز بناء الثقة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني وتقديم المساعدة الاقتصادية للفلسطينيين. بناءعليه، اطلقت اليابان مبادرة :”ممر السلام والازدهار” التي تهدف الى تعزيز التعاون بين الاسرائيليين والفلسطينيين والاردنيين لتحقيق مشاريع للتنمية الاجتماعية والاقتصادية ومن بينها انشاء منطقة اريحا الصناعية الزراعية (JAIP) والترويج لممر سياحي حيث يجري حاليا تنفيذ بناء المأوى الوقائي لقصر هشام في اريحا. تساهم اليابان ايضا في تنمية الموارد البشرية وقد قبلت اكثر من 6400 فلسطيني كمتدربين في قطاعات مختلفة من قبل الوكالة اليابانية للتعاون الدولي.
اما بالنسبة للتطبيع بين الدول العربية واسرائيل، فقد رحبنا بالاتفاق بين الامارات واسرائيل كخطوة ايجابية نحو تخفيف التوترات وتحقيق الاستقرار في المنطقة لانه ينص على تعليق “تطبيق السيادة” على الضفة الغربية من قبل دولة اسرائيل. كما قلت سابقا، تدعم اليابان حل الدولتين وتعتقد ان قضية السلام في الشرق الاوسط يجب ان تحل فقط من خلال المفاوضات بين الاطراف المعنية وليس من خلال العنف او اية إجراءات احادية الجانب.
*هل لليابان اي دور في قضايا الشرق الاوسط كما في سوريا والعراق واليمن؟
-تعود مشاركة اليابان في قضايا الشرق الاوسط الى العام 1953، عندما قدمنا المساعدة للاجئين الفلسطينيين من خلال الاونروا، أي اننا بدأنا بتقديم المساعدة للفلسطينيين قبل اربعين عاما من اتفاقيات اوسلو. كما ساهمت اليابان في المسار المتعدد الاطراف لعملية مدريد للسلام التي بدأت في العام 1991 وترأس فريق العمل المعني بالبيئة.
تشارك اليابان ايضا بنشاط وبالتعاون مع المجتمع الدولي في قضايا في الشرق الاوسط غير الصراع الاسرائيلي الفلسطيني. فعلى سبيل المثال لا الحصر عندما اندلعت حرب الخليج في العام 1990، قدمت اليابان مساهمة مالية قدرها 11 مليار دولار اميركي للقوات المتعددة الجنسيات لانهاء الاحتلال العراقي للكويت. وايضا بعد حرب العراق العام 2003، ارسلت اليابان قوات الدفاع الذاتي وساهمت في اعادة الاعمار من خلال اعادة تأهيل وصيانة المرافق العامة وتوفير المياه والمساعدات الطبية في العراق.
اما بالنسبة لسوريا واليمن، فكلاهما يواجه ازمة انسانية كارثية، فإن اليابان تقدم مساعدات انسانية للتخفيف من تأثيرها على السكان المتضررين، كما تعمل بشكل وثيق مع المجتمع الدولي بغية ايجاد حل سياسي لتلك الازمات.